Wednesday 26/03/2014 Issue 15154 الاربعاء 25 جمادى الأول 1435 العدد
26-03-2014

لا فائدة من جرعات إضافية من فيتامين «د»

أصبح التركيز على التحاليل الطبية ذات العلاقة بنقص فيتامين «د» والوصفات العلاجية بجرعات عالية من هذا الفيتامين مصدر قلق للمواطنين يثيره بعض الأطباء بما يسبغونه على هذا الفيتامين من فضائل تتعدى الحقيقة العلمية، وكذلك مصدر أرباح مالية كبيرة للمؤسسات الطبية والدوائية. في هذا المقال أحاول التعديل من الميزان قليلاً باتجاه الحقائق العلمية.

في دراسة حديثة، نقلاً عن Newyork, Reuters health,2013

قيل الكثير عن فيتامين «د» لمكافحة الأمراض الميكروبية والموسمية وما إلى ذلك، لكن الشيء الوحيد الذي أثبت بالبرهان هو أهمية فيتامين «د» لصحة أفضل للعظام. أثبتت دراسة حديثة في إحدى الجامعات النيوزيلاندية أن إعطاء الناس (قبل أو أثناء الإصابات بأمراض موسم الشتاء) جرعات إضافية من فيتامين «د» ليس له أي تأثير إيجابي على الجهاز المناعي سواء للوقاية أو لتعامل أفضل مع أمراض الشتاء الموسمية. على الرغم من كل ما سبق أن قيل أن فيتامين الشمس (فيتامين د) يساعد على التخلص من الميكروبات ويقوِّي الجهاز المناعي، إلا أن من تم إعطاؤهم جرعات شهرية زائدة في التجارب العلمية من فيتامين «د» أصيبوا تماماً مثل غيرهم بنفس الأعراض المرضية، وذلك مثل من تناولوا البلاسيبو أو لم يعطوا شيئاً على الإطلاق.

هنا لا بد من الملاحظة أن التجارب احتوت أيضاً على أشخاص أصحاء بالأساس، ولم يعثر الباحثون على أي براهين تثبت أن جرعات إضافية من فيتامين «د» (حتى لولئك الذين لديهم نقص واضح في هذا الفيتامين) قد تساعد على الوقاية أو التخفيف من شدة الإصابات بأمراض الشتاء والبرد الموسمية.

من خلال تجارب استمرت أكثر من سنة ونصف، وأعطيت فيها لقسم من المشاركين جرعات كبيرة من هذا الفيتامين شهرياً، كان متوسط الإصابات لديهم في أمراض الجهاز التنفسي الموسمية هي بالضبط نفس النسبة التي عثر عليها عند من لم يتناولوا أي جرعات إضافية منه.

هذا الاستنتاج تم نشره في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية في عام 2013م.

هناك استغلال واضح وتحقيق مكاسب مالية كبيرة من خلال ترويج إشاعة العلاقة الإيجابية بين تناول جرعات كبيرة من فيتامين «د» وتحسين وضع الجهاز المناعي لمواجهة الأمراض المعدية. يعتبر المعهد الأمريكي للصحة أن مستوى في الدم من فيتامين «د» بمقدار 20 نانوجرام/ ملل يكون كافياً لمتطلبات المناعة والصحة العامة من هذا الفيتامين، وأن أعراض النقص السلبية لا تبدأ في الظهور إلا عند انخفاض المستوى تحت 12 نانوجرام/ ملل.

إذا كنت تحصل على غذاء متوازن يحتوي على المتطلبات اليومية المتعارف عليها من فيتامين «د» بالإضافة إلى حصتك من أشعة الشمس، لن تضمن أي فائدة إضافية إذا تناولت جرعات زائدة من فيتامين «د».

إذاً: سر التغلب على الأمراض المعدية متضمن في الحصول على الغذاء المتوازن والشمس والحركة، ولا يشذ فيتامين «د» في هذه الخصوصية عن المكونات الغذائية الأخرى.

- الرياض

مقالات أخرى للكاتب