Wednesday 05/03/2014 Issue 15133 الاربعاء 04 جمادى الأول 1435 العدد
05-03-2014

الكتاب قنطرة وحضارة

كنا على موعد يوم أمس مع انطلاقة العرس الثقافي الذي تشهده مدينة الرياض كل عام في مثل هذه الأيام، ويستمر لمدة عشرةِ أيامٍ، هي الأجمل والأمتع. فقد بدأت فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2014، وأهمها بالطبع عروض الكتب التي تقدمها دور النشر السعودية والعربية والعالمية، وكذلك الندوات والأمسيات الثقافية المتنوعة التي يحييها المثقفون والكُتاب، وفعاليات ضيف الشرف «إسبانيا».

المعلومات التي أدلى بها وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية في مؤتمره الصحفي الذي عقده في نهاية الأسبوع الماضي تبشر بالخير الكثير، فقد قال إن عدد العناوين التي سيتم عرضها هذا العام بلغ نحو 600 ألف كتاب، وإن عدد العارضين بلغ قرابة 1300 من خارج المملكة و400 من داخلها. وفضلاً عن ذلك، تمت توسعة جناح المؤلف السعودي، وهو المخصص للمؤلفين السعوديين الذين لا تتولى دورُ نشرٍ توزيعَ مؤلفاتهم.

معلومات أخرى مفرحة أدلى بها الدكتور الحجيلان عن فعاليات المعرض، لكني لم أسمع شيئاً عن الكتاب الرقمي. كنت أتطلع لمعرفة إنْ كان المعرض سيحتفي بالكتب الرقمية من خلال تشجيع دور النشر على تخصيص أقسام لهذه الكتب والتعريف بها. ومما لا شك فيه أن الكتاب الورقي لا يزال يتسيَّد المشهد، ويتقدم الرقمي، ليس عندنا فقط وإنما أيضاً على المستوى العالمي، لكن المؤكد أن هناك تحولاً تدريجياً لصالح الكتاب الرقمي بين القراء، وأن المستقبل غير البعيد سيشهد - على الأغلب - ثمار هذا التحول حين يصبح الكتاب الرقمي بموازاة الورقي، أو ربما يتقدمه.

وقد أحسنت الوزارة حين اختارت إسبانيا ضيفة شرف لهذا العام، وأحسنت حين اختارت شعار «الكتاب قنطرة وحضارة» مستلهمة من مفردة «القنطرة»، وهي كلمة عربية إسبانية، تعني الجسر، فكرة التواصل بين الحضارتين العربية والإسبانية. ومثل كثيرين، أتطلع بشوق شديد إلى ما سيقدمه الضيوف الإسبان الذين تربطنا بهم علاقة ثقافية تاريخية ذات جذور بعيدة، مثلما تربطنا بهم علاقة ثقافية معاصرة من خلال عطاءات الأدباء الإسبان، خاصة في مجال الرواية، وكذلك عطاءات الأدباء العالميين الذين يكتبون باللغة الإسبانية في دول أمريكا اللاتينية.

يبقى بعد ذلك الصداع المزمن الذي يأتي في كل موسم ثقافي، خاصة معرض الكتاب، بسبب التدخلات الفردية الاجتهادية بشأن الكتب المعروضة والأنشطة الثقافية، وما يصحبها أحياناً من فوضى وسلوكيات غير حضارية، يحاول أصحابها فرض وجهات نظرهم على الآخرين، بالرغم من وجود جهات رسمية ذات اختصاص، متمثلة بوزارة الثقافة والإعلام وهيئة الأمر بالمعروف. ومن المهم أن تكون هناك معالجة حكيمة وحازمة لأي تجاوزات قد تحدث.

أهلاً بمعرض الكتاب، وشكراً لوزارة الثقافة والإعلام ولمنسوبيها على جهودهم في تنظيم هذا المعرض الذي أصبح مكسباً ثقافياً وطنياً وواحداً من المعارض العربية والعالمية البارزة. وكل عام والثقافة والوطن بخير.

alhumaidak@gmail.com

ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض **** alawajh@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب