Thursday 20/03/2014 Issue 15148 الخميس 19 جمادى الأول 1435 العدد
20-03-2014

المالكي .. نادل المطبخ الإيراني !!

قدَّم السياسي الأمريكي Adlai Stevenso الذي مثَّل بلاده سفيراً في الأمم المتحدة قبل عقود مضت عرضاً لخصومه السياسيين قائلاً في إحدى خطبه: .. إذا توقفوا عن ترويج الأكاذيب عني... سأتوقف عن قول الحقيقة عنهم!

تذكّرت هذه المقولة وأنا أشاهد الحوار الذي أجرته القناة الفرنسية مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مؤخراً، والذي اتهم فيه المملكة العربية السعودية وقطر بدعم الإرهاب في بلاده وأنهما السبب وراء الأزمة التي يشهدها العراق!... في ذلك الحوار سرد نوري المالكي عدداً من الأكاذيب التي اعتقد بأنها قد تستر عورته السياسية وفشله في تحقيق الحد الأدنى من تطلعات المواطن العراقي الذي أضحى المواطن الشيعي قبل السني قادراً على كشف زيفها، فالمتأمل فيما آل إليه الوضع في العراق يدرك أن المالكي قد اختزل دوره السياسي من رئيس دولة مستقلة إلى نادل في مطبخ السياسة الإيرانية؛ فلم يعد حتى يمثِّل إجماع الطائفة الشيعية في العراق، فأكبر كتلة شيعية (الصدرية) تملك 40 مقعداً في البرلمان العراقي لا ترى فيه أكثر من دكتاتور ونموذج مستنسخ لصدام حسين!! فضلاً عن خلافه المستحكم مع السنة والأكراد!

نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان العراق وشريك نوري المالكي في الوطن، استهجن اتهامات المالكي لأشقائه العرب، مؤكّداً أهمية بناء العراق لمحيط عربي وإقليمي يدعمه.. وقد أشاد بالقوانين التي شرعتها المملكة مؤخراً لمواجهة الإرهاب.. والعجيب ألا يرى المالكي في صفحات الإرهاب إلا ما كتب له، في الوقت الذي يشهد المنصفون فيه ببياض صفحات السعودية في هذا المجال.

قبل سنوات هاجم المالكي حليف اليوم النظام السوري واصفاً إياه بالداعم للعمليات الإرهابية في بلاده وأنه يسعى إلى زعزعة استقرار العراق، وهي شهادة مباشرة بضلوع النظام السوري في حرب الإرهاب القذرة التي تباشرها الجماعات المتطرفة اليوم, والمثير للغرابة اليوم أن زعيم دولة القانون ينفق أموال الشعب العراقي ويعطِّل تنميته من أجل مشروع سياسي إيراني لا علاقة له باحتياجات المواطن العراقي ولا يندرج ضمن أي من مصالحه فضلاً عن أولوياته! بل والأدهى أنه يشجّع ويدعم المليشيات العراقية المتطرفة على الانضمام لمساعدة النظام السوري في قتل شعبه!

اتهام المالكي للسعودية ليس أكثر من تغطية للتورط الآثم للسياسة الإيرانية وملحقاتها في التدخل في الشؤون الداخلية في المنطقة وتأسيس ورعاية المنظمات الإرهابية كأداة من أدوات النفوذ والتأثير، فالمالكي الذي أطلق سراح الإرهابيين ليلتحقوا بالمجاميع والعصابات المتطرفة في سوريا تحقيقاً لأجندة إيران وبشار هو من يستنكر عبثهم ببلاده ويبحث عن مبررات حرق أصابعه بالنار! فبدلاً من مواجهة حقيقية مع الإرهابيين الذين يخوف بهم الطائفة الشيعية لتتحلّق حوله صب جام غضبه على أهل الأنبار ليقتل الأطفال والنساء ويهجر أكثر من 140 ألف وفقاً للأمم المتحدة.

المالكي الذي يتحدث عن الإرهاب في العراق وسوريا ليته طرح موقفه من العصابات التي تشارك النظام السوري قتل المدنيين وعلى رأسها حزب الله، وليته أجاب عن سر استدعاء آلاف الإرهابيين من داعش من العراق إلى سوريا لإفساد الثورة السورية وليته اطلعنا على آلية تسهيل عبورهم وتواصلهم.. فعند المالكي الخبر اليقين!!

عبر تويتر: fahadalajlan@

مقالات أخرى للكاتب