Thursday 13/02/2014 Issue 15113 الخميس 13 ربيع الثاني 1435 العدد
13-02-2014

هل يريدون حلاً أم يديرون أزمة؟!!

قلق، وعدم رضا، بالغين يشوبان المشهد السياسي الفلسطيني، وتذمر شعبي ورسمي على السواء، ويزداد المشهد كآبة يوماً بعد يوم، مع تفاقم الأوضاع المعيشية للشعب الفلسطيني سواء داخل مناطق السلطة أو في مخيمات الشتات، وخصوصاً في سوريا ولبنان وما يتهددها من أخطار جسيمة.

يتعمق الشعور بالقلق على المستقبل السياسي الفلسطيني، مع اقتراب نفاذ المهلة الزمنية المضروبة من قبل السيد كيري، للتوصل إلى اتفاق سلام والذي استعيض عنه (باتفاق إطار) للتغطية على إعلان فشله في إنجاز اتفاق تسوية نهائي، يضع نهاية للاحتلال الإسرائيلي.

(اتفاق الإطار) الذي سيعلنه السيد كيري هو بمثابة تمديد جديد ومفتوح لاستمرار لعلة المفاوضات التي مر عليها عقدان ونيف، لسنوات أو لعقود أخرى، دون أن يلامس الفلسطينيون أملاً حقيقياً بإنهاء معاناتهم، واستعادة حقوقهم المشروعة.

تلك لعبة إدارة الأزمة وتبريد الصراع بدلاً من حل الأزمة وإنهاء الصراع، هذه الاستراتيجية الأمريكية، القديمة الجديدة، التي اعتمدتها الدبلوماسية الأمريكية منذ حرب أكتوبر 1973م، لازالت تحكم الصراع العربي الإسرائيلي، وتحكم الدبلوماسية الأمريكية، وما يشجعها على الاستمرار في هذه السياسة، الأوضاع الفلسطينية القائمة التي تتسم بالانقسام والتشتت والضعف، يضاف إليها الأوضاع العربية المتردية، والنتائج الكارثية لمسيرة (الخراب العربي)، وتصدر قوى الإسلام السياسي، ومنظماته الجهادية، كمعاول هدم وتدمير وتقسيم، وتفتيت للنسيج المجتمعي في الدولة الواحدة والشعب الواحد، حيث باتت محصلة الجهد الفلسطيني والعربي في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وسياسة إدارة الأزمة تساوي صفراً.

فسياسات الاحتلال الهادفة إلى قضم الحقوق الوطنية الفلسطينية، لا تقابل لغاية الآن بقوى مضادة تحول دون استمرارها ووقفها فلسطينياً وعربياً ودولياً.

لذا فإن إمكانية التوصل إلى اتفاق تسوية تنهي الصراع العربي الإسرائيلي، أو تؤدي إلى حل للقضية الفلسطينية يصبح في هذه الحالة ضرباً من الخيال، الممكن الوحيد في هذا الوضع هو (التسليم للرؤية الإسرائيلية الأمريكية كاملة) أو (استمرار الانتظار لتغيير الظروف الفلسطينية والعربية والدولية) حتى تصبح قادرة على ردع الاحتلال، ودفع القوى الإقليمية والدولية للتخلي عن سياسة إدارة الأزمة، وتبني سياسة حل للأزمة تقوم على أساس السبل الكفيلة لتنفيذ الشرعية الدولية وقراراتها بشأن الصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية.

إن التسريبات الصحفية و الإعلامية من الجانب الأمريكي والإسرائيلي (عن الخطة ب)، التي تقضي في حالة الإخفاق في انتزاع موافقة فلسطينية على (إطار الاتفاق) المزمع تقديمه من قبل السيد كيري قريباً، أن يجري اعتمادها أمريكياً وإسرائيلياً، والقاضية بالانسحاب الأحادي من بعض المناطق في الضفة الغربية، هو بمثابة تهديد مباشر، وضغط على الفلسطينيين لانتزاع الموافقة منهم على (اتفاق الاطار) المزمع إعلانه، وامتصاص الغضب العربي والفلسطيني من التعنت الإسرائيلي والإخفاق الأمريكي، في التوصل إلى تسوية نهائية، وابقاء الباب مفتوحاً أمام (مفاوضات إدارة الأزمة) إلى ما لا نهاية، دون الحصول إلى تسوية نهائية، والحيلولة دون تفجر الوضع الذي سيكون مكلفاً للاحتلال، ومحرجاً للوضع العربي والدولي على السواء.

إن هذا الوضع المؤلم لمستقبل الشعب الفلسطيني، يحتم مراجعة ا لسياسات والمواقف الفلسطينية والعربية والدولية، إزاء ما سيتمخض عنه من وضع بات ينذر بالانفجار، قبل فوات الأوان لأن الشعب الفلسطيني لم ولن يرفع الراية البيضاء أمام هذا الصلف الصهيوني والاستهتار الأمريكي بحقوقه المشروعة في وطنه فلسطين، وسيبقى الوضع مأزوماً ما لم يجر الانتقال من (سياسة إدارة الأزمة) إلى (سياسة حل الأزمة) وفق الشرعية الدولية.

E-mail:pcommety@hotmail.com

عضو المجلس الوطني الفلسطيني - المدير العام لمكاتب اللجنة الشعبية لمساعدة الشعب الفلسطيني بالمملكة - الرياض

مقالات أخرى للكاتب