Monday 24/03/2014 Issue 15152 الأثنين 23 جمادى الأول 1435 العدد
24-03-2014

القمة العربية تنشغل عن الأهم

غداً تبدأ قمة الكويت العربية. وقبل بدء وصول الوفود إلى أرض الكويت انشغلت الوسائل الإعلامية بالحديث عن الوساطات، وعن الجهود التي تُبذل لتنقية الأجواء العربية، وتركوا أهم القضايا التي تحاصر المنطقة العربية، والتي تهدد الأمن القومي العربي، بل حتى الهوية العربية.

العرب، ومن خلال التقارير الصحفية، يحاولون أن يشغلوا أنفسهم بقضايا تُعدُّ ثانوية، ويتركون القضية الأساسية، وهي أمنهم وهويتهم القومية، التي أصبحت مهددة أكثر من ذي قبل.

لنعُدْ إلى أسباب الخلافات، وإلى الدوافع التي فجَّرت التناقضات بين الدول العربية. الذين يحاولون أن يتوسطوا لإعادة الوئام هل يتساءلون ما الذي تغيَّر حتى يجعل المتضررين يقبلون بمثل هذه الوساطات؟

يا سادة يا كرام، لنتحدث بصراحة وبشفافية يتطلبها الوضع الحالي الذي يهددنا جميعاً، ومصادر التهديد مشخصة وواضحة، لا تقبل اللف والدوران، والدول المستهدفة أيضاً محددة ومعروفة، والذين يهددون العرب أيضاً معروفون.. إذن لماذا السكوت والمواربة؟ وهل الذين يقفون مع من يهددون الأقطار العربية يمكن أن نطمئن لهم، وأن نعتبرهم أصدقاء، فضلاً عن تصنيفهم حتى الآن أشقاء؟

لنوضح أكثر: ما أكثر تهديد للعرب في الوقت الحاضر..؟!

سيتبرع الكثيرون بالقول إن إسرائيل أكبر تهديد للعرب. هذا القول صحيح مئة في المئة، إلا أن هناك تهديداً آخر للعرب، بدأت آثاره ونتائجه تظهر وتتجسد على أرض الواقع.. هو نظام ملالي طهران الذي استطاع عبر عملائه - نعم عبر عملائه - أن يتمدد على الساحة العربية، ويلتهم أقطاراً عربية. فسوريا من الناحية العسكرية ساقطة عسكرياً تحت نفوذ إيران وأذرعتها الطائفية، وهناك قوات عسكرية إيرانية من حرس ثوري إلى مليشيات حسن نصر الله إلى مليشيات عراقية طائفية. وفي لبنان إيران تحكم البلد عبر عصابة حسن نصر الله، حتى أن مناطق لبنانية محاصَرَة ومعزولة؛ لأن أهلها يشكلون أغلبية مذهبية لا تقبل بتسلُّط جماعة إيران. وفي العراق يعبث نوري المالكي بهذا البلد الذي تحوَّل إلى آلة رافعة للتمدد الطائفي الصفوي في سوريا. وقوات المالكي تحاصر العرب السنة والأكراد في الغرب وشمال العراق.

هذه الأنظمة هل نعدها صديقة فضلاً عن استمرار الحديث عن أنها شقيقة؟!

دول أخرى خرجت عن الصمت المريب إلى التعاون مع من يسعى إلى التهام أرض العرب وتدمير دولهم. كيف نتعامل مع من يستضيف على أرضه بل يمول مراكز التآمر والأبحاث لتدريب الشباب العربي على نشر الفوضى والتحريض؟ وكيف نتعامل مع من يقيم على أرضه ويمول محطة فضائية لبث الفرقة والفتنة..؟!

كيف..؟ نريد أن يشرح لنا من يدعون إلى تنقية الأجواء وإلى تنشيط الوساطات؟

قبل أن تبحثوا عن هذا الأمر ابحثوا عن تحصين أمنكم، واحزموا أمركم بالدفاع عن دولكم، وكونوا واضحين وصادقين في تشخيص أعدائكم.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب