Saturday 22/02/2014 Issue 15122 السبت 22 ربيع الثاني 1435 العدد

«عودة سدير» شاهد على عراقة تاريخها

مقبول بن فرج الجهني

التاريخ يبقى حاضراً وشاهداً والرجال الأوفياء يبقون دائماً في الذاكرة ومعالي الشيخ عبدالرحمن إبراهيم أبو أحيمد «أبو أحمد» الذي التقيت بمعاليه في مجلس معالي الشيخ تركي بن خالد السديري الذي يعقد أسبوعياً بمنزله في مدينة الرياض وهو مجلس علمي ثقافي اجتماعي تاريخي أدبي، يناقش العديد من القضايا الحيّة لذا العديد من مثقفي المنطقة يحرصون على حضور هذا المجلس، وكما يقول زينة المجلس بمضيفه فالشيخ أبو زياد - حفظه الله- يأسرك بحبه ولطفه وحسن استقباله وزرع حفاوته في أبنائه الأحباء.

نعود للحديث عن معالي الشيخ أبو أحيمد فقد التقيته في لقاءين أحدهما في مجلس معالي الشيخ تركي السديري والثاني في مجلس معالي الشيخ سعد الناصر السديري، وحضر هذا اللقاء الأستاذ عبدالله السديري محافظ الغاط وقد أثنى محافظ الغاط على جهود معالي الشيخ أبو أحيمد ونشاطه الملحوظ في دعم الخدمات التنموية في عودة سدير لذا رغبت من معالي الشيخ أبو أحيمد الحديث عن هذه المنطقة فزوّدني مشكوراً وعلى عجل لعلي تسمح لي الظروف ثانية بالكتابة عن هذه المنطقة بشكل مفصّل يحمل صوراً تحكي واقع هذه المدينة ماضياً وحاضراً، وكما يقول الشيخ أبو أحمد فعودة سدير تقع شمال غرب الرياض على بعد مائة وأربعين كيلاً وعن طريق الرياض سدير القصيم المدينة بحوالي خمسة عشر كيلاً وسميت العودة لقدمها في منطقة سدير محافظة المجمعة ولها أسماء تاريخية هي جماز ومسافر وبها آثار قديمة منها قرى مسافر وحماة والقرنا ومدينة غيلان وتتكون البلدة من قسمين رئيسيين:

البلدة القديمة

تحيط بها الأسوار «حوامى» بعرض يصل إلى ثمانية أمتار وارتفاع يصل على أربعة أمتار بعض هذه الحوامى تهدم والبعض لا يزال شاد على عراقة التاريخ لتلك البلدة، وبها مرقب في جبل مطل على البلدة لا يزال باقياً يشتمل هذا الجزء البيوت القديمة والمساجد والدكاكين والنخيل وقد هجر أغلبها وتهدم إلا أن الأهالي قاموا في الآونة الأخيرة بحملة لإعادة الحياة لذلك الجزء الغالي المهم من تاريخ البلدة.

حيث سارع العديد منهم إلى إعادة بناء منازلها كمنزل المرحوم عيسى بن خريف وحوّل إلى متحف يحتوى على مئات الأدوات والأشياء القديمة وديوانية المرحوم محمد بن حمد أبو حيمد تستقبل الضيوف القادمين للعودة وبها معرض لصور قديمة عن العودة والمسجد والمنارة والمقصورة في العودة ومنزل المرحوم سعد بن محمد بن حسين وحوّل إلى متحف وأيضاً إعادة بناء منزل أبناء محمد عبدالله الفيصل.

وبوابات العودة الثلاث الرئيسية وترميم منزل ناصر وعبدالعزيز الضويحي وتحويلها إلى ديوانية لاستقبال الضيوف وترميم منازل كل من عبدالعزيز علي الضويحي، وعبدالعزيز العمران، وإبراهيم العمران وعبدالعزيز المنيع، وعبدالله الحاتم، ومحمد المليكي ومنزل إبراهيم أبو حيمد وحمد أبو حيمد، وزيد الحسين وعبدالمحسن بن ضباع، ومحمد بن ضباع وعبدالله السلطان، وتم تسوير عدد من المنازل منها منازل زيد الحسين وعبدالله أبو حيمد وعبدالله العيسى وعبدالله الدباس وناصر الشويش وترميم مصلى العيد، وأيضاً ترميم مسجد الحميدية، وتسوير وقف الخريقية، مقصورتي زكيه حميد والحسين والمدخل، وقامت البلدية بعمل شارع كبير وسط البلدة وإنارة ذلك الشارع ويشير أبو أحمد إلى أن هذه المشاريع أمثلة ولا نحصر كل ما تم في هذا الجزء العزيز من مملكتا الحبيبة وقد أعادت تلك الإنجازات نبض الحياة إلى البلدة وأصبحت مقصداً للزائرين من المواطنين والمقيمين.

البلدة الجديدة

أما البلدة الجديدة فيتحدث عنها الشيخ أبو أحيمد بقوله: هي عبارة عن أربعة مخططات أو أكثر وهي مخططات سكنية وزعتها البلدية على الأهالي منذ عدة سنوات وقد سارع المواطنون إلى بناء أرضهم وسكنوا بها حتى توالت المخططات بعد ذلك، حيث أصبحت كافة الخدمات متوافرة مثل المدارس والمستوصفات ومساجد وخزان مياه يخدم البلدة وقد قام الأهالي بإنشاء بعض المشاريع الحيوية لدعم البلدة وتيسير الخدمات لأهلها نذكر على سبيل المثال:

- مدرسة تحفيظ القرآن للبنات وصل عدد الدارسات بها إلى مائة وعشرين طالبة وهناك حلقة لتحفيظ القرآن للبنين.

- مركز ثقافي يشتمل على آلاف المؤلفات والصحف وخدمات النت وهذه المراكز أنشئت برعاية ومتابعة وعناية من معالي الشيخ عبدالرحمن بن إبراهيم أبو حيمد.

- قصر الأهالي ويضم ثلاث صالات كبيرة ساهم في تمويله كافة أهالي العودة مع تميز في التمويل لمعالي الشيخ عبدالرحمن وسعادة الشيخ محمد بن عبدالله السعيد وسعادة الشيخ عبدالعزيز بن محمد القاسم وأبناء المرحوم سلطان بن محمد بن حسين وقد تولى التصميم والإشراف على التنفيذ مشكوراً الشيخ عبدالعزيز القاسم.

- مشروع سكنى أنشأه الشيخ عبدالعزيز بن محمد القاسم.

هؤلاء الرجال الذين يبدعون ويصنعون ويحافظون على تاريخ.. وهذا الإنسان الذي يعمل من أجل الحفاظ على تاريخ وتأصيل «عودة سدير» لقد أثنى سعادة محافظ الغاط الأستاذ عبدالله السديري على جهود وإخلاص معالي الشيخ عبدالرحمن بن إبراهيم أبو أحيمد وعلى دعم كل عمل لكل ما فيه تطوير وتحديث منطقة عودة سدير فالشكر والتقدير له ولكل الرجال العاملين المخلصين.