Tuesday 11/03/2014 Issue 15139 الثلاثاء 10 جمادى الأول 1435 العدد
11-03-2014

الإعلام الغربي وتجاهله للإعلام العربي

في سنوات مضت قبل التفجر المعرفي والتقني لم يكن هناك إعلام عربي سوى على الصعيد المحلي من خلال الصحافة الورقية ومحطات التلفزيون المحلية والإذاعة. والانتشار على المستوى العالمي يكاد يكون مفقوداً وأن وجد في حالات نادرة يخص دول معينة مثل مصر ولبنان ومع ذلك لم يكن الإعلام مؤثراً حتى من هاتين الدولتين أما الوضع الآن تغير تماماً وأصبح الإعلام العربي حاضراً عبر وسائل الإعلام المختلفة المقروءة والمرئية والمسموعة ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة ومن خلال كوادر تتوفر فيها الموهبة والتخصص والحس الإنساني والإبداع الصحفي الذي تناول كل ما يمس حياة الإنسان السياسية والتاريخية والاجتماعية والتربوية والاقتصادية والبيئية والجغرافية والصحية وجميع الظواهر التي تهدد حياة البشرية وأستطيع أن أقول إن رسالة الإعلام في المجتمعات الشرقية تختلف عن بعض توجهات الإعلاميين في الغرب لأن المجتمع الشرقي ولاسيما العربي تغلب عليها الجوانب الإنسانية بينما في الغرب معظم التوجهات الإعلامية مرتبطة بمصالح مادية وسياسية فالإعلام مخترق ويكيل بمكيالين داخل الدولة وخارجها علماً بأن الأجواء التي هيأت للإعلام من أفضل البيئات التي تتوفر فيها مقوماته ولكن السياسة تتحكم في كل شيء ومعايير الديمقراطية لم تبن على معايير علمية فانظر إلى الانتخابات التي تتم في أروقة البرلمانات عندهم تجد أنها تركز على الأكثرية لمن ينال أصوات أكثر بصرف النظر عن كفاءته وكما شاهدنا على المسرح السياسي راعي بقر يقود أكبر دولة في العالم فهم يرون أن الديمقراطية تتجاوز الشورى لأنها غير منتخبة من الشعب وقد نوافقهم في ذلك ولكنها أين هي على المسرح السياسي وخصوصاً في التعاطي مع ميثاق وقرارات هيئة الأمم المتحدة التي كل ما يصدر منها حبر على ورق وخصوصاً إذا اصطدم بمعارضة إحدى الدول العضوية بمجلس الأمن والمشاهد كثيرة وعلى سبيل المثال قضية فلسطين وكشمير وقبرص وغيرها من القضايا الساخنة في المنطقة وأهمها القضية السورية وهنا أتساءل أين الإعلام الغربي الذي لم يعكس الصورة الحقيقية لما يحدث من ظلم وتهميش ومعاناة واستعمار وتدخلات في الشؤون الداخلية لدول العالم الثالث بل يتجاهل ما يحدث ولاسيما في الدول العربية ولم يتوقف الأمر عند ذلك وسائل الإعلام المختلفة في الدول العربية كتبت واستطلعت معظم الشعوب في الداخل والخارج عن ما يحدث لها من هظم لحقوقها وتعديات وتجاوزاتن الدول المحسوبة على بعض الدول الكبرى والتي هي محل إجماع من جميع الشعوب ولكن لا حياة لمن تنادي تطنيش من الإعلام الغربي ودولة علماً بأن الإعلام العربي أصبح يفوق الإعلام الغربي صناعة وسياسة وانتشاراً وقد وصل بالإعلام العربي أن يصل إلى العمق الداخلي عندهم عندما كشفت بعض القنوات العربية حالات التجسس التي تقوم بها بعض الدول الكبرى فلهذا أقول أين الحضارة التي يزعمون؟ أين كرامة الإنسان؟ أين حقوق العرب في فلسطين؟ أين هم عن الوضع في سوريا كذلك في قبرص والعراق وبروما وأفريقيا الوسطى وفي كل مكان من دول العالم الثالث؟

والله من وراء القصد...

- أمين مكتبة مكتب التربية العربي لدول الخليج سابقاً

مقالات أخرى للكاتب