Sunday 09/03/2014 Issue 15137 الأحد 08 جمادى الأول 1435 العدد
09-03-2014

أبناء المطلقات ليسوا ضحايا !!

فاصلة:

«الضربة التي لا تصيبني تقويني»

- حكمة عالميَّة -

لا يكفي المطلقة أنها تتحمَّل مسؤولية الأبناء وتربيتهم والحفاظ على مستقبلهم في ظلِّ عدم وجود أنظمة أو قوانين لحماية الأبناء من ممارسة الأب غير المسؤول أصنافًا من العنف النفسي عليهم كمنع النفقة عليهم ومثل تحكمه في مستقبلهم بعدم إعطائهم الإذن بالعمل أو الدراسة أو السفر إن كن إناثًا أو عدم إعطائهم الدعم والتَّوجيه إن كانوا ذكورًا، حتَّى يلصق المجتمع بأبناء المطلقة وصم الضحية كما وصم أمهم المطلقة من قبل بوصم العار، حيث لم تحافظ على كيان أسرتها ومهما كانت أسبابها فهي تظل خارجة عن صورة المرأة النمطية المضحية بحياتها لأجل الأسرة.

ويغيب عن هذا المجتمع أن الأبناء الذين يعيشون في أسر مفكَّكة يعانون أكثر من أبناء انفصل والداهم وغمرهم الطرف الناضج باحتواء ودعم ليعيشوا الاستقرار النفسي.

الأسرة ليست بالضرورة تشمل الطرفين الأب والأم إن كان أحدهما مضطربًا غير قادر على تحمل مسؤولية التربية.

يستطيع الأب أو الأم تربية الأبناء في حال توفرت فيه خصال من أهمها تحمَّله للمسؤولية، ووجود الأم أو الأب الشكلي لا يعطي الأطفال احتياجاتهم النفسية، فالأسرة المستقرة هي التي يقوم كل من الوالدين بدوره الصحيح.

هذا المجتمع الذكوري الذي لا يعرف بالضبط: هل يشفق على المطلقة أم يوصمها بالعار أيْضًا لا يعرف كيف يتعامل مع أبنائها، وبالتالي يعتبرهم ضحايا قرار أمهم أو أبيهم وإذا مروا بأي مشكلات اعترضتهم فعليهم أن يكونوا بنفس سيكولوجية الضحايا مستقبلين للظلم وتبعاته.

مع أن أبناء المطلقات يمتلكون ما لا يمتلكه سواهم من القدرة على التَغَلُّب على المصاعب ولا يكونوا كهشاشة البعض الذي اعتاد أن يحاط بالعناية الوالدين بشكل مفرط ولم يعارك الحياة، ولكن هذا يحتاج أن يكون أحد الطرفين إن لم يكن كلاهما قادرًا على احتواء الأبناء بعد تجربة الطَّلاق ودفعهم للأمام.

nahedsb@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب