Wednesday 12/03/2014 Issue 15140 الاربعاء 11 جمادى الأول 1435 العدد
12-03-2014

بيان الداخلية .. وضوح الرؤية براءة للذمة

هناك مَثل شعبي بسيط، لكنه ذو دلالة أمنية كبيرة، يقول «قال مَن أمرك؟ فقال مَن نهاني؟»، في إشارة إلى أن الإنسان قد يرتكب محظوراً مرات ومرات دون علمه بأن هذا الأمر محظورٌ، سواء كان الحظر شرعياً أو أمنياً. ومثل هذا الشخص لا يجرَّم كونه جاهلاً بذلك.

تذكرتُ هذا المثل عندما صدر بيان وزارة الداخلية الذي وضع النقاط على الحروف، وأبان كثيراً من الأمور التي كانت محل أخذ وعطاء. فمثلاً مسألة الإلحاد فهمها البعض بأنها حرية شخصية، وأنها تدخل في حرية الرأي. كان هناك قبل صدور البيان مَن يقف مع مَن يقول هذا الرأي، وهناك مَن يقف ضده، وفي كلتا الحالتين لا يوجد تجريم رسمي، لكن بعد بيان وزارة الداخلية اتضحت الأمور أكثر، ولم يعد هناك مجال للتخرصات، ولم يعد هناك مجال للدفاع عمن يرتكب هذه الجريمة.

وفي شأن الانتماء إلى بعض الجماعات المحظورة التي قد تسبب خللاً أمنياً لبلادنا كان بيان الداخلية جلياً في تسميتها، فلا الوقت ولا الوضع يحتمل المجاملة.

كما أن تسمية الجماعات القتالية مثل داعش والقاعدة وغيرهما ممن ثبت أنها جماعات تكفير.. أقول إن تسميتها تُُعد حماية لشباب المسلمين من التورط في القتال تحت رايتهم. وقد كتبت قبل أشهر حول ذلك، ونالني في حينها من السباب والنقد الكبير كونني نلت من مجاهدين، لكن - والحمد لله - كنتُ بريئاً فلم أظلمهم، وثبت عند الجميع صحة ما ذهبت إليه في مقالتي تلك.

إن الأفكار والمعتقدات والتنظيمات والجماعات إذا لم تكن في إطار الشريعة الإسلامية السمحة فإنها تكون وبالاً على الأمة، ومن الخطأ الجسيم والقاتل عدم تسمية الأشياء بأسمائها، من أجل حماية المجتمع في عقيدته ودينه وأمنه وشبابه.

بيان وزارة الداخلية برأ ذمة الجهاز الأمني عند محاسبة أي شخص يتم توقيفه بأن يقول «ما علمت أن هذا التنظيم أو هذه الجماعة أو حتى هذا الرأي والفكر يعاقبُ عليه». وما أجمل هذه المناشدة بعودة كل من خرج للقتال أن يعود خلال خمسة عشر يوماً، فهذا يدل على حرص دولتنا على سلامة شبابنا وحمايتهم من الفتن وسفك الدماء المعصومة، وأيضاً جمع شملهم مع أهلهم الذين يتقلبون على أحر من الجمر حرقة على من خرج من أبنائهم.

نحن بالفعل نعيش آخر الزمان الذي أخبرنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي من علامته «لا يدري القاتل لماذا قتل ولا يدري المقتول لماذا قُتل»!

إننا معشر الكاتبين مطالبون أكثر من غيرنا بأن نستفيد من المساحة التي مُنحت لنا بأن نكون منابر لنشر ما يحمي ديننا وبلادنا وأنظمة دولتنا القائمة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, فكم من جاهل وكم من مغرَّر به لم يجد من يبيّن له الحقيقة دون تشنج ولا تكبر.

خاتمة القول: أرى أن وزارة الداخلية أراحت واستراحت بهذا البيان الصريح والواضح، كما أنه يعتبر براءة للذمة أمام الأمة.

والله المستعان.

almajd858@hotmail.com

تويتر: @almajed118

مقالات أخرى للكاتب