Sunday 23/02/2014 Issue 15123 الأحد 23 ربيع الثاني 1435 العدد
23-02-2014

ضرورة الموسيقى كنشاط طلابي

جمعية الثقافة والفنون في الأحساء أعادت قبل فترة الموسيقى إلى نشاطاتها، عبر الدورة الموسيقية الأولى (الصولفيج) التي نظمها قسم الموسيقى في الجمعية، بعد توقف عن تقديم الدورات الموسيقية دام نحو عشرين عاماً!.

أيضاً الجمعية تعمل على تكوين فريق الكورال الغنائي الشبابي كإحدى الخطط التي يعتزم قسم الموسيقى تنفيذها إلى جانب مواصلة دورات العزف والموسيقى المتقدمة وإقامة أمسيات الوفاء للموسيقيين داخل الأحساء وخارجها، والحمد لله لم تتعرض الجمعية لمضايقات أو محاولات لإيقاف الدورات الموسيقية كما أكد مسؤولوها!

السعوديون لا يستهلكون الفن والموسيقى والغناء فقط، بل إن إنتاجهم الفني والجمالي الأكثر انتشاراً ورواجاً عربياً، هي في الغالب أغان راقية وموسيقى محلية حالمة عاشقة مبدعة جمالاً، كما أن الجمهور السعودي هو الأول لعشرات المحطات الفضائية وقنوات الإف إم المحلية، لمؤسسات الإنتاج الفني والإذاعي، ومتعهدي الحفلات الغنائية في الخليج والعالم العربي، وبالمناسبة غالبية هذه الشركات والمتعهدين والمحطات سعودية!

الموسيقى لا تمنح الشعور بالمتعة فقط، بل لها فوائد صحية نتيجة التناوب المنتظم بين الشعور بالإثارة والارتخاء، فضلاً عن تهذيب الأنفس وتقليل توحشها ورغباتها العدوانية. إنها تنشط الجسم وتزيد من كفاءة العضلات. فن لا بد من الاعتراف بقيمته، والاستفادة منه كقيمة روحية ومعنوية ترتقي بالنفوس وتسمو بها.

ورغم التردد في استخدام الموسيقى في العروض المسرحية داخل المدارس، إلا أن تفعيلها ضمن الأنشطة أصبح مطلبا، حيث لا مانع نظاميا يحظرها كنشاط ضمن الأنشطة خارج المنهج، وضمن الخطة السنوية للنشاطات الثقافية على مستوى وزارة التربية والتعليم، وبحسب إمكانات ومواهب إداراتها، حيث هناك اليوم من يبدع في الأوبريت وهناك من يبدع في التمثيل، وغيرها من الأنشطة المسرحية والفنية الجميلة.

عودة الموسيقى ضمن النشاطات الطلابية هدف يستحق التفعيل والدعم، في ظل أهمية الموسيقى وقيمتها الإنسانية الكبرى. بل ونحو توسع النشاطات المدرسية الفنية بشموليته، كالرسم والتصوير والنحت، والتمثيل وغيرها من النشاطات الإبداعية والترفيهية.

والمعروف أن الموسيقى العربية لها جذور تمتد إلى آلاف السنين التي سبقت الميلاد وكشف علم الآثار عبر الحفريات أن الموسيقى العربية ترجع بدايتها إلى ما قبل العصر المسمى العصر الجاهلي، وترجع إلى أكثر من ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد.

وقد قام أبو نصر الفارابي بتأليف كتاب الموسيقى الكبير الذي تضمن الأسس والقواعد الموسيقية التي يسير على نهجها الموسيقيون العرب حتى يومنا هذا، وترجم إلى لغات العالم.

ويحتوي الكتاب كما قسمه مؤلفه على جزأين: أولهما في المدخل إلى صناعة الموسيقى، وثانيهما في صناعة الموسيقى ذاتها. ويعرض معنى اللحن وأصل الموسيقى وأصناف الألحان ونشأة الآلات الموسيقية، كما عرض لمبادئ المعرفة بصناعة الموسيقى. والجزء الثاني قسمه لثلاثة فنون: أصول صناعة الموسيقى، الآلات الموسيقية المشهورة عند العرب، تأليف النغم وطرائق الألحان وصناعة الألحان الجزئية، ويعد من أعظم مؤلف في الموسيقى العربية وضعه العرب.

ولعل كتاب الفارابي هذا - بعد تبسيطه وشرحه - يصبح كتاب الموسيقى الأول للطلاب والطالبات.. لدعوتهم إلى أنغام الحياة والفن.. وعودة الموسيقى الراقية إلى مدارسنا.

«... إن من مسكنات الأوجاع ثلاثة: المشي الطويل، الغناء الطيب، الانشغال بما يُفرح الإنسان»... قال ابن سينا.

@AlsaramiNasser

مقالات أخرى للكاتب