Saturday 15/03/2014 Issue 15143 السبت 14 جمادى الأول 1435 العدد
15-03-2014

ماذا لو اعتذرت قطر؟!

لا يعيب دولة قطر لو اعتذرت للمملكة وبقية دول الخليج العربية عن اجتهادات لها في مواقف غير مسؤولة ألحقت الضرر بمصالح هذه الدول، وبالتالي بالعلاقات القطرية مع الدول الشقيقة في مجلس التعاون، بدلاً من ترك التطورات تتفاقم وتتجه نحو المزيد من التصعيد الإعلامي الذي لا يخدم مصالح مواطني دول المجلس.

***

مرة أخرى، ماذا يضر قطر الدولة الشقيقة، لو استجابت لدعوة الحكماء قادة دول الخليج في التخلي عن بعض سياساتها ومواقفها وأجندتها، وتعاملت مع مثيري الفتن أفراداً أو مجموعات ودولاً بما يجنب أشقاءها المساس بأمن دولهم بدلاً من دعمهم وتأمين ملاذ لهم، وهي مطالب مشروعة تعيد مياه العلاقات مع قطر إلى مسارها الصحيح.

***

نعم لماذا لا تبادر قطر بمد يدها لمن سبقها إلى ذلك من أشقائها، وتصغي للصوت العاقل، وتتجاوب مع الكلمة المخلصة، وتأخذ من المواقف ما يتناغم مع مواقف أشقائها في مرحلة تموج فيها المنطقة بالكثير من أوجه الفتن والقلاقل والمؤامرات، وتحتاج من الجميع إلى وحدة الصف في المواقف والسياسات، مع التخلص من المندسين والحاقدين وذوي التوجهات والأهداف الشريرة.

***

ماذا يعيب قطر لو امتلكت الشجاعة واعترفت بدورها فيما هو موضع خلاف مع أشقائها، واعترفت بأن إعادة النظر من جانبها في هذا الدور والابتعاد عنه إنما يصحح العلاقة ويعيدها إلى سابق عهدها، ويجنب قطر وأشقاءها ما يخطط له الأعداء لجعل منطقة دول الخليج العربية ككرة من لهب تنتقل من دولة لأخرى لزعزعة أمنها واستقرارها، وبالتالي ضمها إلى قائمة الدول العربية الأخرى التي تمر الآن بأسوأ حالاتها، حيث لا أمن ولا استقرار، بل مجازر ودماء واقتصاد منهار.

***

على قطر، وقبل فوات الأوان أن تراجع مواقفها وعلاقاتها مع بعض الدول والمنظمات والأحزاب والأفراد، بما في ذلك من تستضيفهم من الإعلاميين والسياسيين في أراضيها، ممن لم يحترموا حقوق ومتطلبات وشروط الضيافة المفترضة، حيث لم يعد خافياً أدوارهم المشبوهة في التأثير على استقرار دول المجلس، بينما لا نرى في قطر بمسؤوليها أي تحرك لتطويق تأثيرهم على أمن دول المنطقة، رغم أنه تم تنبيهها إلى ذلك والاتفاق معها على مدى خطورة هذه الأدوار على الأمن في المنطقة وضرورة أن يوضع حد له.

***

إن من يمتلك الشجاعة ويأخذ بمواقف جسورة لمعالجة الحالة التي نراها، هو من تكون لديه رؤية وقراءة صحيحة لما يتوقّع أن يكون في المستقبل، فهل تكون قطر هي هذه الدولة المرشحة لمثل هذه المواقف الشجاعة، وخصوصاً أنها هي المعنية والمسؤولة عن ذلك، بما أثَّر في علاقاتها مع أشقائها دول الخليج، اعتماداً - ربما - على أن علاقاتها مع أمريكا والإخوان المسلمين والحوثيين وإيران وحزب الله وحماس وغيرهم تغنيها عن أشقائها في مجلس التعاون، وهذا خطأ تاريخي ستندم عليه قطر لاحقاً، لأن مظلة أمنها واستقرارها إنما هو في التعاون مع دول الخليج لا مع غيرهم.

مقالات أخرى للكاتب