Tuesday 11/03/2014 Issue 15139 الثلاثاء 10 جمادى الأول 1435 العدد
11-03-2014

وطننا أمانة فحذاري من التفريط أو الإضاعة

دشن صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض مطلع هذا الأسبوع فعاليات الحملة الوطنية الشاملة لتعزيز القيم الوطنية، والتي تهدف إضافة إلى تعزيز القيم الوطنية، ترسيخ حب الوطن في نفوس النشء، وتغليب السلوكيات الإيجابية، والبحث عن سبل تفعيل جهود المؤسسات في بناء منظومة القيم الوطنية.

تأتي هذه الحملة في وقت تمر به بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية في مرحلة تاريخية دقيقة تحتاج منا جميعاً تذكير بعضنا البعض بوجوب السمع والطاعة لولي الأمر،واستشعار المسئولية الوطنية الملقاة على عواتقنا كل حسب مكانته وبناء على وسعه وقدراته «فكلنا راع وكل مسئول عن رعيته»، علينا التكاتف والتعاون والتآزر وعدم الخوض فيما من شأنه تفريق الكلمة و زعزعة الصف وإضعاف القوى وتشتيت الجهود فيد الله مع الجماعة.

لقد وضع مقام وزارة الداخلية في بيانه الأخير النقاط على الحروف، وحدد بكل دقة ووضوح الإجابة الشافية والكافية إزاء أسئلة الوطن وتساؤلات المواطن والمقيم الهامة التي سكها السياسي من قبل، وأصلها وبين جذرها التاريخي المفكر والمؤرخ، ودندن حولها وبحث ودرس أبعادها وتعرف على معالمها الأكاديمي والمثقف والكاتب، والتي هي باختصار (( سؤال الهوية،، وسؤال المرجعية،، وسؤال الشرعية،، وسؤال النهضة،، وسؤال المستقبل)).

لم ينته المشهد بعد فالجماعات التي صنفت على أنها إرهابية جزماً هناك حزمت من المواقف والمشاهد والدلائل والمعطيات التي تبرهن على أن هناك خطوط حمراء تجاوزتها تلك الجماعات والحركات مما يؤذن بشر ويفتح باب فتنه،ولذا كان الحسم والبتر، فأمن وسلامة واستقرار وطمأنينة المواطن والمقيم والزائر هدف سامي وغاية عزيزة في قاموس قادة بلادنا، ولدى ولاة أمرنا حفظهم الله ورعاهم وسدد على الخير خطاهم.

ولذا فإنني أعتقد هنا أن حملة « وطننا أمانة «- التي تتبناها إمارة منطقة الرياض ويشارك فيها عشرون محافظة وثماني وعشرون جهة حكومية وتعليمية وتسع جامعات وينتظمها أربعمائة وخمسون فعالية- يستحسن تعميمها على جميع مناطق المملكة وتوظيفها التوظيف الأمثل لجعل المواطن مشاركاً بإيجابية وفاعلية في حماية وطنه و استقراره هو وعائلته وبني جلدته على أديم أرض الحرمين الطاهر.

وحتى يستبين كل منا الطريق، وتتضح وتتقد في ذهنيته معالمه، وتتجدد في نفسه قيم المواطنة الصالحة الفاعلة والمتفاعلة.. أضع أسئلة الوطن التي سبق أن سقتها هنا بين يديك أخي القارئ وأتمنى أن يكون الجواب خاصة ممن هم في سن الشباب ويعيشون أيام المراهقة ما يراه الوطن لا ما نسمعه، ألا وهي بإيجاز :

* هل حدّدت- بكل وضوح ومصداقية - ماهية علاقتك بهذا الوطن الذي تنتمي إليه «المملكة العربية السعودية» عقيدة وقيادة وثقافة وأرضاً وشعباً؟ .

* هل عرفت ما هي حقوق هذا الوطن عليك، فقمت بما هو ملقى على عاتقك استشعاراً للمسئولية وإيماناً بالواجب، أم أنك كنت اتكالياً تواكلياً غير مبال ولا آبه؟ .

* هل أدركت بشكل كامل وبيّن ما هو خير لهذا الوطن.. وعرفت ما هو شر في حقه؟

* هل سعيت جاداً إلى فعل ما هو خير لهذا الكيان وقاطنيه أو على الأقل دعمت المشاريع الخيِّرة والخطوات المباركة داخلياً وخارجياً التي هي في النهاية تصب في مصلحة الوطن؟

* هل كنت في منأى عن كل ما فيه ولو نزر يسير من شر، من أجل الوطن وفي سبيله.. بل أكثر من ذلك هل سعيت جاداً وبكل ما أوتيت من قوة لحماية هذا الوطن من شر يحتمل أن يقع ولو بعد زمن، أم أنك كنت محايداً في كل هذا وكأن الأمر لا يعنيك؟

* هل أنت ممن يقدّم المصلحة العامة على مصلحته الشخصية أم أنك من أولئك الذين يوظّفون مصالح الوطن من أجل تحقيق مآربهم ورغباتهم الذاتية ويتغنون بالوطنية ويطرحون رؤاهم الخاصة باسم الوطن ومن أجل مستقبله ؟

* هل تعرف التبعات الملقاة على عاتقك المترتبة على تسنمك منصبا ما ..هل قدرت الثقة الغالية التي أوليت إياه من قبل ولاة الأمر ..هل رعيت الأمانة التي حٌملت بإرادتك من خلال وظيفتك في القطاع الحكومي كبرت أم صغرت الوظيفة.. وهل سألت نفسك ما هو الجهد الذي بذلته و تبذله من أجل الوفاء بما حملت إخلاصاً ووفاءً للدين ثم للوطن وقادته وشعبه؟

* هل تدرك حجم التحديات التي يواجه وطننا هذه الأيام.. وهل لديك دراية عمّا يحاك لك أنت ولمن حولك في هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية في جنح الظلام، بل في وضح النهار.. وهل تعلم كيف يمكن لك أن تشارك بفاعلية من أجل تفعيل المواطنة الصالحة والإيجابية لدى النشء؟.. وهل.. وهل..

**** أسئلة كثيرة وهامة يطرحها هذا الكيان العزيز.. فماذا عسى أن نقول ؟؟!!.

حفظ الله قادتنا «الدوحة السعودية المباركة»، وحمى بلادنا، وأعلا رايتنا، ووحد صفنا، وأدام أمننا واستقرارنا وعزنا واعتزازنا بديننا، ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.

مقالات أخرى للكاتب