Monday 24/02/2014 Issue 15124 الأثنين 24 ربيع الثاني 1435 العدد
24-02-2014

(وعد) .. نثرها الملك على الشمال كوابلٍ يشبه رزيم الغمامة !

(وعد الشمال) أصبحت حقيقة وواقعا ووهجا وناقرة فرح في ربوع الشمال، حين تم افتتاحها أصابتني جذوة الانتشاء ولبسني الزهو، حتى كأنني عانقت الغيمة والشمس والسحاب الرخيم، هي (وعد) ستركض بنا نحو الغد المضيء، والمستقبل الزاهي ومجرات النجوم، (وعد) تراتيل العمل آلياته مفرداته وطقوسه، ارتعاشات التطلع..

..(وعد الشمال) أصبحت حقيقة وواقعا ووهجا وناقرة فرح في ربوع الشمال، حين تم افتتاحها أصابتني جذوة الانتشاء ولبسني الزهو، حتى كأنني عانقت الغيمة والشمس والسحاب الرخيم، هي (وعد) ستركض بنا نحو الغد المضيء، والمستقبل الزاهي ومجرات النجوم، (وعد) تراتيل العمل آلياته مفرداته وطقوسه، ارتعاشات التطلع، ونوازع الخير، حداء لغة على وتر لا ينام، شجا لحن منشد، وئام، قمر، فيء، هضاب شمالية ستكون خضراء وسندس وأعمدة ضوء وفتيل أشتعال، نفث ربيع ستكون الأرض، هو القرار جاء ممهر من بنان الملك، أصدره المجلس ووقعه الملك، ونشره علينا الملك ، نثره الملك على وجه الشمال وابل يشبه رزيم غمامة حين تجيء الغمامة، ضوء قنديل هو هذا الملك، حبر مبدع، ونجم يبزغ بالعتمة، هو الملك في حدق العيون هائم، عناصر جذب، يشد قوانا، عطر بحر، لون ربيع، موسم بذر أثناء مواسم زرع البذار، هو النسمة الحالمة، هو الهدوء والطمأنينة ولون الطيف والقزح، هو الفضيلة والإثارة والحزم ومثلث الجذب، هو النهر من ضفافه نشرب الماء، هو السد في محرابه يلوذ المطر، النبت هو وطعم الثمر، هو النخل فوق هاماته تلوذ الحمائم وينمو العذق، هو الظل حين تجيء حاميات الهجير، هو الشحن والطاقة وإيقاع الحدث، هو العرق والدم ومواويل البيد وقصائد البحر وفرح الحداة بالمطر، حوض الماء هو، والفنجان، وعلبة العافية، هو العود والمبخرة وساقية الماء، بوابة العبور هو وكُحْل العيون وسكر الفاكهة، هو الرواية والحكاية ومفردة الكلام وطعم الطرح وحركة السفن العابرة، البرق هو والرعد والوعد والنباتات الزاهرة، رائحة المطر، خيط المطر هو، وقع المطر على النافذة، هو الجوز واللوز وطاسة اللبن الرائب وملعقة الغذاء الثمين، أيها الملك، يا موقد الشموع، يا الغيض والفيض والرؤى الحالمة، يا الحلم والإشراقة وخبايا العمق، يا راسم الدهشة والسرد والمفردة والحكمة، يا سكون المكان وحنين المكان وسلسبيل العطاشى، يافاتحة الكلام، وأول الكلام، وآخر الكلام، يا حقل القمح وظلال النخيل وضياء الضياء، يا مذيب الظلام، يا عدو الخفافيش الثقال السمان، يا مزيح الخرافة والخنوع والنكوص والأذى، يا موقظ الليل بغزل شفيف وابتسامة حانية، يا رائحة النهر والغدير والتاريخ العريق، لقد حفظنا اسمك ورسمك وكيف يميل العقال، لقد توهجنا بك كنافورة عطر، حينما حرثت لنا البحر وأسقيتنا منه الماء القراح، ومنحتنا الخرائط الزاهية، وأدهشتنا بالياة، ومنحتنا الضياء والبريق، والقرارات الصائبة، وها أنت تفتح للشمال نافذة للشمس وبابا للقمر وأرضا خصبة؛ وتنثر عليه الأزهار في ساحة مفتوحة ليرى الغيمة المتهادية، وأسراب الطيور العابرة، والنجمة العالية، بعد هذا أيها الملك الملك، والإنسان الإنسان، أعلم بأنه سيبقى الوطن الكبير في أحداقنا يحاصرنا من كل الجهات الأربعة، من أرضه وفضائه وكوكبه، وسنحميه من كل الشذاذ والآفاق ومراهقي الإعلام والحديث ولصوص الليل والثماثيل الخائبة وأصحاب السمسرة وبائعي الكلام في الأزقة والمقاهي والستلايت والمتسولين هناك في الشوارع البعيدة والمدن الغريبة والكسالى والنائمين وأصحاب المخدات العالية والأحلام القاصرة والذين في قلوبهم سواد ومرض، هكذا نحن وسيكون الوطن العريق فينا كالخاتم واللون والريشة والدم والعظم والقماش وسيكون عندنا كالأهل والبنت والولد، وسنكون أكثر حدة لنهاية الكوابيس حتى نبلغ الأفق والسحاب والنجم والجبال العالية، ولن تأخذنا خطانا إلى التيه والنكوص والأعمال الفاشلة، وسنكون عين الشمس والرايات، وسنحول الرمال والفيافي والقرى المتناثرة بهمة عالية إلى مواسم عشب وساحات محاصرة بالخضرة والماء والبيوت العامرة والأبراج الشاهقة.

ramadanalanezi@hotmail.com

ramadanjready @

مقالات أخرى للكاتب