Sunday 16/02/2014 Issue 15116 الأحد 16 ربيع الثاني 1435 العدد
16-02-2014

الشمعة التي لا تحترق

فاصلة:

(أن يرى المرء ذاته يعني أن يكون بعيد النظر)

-حكمة صينية-

كنت في وقت ماضٍ من حياتي أؤمن بالمثالية، وأتوقع أنها الطريقة الوحيدة لإرضاء الذات لكنني اكتشفت أن المثالية وهم أو أنها كذبة، لا أعرف تحديداً ما تكون، إنما أعرف أن أثرها السلبي ينعكس على حياة الإنسان بالعذاب.. إذا كنت مؤمناً بأنك شمعة تحترق لتنير الطريق للآخرين فأنت ضحية، وغالباً الضحية لا يكون سعيداً وسوف تحترق.

فكرة المثالية أشبه بالثقل الذي نحمله على أكتافنا ونظل نسير به، في البدء الثقل يُحتمل لكننا نكبر ويزداد الثقل فننهك وما من معين بعد الله سوى أنفسنا.

فكرة المثالية مهلكة لأنها تجعل الإنسان يهمل عنايته بذاته وهي أهم ما يمكن أن يغير حياته للأفضل.. ومع ذلك تعلمنا ونحن صغار ألا نحب أنفسنا، فهذا من الغرور ولكن علينا أن نحب الآخرين، ولما كبرنا اكتشفنا أن من لا يحب نفسه لا يستطيع على الإطلاق أن يعطي الحب للآخرين.

ما زالت فكرة المثالية مسيطرة على الكثير من الناس، والبعض يتباهى بها ربما تتضح أكثر في صورة الأمهات اللواتي يفهمن الأمومة أنها تضحية ولابد أن تكون الأم كبش فداء ليسعد الأبناء الأمومة عطاء وهناك فرق بين العطاء الواعي وبين العذاب شعور الأم بالضحية يجعلها دائمة التذمر والشكوى وهو ما يزعج الأبناء.

السؤال: لماذا عليّ أن أكون غير نفسي؟.. لماذا عليّ أن أرضي زوجي وأبنائي ورؤسائي في العمل وأهلي وأقربائي؟.. بينما لا أفكر في حب نفسي وإرضائها؟.. متى ندرك أن العلاقات السوية أخذ وعطاء وأن العلاقة من طرف واحد هي علاقة مريضة، وأن العطاء لا يعني بالضرورة سحق ذواتنا.

nahedsb@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب