Wednesday 26/02/2014 Issue 15126 الاربعاء 26 ربيع الثاني 1435 العدد
26-02-2014

من فيرونا Verona إلى عيون الجواء

ما الذي يجمع بن فيرونا الإيطالية وعيون الجواء القصيمية؟ تباعد في المسافة واختلاف في الزمن وفي المناخ وفي الحضارة والتقاليد. ففي الوقت الذي تتمتع فيه فيرونا بمناخ البحر الأبيض المتوسط بأمطارها الموسمية وأنهارها الوارفة،

تواجه عيون الجواء القصيمية قساوة الصحراء بجفافها وحدة طقسها. اختلاف في الدين واللغة والتاريخ والعادات والتقاليد واتفاق في الحب والتضحيات.

إذا كان هيام عنترة بعبلة قد وضع بصمة في تاريخ الحب العربي في الصحراء فإن جنون روميو بجوليت قد رسم لوحة الحب لدى الروم. حب مات هنا وقتل هناك. قتل روميو نفسه عندما رفض والد جولييت زواجه منها بسبب عداء تاريخي مع والده وعصبية عائلية، وانتحرت جوليت. وخسر عنترة معركة الحرب الناعمة بعدما انتصر في معركة الحرب العسكرية الشرسة.

ربما تعلم الإيطاليون من مأساة روميو وجوليت نبذ الكراهة والتعصب للنسب. وخسر العرب كعادتهم الإفادة من محنة عنترة وعبلة والتعلّم من درسها. ومرت الأيام والسنون وعصبيتنا الممقوتة تسيطر على حياتنا الاجتماعية وعلاقتنا بالآخر تعصباً لقبيلة أو لعرق جاء الإسلام ليهذب كثيراً من سلوكياته المنحرفة.

ليس في حضارتنا أعظم وأعرق وأكثر مدعاة للفخر والتباهي مما جاء به الإسلام. عندما نستثني الأدب العربي فلم تسعفنا حضارتنا بكثير فخر.

وعودة للحب والتضحية، لا أعلم شعوراً يقرب المسافة بين الأفراد ويكبح الأنا أكثر من الحب. لماذا خلد التاريخ عيون الجواء القصيمية وفيرونا الإيطالية وما الذي يمكن أن نتعلّمه من قصتي عنترة وروميو. الذي يبدو أن هناك أكثر من درس جدير بالمعرفة من هذه الروايات، ولكن أهمها في نظري ما يلي:

1- أن التاريخ يخلد الحب فقط ويدفن الكراهية، حيث يتعذّر أن تجد في التاريخ كله قصة تروي كراهة رجل لأنثى.

2- أن الحب والحب وحده هو الذي يبقى ويترك أثراً.

3- أن التاريخ مليء بالعبر والدروس التي أمرنا أن نستلهم منها قوة الإيمان والحب ونبذ العصبية لغير الدين. وصدق الحق سبحانه: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ } إلخ الآية».

Falsultan.11@gmail.com

@falsultan11

مقالات أخرى للكاتب