Thursday 20/03/2014 Issue 15148 الخميس 19 جمادى الأول 1435 العدد
20-03-2014

نواف والظهور الإعلامي المؤثر

شخصيا أحب الإنسان الصريح الواضح، الذي يُظهره عمله قبل حديث الآخرين عنه، ولا أخال أحداً من متابعي قلم بصريح العبارة منذ أكثر من خمسة عشر عاما، إلا وقد لمسوا حب مداد بصريح العبارة للأسوياء من البشر المريحين ظاهرا وباطنا، الشفافين حد الوضوح، العاملين بجد حتى يُرى أثر عملهم فيُذكروا بالخير قبل أن يُشكروا عليه.

ونواف بن فيصل، نواف الشباب العربي والإسلامي، أحد أهم الشخصيات القيادية الريادية الشبابية التي تجمع بين الشفافية والوضوح والصراحة نهجا وعملا؛ ومخاطبة جميع فئات الشباب ومن يفوقونهم ومن يدنون منهم عمراً كلٌ حسب ثقافته وقناعاته وفهمه، وما أجمل أن يلازم رجاحة العقل لباقة في الأسلوب وحُسن التعامل حتى مع من أساءوا إليه، صفات اجتمعت في نواف بن فيصل، فكان ممن يدخلون قلوب وعقول الناس «بلا استئذان».

من عرف نواف بن فيصل أدرك أنه لم ولن يبحث عن الإعلام - أي إعلام - ليقول هأنذا، بل على النقيض من ذلك تماماً؛ أعرف شخصيا كم يبحث الإعلام المرئي والبرامج المباشرة تحديدا عن تصريح أو مقابلة تلفزيونية ليس لسبق حديث وحسب، بل ولزيادة متابعة تُحسب لهذا البرنامج أو ذاك المقدم وفريق عمله.

ولعل اللقاء الذي حرص المُقدم وليد الفراج على الظهور من خلاله بسبق إعلامي يختم به موسماً حامي الوطيس لإعلام (حبة فوق وحبة تحت)، سبق إعلامي يستضيف أكبر شخصية رسمية شبابية ورياضية بالوطن العربي من الماء إلى الماء، سبق شخصية أضحت بكاريزما رجاحة العقل والهدوء والثبات على الحق ودمغ الحجة بالحجة؛ الأمر الذي بات (صوت نواف) مطلبا للجميع يحب أن يُصغي إليه الصغير والكبير على حد سواء وسط كوم من أصوات النشاز التي تملأ ساحة الإعلام الرياضي ضجيجاً وصخباً صباح مساء.

إعلاماً لخص عنوانه أمير الشباب (إعلام مصطنع ينحصر قسراً على أربعة إلى خمسة أندية وعدد أصابع اليدين لاعبين وقضايا محيطها الأول والأخير كرة القدم)

وكأن كل ما يهم فئة الشباب لا يخرج عن تلك الدائرة التي رغم (سوداوية خراجها) إلا أنها تُدر ذهبا لبرامج (التوك شو) على حساب شباب ورياضة وطن.

وعوداً على لقاء نواف الشباب في برنامج أكشن يا دوري، البرنامج (الذي قاطعته شخصياً بعد حلقة الإساءة لأبطال الباراأولمبياد - حلقة راقصة المنتخب - الحلقة المسيئة التي لم يعتذر لمن أساء إليهم مقدم البرنامج حتى هذه اللحظة رغم ظهور براءتهم) إلا أن ظهور شبل الفيصل حفيد الفهد كان بمثابة دعوة للمتابعة من الجميع وأولهم - شخصي المتواضع - ممن يؤمنون ببعد المهنية بعد المشرق عن المغرب عن من يسيء للفئة الغالية على الجميع (ذوي الاحتياجات الخاصة) ثم يستكثر مجرد الاعتذار لهم رغم يقينه براءتهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب.

ظهر نواف الشباب بثوب الوقار كعادته ظهور الواثق الواضح الذي لا يخشى مواجهة من فضحته أبسط تقاسيم وجه شحوباً وتوتراً، ظهر نواف للشباب السعودي وهو يؤمن بأن البستان الجميل لا يخلو من الأفاعي.. لكن من يتهيب الأفاعي وغيرها لن ينعم بجمال ما حوله ممن لا يرون غير (العُتمة)، كما ولن يقدم من يتهيب الآخرين عملا يلجم الأصوات التي تتعالى نقداً ليس لإظهار الحق غالبا، بل لتحقيق مآرب أخرى بات الصغير قبل الكبير يدرك وجهها القبيح.

هنا لعلي أبدأ بقراءة (بعض مما تسمح به مساحة بصريح العبارة) ما نُقل إلينا عبر الضيف والمحاور جراء خراج ساعتين من الحديث المباشر، كان الأخير تخبرنا طريقة طرحه قبل تقاسيم وجهه بما تقوله الأمثال في هكذا مقام بأن طرف الفتى يخبر عن لسانه.

للمحاور (ثائر) عند الضيف حين ألجم نواف الشباب في وقت غير بعيد مراسل البرنامج فكانت الفرصة سانحة فيما كان يُخيل المقدم أنه (يزنق الضيف) في خانة (المجاملة) كتلك التي يفعلها من يهاب البرامج المباشرة؛ ولربما قال ما لا يؤمن به، فما كان من نواف الواثق حد (الهيبة) إلا أن صادق على (غياب المهنية) ضمنا عند من يأتي السؤال من المراسل في غير موضعه، مؤكداً أهمية تحري الدقة واختيار المناسب من الوقت وقبلهما الاتزان الذي لا يوقع صاحبه في دائرة الاستفزاز من حيث لا يدري، كان ذلك بمثابة (الدرس الأول) الذي توالت بعده الدروس التي لربما لو حصلت لمن يبحث عن الحقيقة بالفعل (لا الإثارة) لتوارى بعيدا عن ساحة مرهقة يزيدها إعلام (الزود عندي) إرهاقا فضاء هي خاربه.. خاربه.

وللتعريج على أهم ما طرح من محاور وإجابات الواثق في نفسه وعمله حد (الإقناع) قال أبو فيصل عن تعصب القنوات والبرامج الرياضية تحديدا، وبالذات ضيوف البرنامج، بعد أن كانت شباك سؤال التعصب تصب في تحويل التهمة لوسائل التواصل الاجتماعي دون سواها، فكان الحصر بمثابة تلمس الجرح لأهم بؤر التعصب: «هناك حرية كبيرة في الطرح الإعلامي، لكنها غير منضبطة، وهذا أمر غير محمود إطلاقاً. وللمعلومية، فإن المال هو أساس التعصب الرياضي.. وأقول أمعنوا النظر فيمن يدر عليه إذكاء التعصب (مالا) لتعرفوا من المستفيد مُعضلة التعصب في مجتمعنا الرياضي.

) وعلى قول ليس الغبي بسيد في قومه ولكن سيد قومه المتغابي، كان السؤال عن (المعضلة التي لربما (جابت الذيب من ذيله) جاء الحديث عن إدانة المجتمع الرياضي لمقام الرئاسة العامة، وبالتالي للضيف ضمنا في تأخير إنجاز استاد عبدالله الفيصل، رغم انتهاء ملعب كامل في ذات المدة، كانت الإجابة (مزلزلة) بالحد الذي لا يخشاه أمير الشباب والرياضة على (تجميل) ملعب اكتشف اهتراء أساساته مع بدء عمليات الهدم والترميم، فكانت الحكمة تقتضى السلامة والدقة في العمل ذلكم بدون النظر لضخامة ميزانية ملعب الملك عبدالله التي تفوق ضعف ميزانية الرئاسة العامة كاملة.. ومقارنة ذلك بميزانية (90 مليون) قال عنها سيدي خادم الحرمين الشريفين ببعد نظر: إنها (قليلة)، ثم أردف نواف الشباب بسرد لغة أرقام يجهلها الكثيرون، مؤكدا أنه قد تم إضافة تعديلات (غير تعديل الأساسات المهترئة) شملت توسعة المدرجات من 17500 مشجع إلى 38000 مشجع، وتم تركيب المظلة، واستبدال الإنارة السابقة بإنارة دائرية، وتركيب 22 كابينة لكبار الزوار، وبإذن الله سيكون جاهزاً مطلع شهر شوال المقبل».

حول عدم إعلان الأسماء التي تورطت في مشاكل نادي الاتحاد وديونه؛ قال (خريج القانون) نواف بن فيصل: «عندما أتاني التقرير عرضته على المستشارين، وأكدوا أنه عند إعلان الأسماء سنخسر الدعم الآتي من الشركات. ومن جهة أخرى، إذا تم إعلان الأسماء فسيتم رفع قضية على الرئاسة؛ لأنها جهة غير قانونية، وسنجبر على دفع تعويض». الإجابة التي كانت بمثابة درس في الثقة بالعمل القانوني المحترف الذي شُكك فيه كثير بل وتمت المطالبة عبر ذات البرنامج بتسديد ديون الاتحاد على طريقة (طبطب وليس) فكان القانوني لها بالمرصاد.

للتواصل: Dr.abdulmalek@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب