Friday 21/03/2014 Issue 15149 الجمعة 20 جمادى الأول 1435 العدد
21-03-2014

المدير المكروه

من بلاوي الزمان وعظيم الهموم أن يبتلى الموظف بمدير سيئ الطباع شرس الأخلاق لئيم الروح بينه وبين موظفيه مفازات وبيد، ومتى ما حضرت الكراهية في العمل فابشر بضعف الإنتاجية وتفشي الأحقاد! وهناك من المديرين من تتعجب من كيفية وصوله للمنصب حيث يفتقر لأبسط مواصفات المدير! وللأسف فإن معيار الأقدمية هو أحد أهم الوسائل في تنصيب المدير ولو كان لا يستحق! والسؤال المطروح: ما هي أسباب كره بعض المديرين من قبل موظفيه؟ رصدت لك جملة من تلك الأسباب التي قد تتفرق في مديرين وربما تجمعت في واحد وهنا الداهية الصلعاء والمصيبة الموجعة!

جمعت لك شيئا من السمات التي ما تطبع بها مدير؛ اغبّر الجو بينه وبين موظفيه ووهت أسباب المودة بينهم وانحلت عراها ومعها سيكرهون صحبته ويعافون مكانا يجمعهم به:

1 - تعاليه وغروره، وأن يتعامل مع الموظفين بغطرسة وعجب فهو يرى نفسه وحيد الزمان وقريع الدهر وفريد الكون, لايجاريه أحد في فهمه ولا يرتقي شخص لتفكيره! مدير قد أشاع في المنظمة معادلة الاحتقار المتبادل كالصاعد لرأس جبل كلما صعد رأى الناس صغارا وفات عليه أن يصغر أيضا عندهم!

2 - التسلط وممارسة اسلوب القمع واستخدام مبدأ الارهاب الإداري قانونه في الإدارة (خذوه فغلوه) عتابه سهام سامة ونظراته لسعات عقرب.جافي الطبع خشن الجانب لا يعرف اللين ولا عهد له باللطف, وهو في نفس الوقت خانع ضعيف مداهن أمام من هم أعلى منصبا!

3 - حسود وكثيرا ما يقف كحجر عثرة تجاه تقدم موظفيه، يحرمهم من أي فرصة للتقدم ويحول بينهم وبين التطوير بل وربما نزع للتقليل من قدرهم وتشويه صورتهم خشية تقدمهم وقد لايتورع عن نصب الحبائل وتربص بموظفيه الدوائر خشية تقدمهم!

4 - التصلب في الافكار والعناد وعدم الرجوع عن القرار الخاطئ ومثلها التذبذب وعدم الاستقرار فربما أصدر قرارا ورجع عنه بعد ساعة!

5 - إرخاء الأذن للقال والقيل وسماعه للوشاة، وربما أصدر حكما أو شكل قناعة دون تثبت وتأكد, ومع هذا الطبع السقيم ربما يدّعي على موظفا ذنبا لم يفعله وجرما لم يقترفه.

6 - عدم اتزانه في الملمات وارتباكه عند الأزمات وضعف قدرته على الثبات ورباطة الجأش، وهو بهذا يقدم أنموذجا للمدير الضعيف المهزوز ويشعر الموظفين بعدم الأمان.

7 - تجهمه وتكشيره المستمر، قد خاصم الابتسامة وعادى البشاشة حضوره ينشر التوتر والانزعاج عند الموظفين. يقول بيتر دراكر: سعة الصدر.. هي أول ما يجب على المدير أن يجلبه معه الى عمله كل صباح؛ إنها بالتأكيد ستكون عوناً كبيراً له في احتواء جميع المشاكل والمزعجات طوال النهار.

8 - قراراته المزاجية ونفسيته المتقلبة فعند تعكر مزاجه ربما يصدر قرارا متعجلا دون تأمل وتروٍّ؛ قرارا يؤذي من حوله وضد المصلحة العامة.

9 - محاباته للمقربين منه إما لنسب يجمع أو قبيلة تضم أو لعلاقة خارج نطاق العمل؛ فترى الترقيات والامتيازات وغض الطرف خاصا بهولاء فتجده يتعامل مع الموظفين بمعيارين مختلفين.

10 - حبه للبروز وشغفه بالأضواء وهو ما يدفعه لكي ينسب انجازات الموظفين لنفسه دون الاشارة لهم! وفات عليه أن المؤسسات تنهض على ظهور الموظفين لا على أكتاف المديرين.

11 - أرشفته للملفات ونعني بهذا احتفاظه بكل أخطاء وزلات موظفيه دون تنبيه ويحتفظ بهذا الارشيف لوقت التقييم حيث يفاجأ الموظف بسيل من الملاحظات, وهناك من المديرين من يستخدمه حال الخلاف كسلاح غادر وربما ابتسم في وجهك يظهر ودا كاذبا ويبطن نية فاسدة وقلبا مريضا.

12 - المركزية؛ فبعضهم يريد أن يعرف كل دقيق وجليل، وأن لا يُبت في أي أمر دون علمه، يريد أن يرجع له الموظفون في كل الامور, عقلية متحجرة تعادي الابداع!

13 - الجبن والضعف؛ فإذا ما حدثت مشكلة في المنشأة تخاذلت رجلاه فرقا وهتك الخوف حجاب قلبه؛ همه الأول تبرئة نفسه إذا ما حدث أمر وكانت مشكلة فتجده يتفنن في الصاق التهم لموظفيه، لذا تجد إدارته أضعف الإدارات انتاجية وذلك لافتقاد الموظفين لأهم احتياج ألا وهو الأمان.

14 - تجاهله للمنجزات وتعاميه عن أي تقدم وقدرته العالية على تصيد الأخطاء؛ فكل حواسه تعمل في سبيل الوقوف على زلات موظفيه, أفنى وقته في ترصد العثرات وتعقب السقطات وعد الأنفاس!

15 - التفكير الحدي وغلبة نزعة الكمال على سلوكه الفكري فلا تراه يقدر إنجازا ولا يثمن اجتهادا؛ فإما أن تكون الامور بحسب ما خطط له لنسبة 100% وإلا كأن شيئا لم يكن!

16 - لضعف ثقته بنفسه تجده يتخذ من التجسس أسلوبا للوصول لموظفيه فلا يتوانى عن زرع العيون ودس الجواسيس وربما تنصت واسترق السمع!

17 - عدم قدرته على مواجهة موظفيه فلو وجد مأخذا على أحد موظفيه فلا يعالجه بالتوجيه الهادئ ولا بالمواجهة الناضجة بل تجده ينقل الموضوع للجميع مقطعا الأعراض منتهك الحرمات! فيخوض الناس في أمر الموظف ويصبح أمره أشهر من الصباح والموظف المسكين آخر من يعلم!

ومضة قلم

أنت تعيش حياتك مرة واحدة فقط، ولكن إن عشتها جيداً فإن مرة واحدة تكفي.

khalids225@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب