Tuesday 25/02/2014 Issue 15125 الثلاثاء 25 ربيع الثاني 1435 العدد
25-02-2014

إخونج الكويت

لا أفهم كيف يُبرر إخوان الكويت للكويتيين موقفهم الموالي لإخوان مصر. جماعة الإخوان (الأم) وقفوا -كما هو معروف- مع صدام وساندوه بقوة عند احتلاله للكويت، وعارضوا بشراسة الاستعانة بالقوات الأجنبية لتحرير الكويت؛ وكان هذا موقف جميع فصائل الإخوان وليس المصريين فقط، حتى أن الزعيم الإخواني السوداني المعروف حسن الترابي حين زار بغداد بُعيد الغزو وسأله صدام عن رأيه في (ضم) الكويت رد ضاحكاً: (كُلْ بيمينِك وكُلْ مِمَّا يليك)، في إشارة إلى الحديث الشريف الذي يتحدث عن آداب الطعام؛ هكذا بكل وقاحة وخِسّة! .. في حين يعتبر الكويتيون كل من وقف مع صدام في غزوه للكويت، دولاً وأحزاباً أو جماعات أو تيارات سياسية، أعداء بامتياز؛ والسؤال: كيف استطاعت جماعة إخوان الكويت، أو (حدس) كما يسمونها هناك، أن تمرر هذا الموقف (الخياني) على الشعب الكويتي، وأن تُضحي بمصالح الوطن (الكويت)، وتقف مع الجماعة الأم؟

إخونج الكويت ليسوا بعيدين عن الإخونج لدينا في أنهم (مراوغون) ويُظهرون ما لا يُبطنون؛ فهم يُصرون على أن (حدس) لا تنتمي تنظيمياً لجماعة الإخوان في مصر وأنها تنظيم إسلامي مستقل عن أي تنظيم آخر (كذا!) .. السبب أنهم يدركون أن موقف جماعة الإخوان معيب ومُخزٍ من قضية غزو صدام للكويت؛ لذلك فإن تبرؤهم من الجماعة الأم كان فقط لذر الرماد في العيون، وموقفاً تكتيكياً مراوغاً تتطلبه الظروف، وإلا فإن مواقف (حدس) السياسية دائماً وأبداً هي مواقف متوائمة وتتماهى مع مواقف الحركة الأم في مصر؛ بل أظهرت في أكثر من مرة خلال حكم الجماعة في مصر أنها تضع مصلحة الجماعة قبل مصلحة الكويت.

اقرؤوا هذا الخبر الذي نُشر في الكويت قُبيل التصويت على دستور الأخوان: (بدأت الحركة الدستورية الإسلامية «حدس» عمليات دعم ضخمة لإخوان مصر المقيمين في الكويت، وإقناع الجاليات المصرية للتصويت بنعم على الدستور المصري. كما عقد إخوان مصر المقيمين بالكويت اجتماعات عدة في المكتب السياسي لحركة «حدس» لمحاولة احتواء الجالية المصرية من خلال تنظيم حملات إعلامية كبيرة وتقديم التسهيلات لجميع العاملين المصريين، وتخليص معاملاتهم المتعطلة في سبيل التصويت وتأييد موقف الرئيس المصري محمد مرسي. كما أن أعضاء المكتب السياسي للإخوان في الكويت تعاقدوا مع شركات ومطاعم كبرى لتجهيز مقر أمام السفارة المصرية لتسهيل عملية التصويت، وكذلك طباعة منشورات تحث على تأييد الدستور المصري، وأخرى تُحرّم مخالفة ولي الأمر وتدعو لطاعته في كل ما يأمر به)!

أريدُ واحداً من أعضاء «حدس» أو مناصريها (الكويتيين) أن يُبرر لي هذا الموقف، وهذه المساندة إلا أن تكون (العصا أخت العصية) أو هي ابنتها؟.. أعرف أنْ ليس لديهم جواب إلا التهرب والتملص واللف والدوران والمراوغة كما هي عادتهم؛ غير أن الشمس لا يمكن أن تُحجب بغربال!

وهذا ما كنا نقوله ليس لأهل الكويت فحسب، وإنما أيضاً لكل أبناء الخليج بما فيهم أهل المملكة؛ فهذه الجماعة وكوادرها ومن خرجوا وتخرجوا من تحت عباءتها استطاعوا أن يُلغوا الانتماء للأوطان ويحلوا محله الانتماء للجماعة، ويسلبوا ممن جندوهم إراداتهم، حتى جعلوهم (كالخرفان) التي تُساق إلى المذبح ولا تملك من أمرها شيئاً!

«حدس»، وغزو الكويت، ووقوف جماعة الإخوان في مصر مع صدام، وكذلك موقف (حماس) الإخوانية عند ما أخرجت كوادرها تتظاهر في شوارع غزة وتردد: (بالكيماوي يا صدام) هي صورٌ تتحدث عن نفسها تفضح المنتمين لهذه الجماعة، وخطورتهم على استقلال الأوطان وسيادتها وعزتها؛ فهل من مُتعظ؟

إلى اللقاء.

مقالات أخرى للكاتب