Friday 14/02/2014 Issue 15114 الجمعة 14 ربيع الثاني 1435 العدد

لستُ من كوكب آخر

ابتسام المجلي

دعونا نتفق بأن العباقرة ليست صفة تختص بفئة بحد ذاتها، لا تنتمي لعرق أو جنس أو نهج معين.

تجعل صاحبها يسلك طريق الإبداع ويُبهر العالم بقدرات هائلة.

تحدثت في مقال سابق (عباقرة تويتر) عن فئة من الفئات الخاصة (المكفوفين) تميزت وأثبتت قدراتها على التغلب على كل عقبة تقف في طريق إبداعهم، ولعل الذي جعلني أكمل ما بدأته إيماناً مني، وإعجابي وثقتي بقدراتهم.

حقيقة أن المكفوفين جزء من المجتمع على وجه العموم، وجزء من الطلاب الجامعيين على وجه الخصوص، فهم كبقية زملائهم في الجامعة يُعانون من مشكلات تواجههم إلا أن الكفيف لا يزال يُعاني من أنظمة تقف عائقاً في تحقيق حلمه وإكمال مسيرته الجامعية إسوة بأي طالب حصل على معدل عال يؤهله لدخول قسم يجد نفسه فيه، والاعتذار بعدم القبول بحجة الإعاقة وصعوبة التعامل معهم!

لا نملك نُحن معشر البشر الحُكم المُجحف بحقهم دون إعطائهم الفرصة لإثبات عكس ذلك!

لا يمكننا الحُكم دون أن نرى تفاصيل القضية والاستماع إليهم!

أتساءل؟

هل المكفوفين من كوكب آخر؟

أو أن العيب يكمن في كل مسؤول يضع أنظمة عائقاً في طريقهم، لعدم قدرته على التعامل أكاديمياً وإدارياً مع الطلاب!

لماذا لا يُفتح المجال وإزالة كل الإشكاليات لكل طالب باختيار تخصصه العلمي والابتعاد عن حصرهم على تخصصات محددة، توفر لهم كافة الإمكانيات والتسهيلات التعليمية وإقامة دورات تدريبية تأهيلية للطلاب، وعقد دورات لأكاديميين وأساتذة حول كيفية التعامل مع المكفوفين من الجانب الإداري والأكاديمي، وتشكيل ِلجان لتلمس حاجة الطلاب والأساتذة في الجامعة والعمل على تطويرها في هذا الجانب.

لا يغيب عن الأذهان لويس برايل (Louis Braille) مُخترع كتابة المكفوفين حيث جعل من إرادته قوة تزيل كل العقبات، وأيضاً الأمريكي إريك فبهنماير (Erik weihenmayer) نجح في تسلق جبل إفرست أعلى جبال العالم في عام 2001.

حقيقة..

يجب أن ينال الكفيف حقوقه كاملة والتعامل معه بالرُقي واتزان إسوة بأي شخص مُبصر، والابتعاد كل البعد عن المبررات الواهية التي تعود بنا إلى ألف خطوة إلى الوراء ولا تسعى إلى التقدم.

أخيراً..

إلى من يهمه الأمر..

لوكان ابنك أو ابنتك من ضمن الفئات الخاصة، هل ستظل الأنظمة كما هي الآن أو ستتغير لأجل فلذة كبدك؟