Saturday 22/03/2014 Issue 15150 السبت 21 جمادى الأول 1435 العدد
22-03-2014

البيان الأمني قرار حكيم

تناقلت وسائل الإعلام المختلفة البيان الذي أصدرته وزارة الداخلية واعتمده خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بشأن توضيح عدد من الفقرات التي تجرّم الإرهاب بكافة أنواعه وصوره وأحزابه وتحذِّر من تسوِّل له نفسه الانخراط في وسائله وتدعو من شارك في شيء من ذلك للعودة إلى جادة الحق والصواب خلال الفترة الزمنية التي حددها البيان.

ولقد جاء هذا البيان محققاً للمنهج الأمني الذي ينشده كل مواطن في هذه المملكة العزيزة التي أرسى قواعدها ووحَّدها المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته - ومن ينظر إلى تأريخ المملكة منذ تأسيسها إلى يومنا هذا يدرك أن الأمن هو المطلب الأول الذي تسعى المملكة إلى تحقيقه على يد ولاة أمرها وقادتها بشتى الوسائل، من أجل سلامة الوطن والمواطن والمقيم في بلد الحرمين الشريفين، وتضرب بيد من حديد على كل من تسوِّل له نفسه الإخلال بالأمن أو النيل من مقدرات البلد وثوابتها، وهذا عهد قطعه ولاة الأمر على أنفسهم وهم أهل لتحمّل هذه الأمانة وتحقيق الهدوء والاستقرار في البلاد، وهذا ما تنعم به بلادنا والحمد لله اليوم بفضل الله ثم بفضل تلك الجهود الأمنية الموفَّقة التي نجني ثمارها ونعيش تحت ظلها، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، فجزى الله ولاة الأمر خير الجزاء على ما قدَّموا لبلادهم ومواطنيهم من وسائل أمنية تُذكر فتُشكر.

ولقد لاقى البيان التأييد والإشادة لما اشتمل عليه من بنود هي غاية في الإحكام والأهمية، فقد وفقت اللجنة المكلّفة في صياغة تلك البنود واختيار ما يمس مصلحة الوطن والمواطن في وقت تمس الحاجة إليها، فهي بنود رادعة وزاجرة ومعالجة لما يعانيه المجتمع اليوم من تكتلات وحزبيات وتوجهات فكرية تشكِّل خطراً على المجتمع وتسيء إلى أمنه واستقراره.

فلله الحمد والمنّة على ما منَّ الله به على هذه البلاد من ولاة أمر يسهرون على راحة شعبهم ويبذلون الغالي والنفيس في سبيل تحقيق نعمة الأمن، إذا لا يهنأ عيش بدونها، وقد امتن الله بها على عباده في قوله سبحانه:{الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ} (4) سورة قريش.

وواجب على كل مواطن ومقيم أن يكون عوناً لولاة الأمر - حفظهم الله - في الوصول إلى تحقيق تلك الأهداف الأمنية وعدم التستر على أحد من المعنيين في الأعمال الإرهابية أياً كان دوره، فالتعاون هو أساس النجاح والبلد بلد الجميع وأمنه غاية ومطلب لا مساومة عليه، فبلد لا نحميه لا نستحق العيش فيه.

فاللهم احفظ بلادنا وولاة أمرنا وعلماءنا من كل سوء ومكروه.

dr-alhomoud@hotmail.com

الاستاذ بالمعهد العالي للقضاء

مقالات أخرى للكاتب