Tuesday 18/02/2014 Issue 15118 الثلاثاء 18 ربيع الثاني 1435 العدد
18-02-2014

تجربة ناجي الجويني.. هي الحل

لم يعد الحديث عن لجنة الحكام مجدياً، ولم يعد انتقاد الحكام نافعاً، فقد أضحى الشق أكبر من الرقعة كما يقولون، حتى أصبحت كل جولة مسرحاً للعك التحكيمي، وغدا مسؤولو الأندية يصرخون بكل مباراة حتى بحت أصواتهم، في حين ما زال عمر المهنا يدير اللجنة بشكوكه وظنونه، ولعل آخرها حديثه عن أن هناك حكاما يريدون إسقاط لجنته!.

لذا لجنة كهذه فاقدة للثقة في نفسها لا يمكن بأي حال أن تضيف الثقة لحكامها؛ لذا نستغرب تمسك رئيس الاتحاد السعودي بها، بل والإشادة بعملها وأنها من خلال موقعها تخدم الكرة السعودية، ولا أدري - أمانة - أي خدمة تقدمها هذه اللجنة وهي حبلى بالأخطاء، غارقة في المشكلات، بل الأدهى من ذلك أنها تحولت إلى ما يشبه بيت العائلة الذي قوامه على العلاقات الشخصية، وليس أدل من ذلك إلا تهديد مرعي العواجي بالاعتزال حال تقديم عمر المهنا للاستقالة، ولم نستغرب أن يصل التعاطي إلى أن يطبع حكم القبلة على رأس الرئيس، أضف إلى ذلك استمرار العريني في إدارة المباريات على الرغم من تعدد الأخطاء وشكاوى الأندية والسبب حظوته عند رئيس اللجنة، بل تعدى الأمر إلى أن يكون الآمر الناهي باللجنة حكم دولي لم يدر أي مباراة دولية.

وبالتالي فعندما تغزو كل تلك الأخطاء منظومة التحكيم علينا أن لا ننتظر أكثر من أن يُكافأ المخطئ بالتكليف ببطولة خارجية كما حدث مع مرعي العواجي بعد كارثة الشباب، أو الترشيح للنخبة كما حصل مع الهويش بعد تغاضيه عن ركلة جزاء العروبة الأوضح من قرص الشمس في رابعة النهار.

وعلى ما سبق، لن تفلح أبداً لجنة أخذت كل هذا الوقت الذي امتد أكثر من أربعة أعوام ولم نرَ لها أي بصمة، في حين لو أدرنا نظرنا قليلاً لدولة قريبة منّا لعرفنا الفرق بين من يعمل ومن لا يعمل، فما أحدثه ناجي الجويني رئيس لجنة الحكام القطرية السابق والخبير حالياً في فترة وجيزة يجعلنا نغبط الإخوة هناك، فالحكام القطريون هم الأكثر بالنخبة الأسيوية في غرب أسيا، بل إن نصف نهائي بطولة أسيا للأندية في العام الماضي أدير بطاقم قطري، وحتى في بطولة غرب أسيا أدار نصف النهائي الحكم الشاب القطري فهد جابر، في حين كان مرعي متفرجاً بأدوار الحسم وهو من شارك هناك، وكل تلك النجاحات التحكيمية القطرية لم تكن وليدة الصدفة، ولا نتاج اجتماع شهري للجنة، بل لأن هناك من وضع خريطة عمل، ولم يلتفت لضغوط هذا أو ذاك، فنجح أيما نجاح.

ولأن التخطيط هو أساس النجاح وليست الشكوك والظنون، أنقل لكم فلسفة ناجي الجويني التي أتمنى أن يستفيد منها الاتحاد السعودي لكرة القدم، بدءاً من عمله كخبير في الاتحاد القطري وصولاً لرئاسته للجنة الحكام وانتهاءً بعودته لخبير في ديسمبر الماضي، حيث ذكرت جريدة الراية القطرية أنه بعد الاستعانة بالحكام الأجانب بكثافة في بدايات دوري نجوم قطر، بدأت المرحلة الثانية منذ نحو 7 أعوام، وهي ما تسمى برنامج تطوير الحكام حيث تضمنت 6 مراحل هي:

* المرحلة الأولى: جس النبض للتحكيم ومدى الرغبة في الدخول لهذا المجال.

* الثانية: الحملة الاكتشافية للحكام الشبان والاستعانة بعناصر جديدة من الجامعة والمدارس الثانوية.

* الثالثة: وهي المرحلة التي يتم فيها استبعاد الحكم الراسب في الاختبار البدني من إدارة المباريات سواء كان دوليا أو درجة أولى.

* الرابعة: وهي استبعاد كل من يخفق في الاختبار النظري وليس البدني فقط.

* الخامسة: الوصول إلى تكوين مجموعة من الحكام المثقفين تحكيمياً وجاهزين بدنياً.

* السادسة: تحمل الحكام القطريين مسؤولية إدارة الدوري القطري دون الاستعانة أو اللجوء للحكام الأجانب. وفي ظني أن الخبير التونسي نجح نجاحاً باهراً بذلك، فبعدما كانت الطواقم الأجنبية تحضر في كل جولة في الدوري القطري، تقلص العدد حتى يكاد لا يذكر وتقلصت معها الأخطاء أيضاً، ولاحظوا معي أن الاتحاد القطري لكرة القدم وحتى ينهي ما بدأه الجويني لم يتخل عنه في ديسمبر الماضي على الرغم من تكليف رئيس جديد للجنة الحكام وهو القطري هاني بلان، بل أبقى الجويني خبيراً حتى يكمل إنجاز مهمته، وهو الأمر الذي نفتقده لدينا للأسف، فكل لجنة عندما ترحل أو تحل، نجد اللجنة التالية تبدأ من جديد، وليس من حيث انتهت السابقة، لذلك لم ولن نستغرب أن يبقى التحكيم لدينا محلك سر.

يا زمان العجايب

* رئيس سابق براتب وبلا بطولات، ينتقد رئيساً فاتورة عمله السنوية بالملايين وبطولاته يتحدث عنه القاصي والداني.

* إعلامي يهدد الحكام قبل شهر بغضب الرئيس، واليوم يحدثنا عن أضرار التعصب ومخاطر الانزلاق بالميول.

* لاعب يتحدث عن الاحتراف وتأثيره في مستوى اللاعب، ونجده يتداخل بالبرامج منتصف الليل ولا ينام إلا قريب الفجر.

خاتمة:

«الأم هي كل شيء في هذه الحياة، هي التعزية في الحزن، الرجاء في اليأس، والقوة في الضعف».. جبران خليل جبران.

تويتر: @sa3dals3ud

مقالات أخرى للكاتب