Thursday 20/03/2014 Issue 15148 الخميس 19 جمادى الأول 1435 العدد

حول التدريب التقني والمهني

تحدثت عن (السلبيات) ولم تشر إلى (الإيجابيات)

سعادة رئيس التحرير حفظه الله

حينما تقرأ نقداً موجهاً إلى وزارة أو إدارة أو مؤسسة حكومية وبعنوان صارخ مثل (انفصام التدريب التقني والمهني) الذي هو عنوان لمقال الذي كتبه م. فهد عبده رفاعي من الكلية التقنية بجيزان عبر (الجزيرة) بتاريخ 3-3-1435هـ وعقبه بآخر تحت عنوان (مكمن الخلل في التدريب التقني) بتاريخ 20-2-1435هـ يأتي اختيار مثل هذه العناوين للفت الانتباه أو لإجبار القارئ على أن يطلع عليه وحينما تقرأ مثل هذا العنوان تتوقّع إذا لم يستدرك الأمر وهذا يتمثّل بما كتبه الأخ فهد منتقداً فيه التعليم التقني المهني والقائمين عليه، وأنا ممن وقع في شباك هذه العناوين وشدّت انتباهي فعزمت على قراءتها وقد قرأتها مرتين إن لم يكن ثلاثة فخرجت بنتيجة تبيّن من خلالها أن النقد لم يكن هادفاً، بل أشم منه رائحة قصد النيل من مسؤولي التعليم ومن المعلوم أن الشيء المتفق عليه أنك إذا تحدثت عن موضع قاصداً النقد لأخطاء وقعت في أعمال أنجزت أو لإبداء التذمر من أمر تريد إصلاحه دون التحدث عن الصالح من المنجز فهنا تكون قد تحدثت عن السلبيات ولم تتحدث عمَّا يوازيها من الإيجابيات ليكون الميزان عدلاً وخاصة، إذ كنت تنتقد مكان عملك ومسؤولي إداراتك لكن أن تجرد تلك الإدارة من كل الإيجابيات ولا تكتفي بذلك، بل تحولها إلى السلبيات معتقداً أنك كشفت المستور كل هذا من أجل النيل من مسؤولي تلك الإدارة لتحقق أمراً أو لتصل إلى حاجة في نفسك أو لإلحاق الضرر بهم أو بسمعتهم بسبب أو بدونه بهذا يصبح النقد ليس الهدف منه الإصلاح لأنه أصبح غير هادف وبالتالي تكون قد فضحت نفسك قبل أن تفضح الآخرين لأن النقد يجب أن يكون ذا هدف وهذا ما لم يفعله الأخ فهد فيما كتبه عبر (الجزيرة) ومهما قال الأخ فهد من مساوئ التقني والمهني والقائمين عليه وحسب متابعتي لكل ما يدور بهذا الصرح التعليمي وينشر عنه بالصحف وما أشاهده على الواقع وما أسمعه من الخريجين العاملين وما أسمعه أو أقرأه من تصريحات لمسؤوليه يتأكد لي أن هذا التعليم من أنجح أنواع التعليم في هذا الوطن (وصنعة في اليد أمن من الفقر) وما عقود المشاركات التي تتم من جهات حكومية وأجنبية إلا دليل على نجاحه كالشراكة مع شركة أرامكو السعودية واستحداث معهد البترول إضافة إلى برنامج مهارات وهو أهم أقطاب التفاعل المستمر للشراكة إضافة إلى كليات التميز. وآخر نشاطات المؤسسة ما تحدث عنه المحافظ منذ أشهر أنه سيتم تشغيل كليات التقنية بالقصيمالشراكة الإستراتيجية وبالخبرات الدولية إلى جانب مجموعات أخرى من الكليات وكل هذه تطابق في أعمالها لمقاييس الجودة السعودية وحسب علمي فقد بلغ عدد خريجي هذا التعليم مائة ألف، ومما يسر أن أكثر من 76% منهم يعملون في الوزارات والإدارات الحكومي والشركات والـ24%، إما مواصلون للتعلّم أو لديهم أعمال حرة، ومن المؤكّد أن لا عاطل منهم بدليل أنه سبق وأن طلبت إحدى الجهات الحكومية من المؤسسة أكثر من ألف فني ولم يتقدّم أكتر من ألف ومما يسر أن مجموعة بوسطن الاستشارية أشارت بأحد تقاريرها إلى أن التعليم التقني والمهني في المملكة أخذ ترتيباً متقدماً بين الدول وهذه بجملتها تعتبر شواهد تميز وتطور لهذا التعليم.. والأخ فهد لم يشر لواحدة من تلك المميزات التي تشهد بنجاح هذا التعليم، وهذا لا شك يعتبر تجاهلاً منه متعمداً في نقده لتلك المؤسسة العملاقة، لذا أعود وأكرر أنه من واجب الناقد أنه إذا تحدث عن السلبيات فليتبعها بالإيجابيات ليكون النقد هادفاً ومتوازناً وحتى لا يتهم الناقد بالانحياز وتقل مصداقيته، وأخيراً، بل من المؤكّد أن لا وجود للانفصام في تعليم تلك المؤسسة لا في التقني ولا المهني. أما ما يدعيه الأخ الكريم من وجود خلل في هذا الحقل من التعليم فلا يخلو التعليم بكل أنواعه من خلل، وعلى الأخ فهد أن يوضح مكان الخلل فقد يخفى على مسؤولي التعليم ليتمكنوا من تلافيه أو إصلاحه ولكن ليعلم أخي فهد أن من واجبه كناقد أن يتحرّى الحقيقة فيما يقوله أو يكتب عنه وليتذكر قول الله عزَّ وجلَّ {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (18) سورة ق.

همسه؛ أقول لأخي فهد عن ضياع الـ12 سنة من عمره بين متاهات التدريب التقني والمهني من الذي أتى به مكبلاً لهذا القطاع التعليمي الهام لنحاسبه.

وعلى كل حال فكل مسؤول عمَّا يقول وبالله التوفيق.

- صالح العبدالرحمن التويجري