Wednesday 26/02/2014 Issue 15126 الاربعاء 26 ربيع الثاني 1435 العدد
26-02-2014

نعم.. هيبة المعلم تبدأ من سرواله!

ارتبطت كلمة سروال بالرجل السعودي وأصبحت علامة يُعرف بها إذ صار لقبه الشهير أبو سروال وفنيلة

ومع إنني ضد هذه التسميات، لكن المد الجماهيري أصبح سلطة بحد ذاته كما يرى ميشيل فوكو، وصار للجمهور لغته ومفرداته، ومن العبث تجاوزها أو تهميشها أو الاعتراض عليها، فاللغة تستمد قوّتها من صانعيها وناحتيها.

حين أصدرت وزارة التربية تعميماً خاصاً عن منع لبس السراويل القصيرة للمعلمين، وضرورة الالتزام باللبس الشرعي للرجل، اتخذه البعض هزءاً وقالوا هذا همّك يا وزارة ( سراويل المعلمين) ..

والحقيقة إنّ الوزارة مهتمة بترميم صورة المعلم الذهنية وعودة الهيبة إليه من خلال سرواله، فهل يليق بمربٍّ أن يرتدي القصير من السراويل وثوبه يشف عما تحته ؟

اهتم الإسلام بالمظهر ( خذوا زينتكم عند كلِّ مسجد)، وجعل ستر العورة أحد شروط صحة العبادات، ومن باب أولى أن يكون المعلم قدوة في هذا.

المدهش إنّ المجتمع الذي تندّر على تعميم السراويل، كان يسعد والوزارة في سنوات خلت كانت تصدر آلاف التعاميم التي ترغي وتزبد وتوجّه إلى ضرورة أن ترتدي التلميذة منذ الصف الرابع عباءة رأس وغطاء وجه كامل، بدون حتى فتحات للعينين، وزاد الأمر إلى جورب وقفازين! خشية الفتنة ومازالت بعض المناطق تطبّق مثل هذه التعاميم!؟

تعامي البعض عن عظم ارتداء المعلمين للسراويل القصيرة أمام المراهقين بما فيها من مخاطر أخلاقية ولخدشها للصورة المهابة للمعلم. مع أنهم كانوا أول المهلّلين بتغطية الصغيرة (غير المشتهاة)، طفلة العشر السنوات وإسدال الليل في عينيها قبل أن تستمتع في ضوء النهار لهو العجب ومثار الاستغراب والألم، والازدواجية والكيل بمكيالين.

f.f.alotaibi@hotmail.com

Twitter @OFatemah

مقالات أخرى للكاتب