Thursday 27/03/2014 Issue 15155 الخميس 26 جمادى الأول 1435 العدد
27-03-2014

الرئيس أوباما .. لدينا الكثير من الأسئلة

تتأهب الرياض لاستقبال الرئيس الأميركي باراك أوباما ليعقد لقاءً مطولاً مع خادم الحرمين الشريفين في روضة خريم، هو لقاء العتب والمكاشفة والوضوح، فسياسة المملكة تشبه ذلك الصديق طيّب القلب، الذي لا يعرف الكذب، ولا يؤمن بالمؤامرات ويكره التدليس، ولا يطعن أحداً في ظهره، وإذا أغضبته يظهر عليه الغضب،

وينفجر أمامك باللوم والعتب، ليطهّر قلبه من الغضب وعقله من الانشغال بالمشكلات والمهاترات.

سياسة الوضوح التي ترسّخت في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، جعلت للسياسة الخارجية السعودية حضوراً مشهوداً، فالمملكة اليوم عندما تغضب لا تنكفئ، بل تسمع العالم غضبتها، ولكن بكياسة وأخلاقيات ملكية رفيعة، فالحلم والحكمة ملازمان لسياسة الدولة، كما أن الذكاء ودراسة الأمور بعناية واهتمام تجعلان القرار السياسي متوازناً، وإن كان غاضباً.

احترنا في الرئيس أوباما، هل يمكننا وصفه بالرئيس الحصيف أو الرئيس الضعيف، وهذه الحيرة لها مسبباتها، وعلى رأس المسببات مواقف الولايات المتحدة المتذبذبة وغير الواضحة، وانحراف واشنطن قليلاً عن مسارات تاريخية، فالرئيس الأميركي لا يجب أن يلين مع من يهدّد أمنه، أو يهين دولته، أو يشكك في قوته، كما أنه لا يبحث دائماً عن حلول رمادية عندما يتعلق الأمر بالمصالح، ولا يستعين بدول صغيرة لتقدّم المشورة، أو لتنفذ رؤية تضر بالمنطقة وبسمعة أمريكا.

يؤلمنا تخبط السياسة الأميركية وعدم وضوحها، وتسامحها المفرط مع من نعتبرهم إرهابيين حقيقيين، سواء دول أو تنظيمات، لأننا نعرف من هي أمريكا، وهذا يجعلنا نقف غير مصدقين، أمام ما تتخذه إدارة الرئيس أوباما من قرارات متأخرة وضبابية، وأخشى أن تصدق مقولة تشرشل «إن أمريكا لا تسير في الطريق الصحيح حتى تستنفد كل الأخطاء الممكنة»

ينتظر الرئيس أوباما يوم طويل من العمل والاجتماعات، وينتظره ربما عتب وتساؤلات كثيرة، فالعلاقات بين المملكة وأمريكا دخلت نفقاً مظلماً، ونحتاج لإخراجها من أزمة تحدث لأول مرة منذ اللقاء الشهير بين الملك المؤسس عبدالعزيز والرئيس القوي فرانكلين روزفلت.

أعتقد أن من مسببات المشكلة، أن الرئيس أوباما اعتمد على مستشارين وسياسيين لا يعرفون المنطقة جيداً، وهذا من اللوم الذي ربما سيلقاه أوباما في الرياض، فالولايات المتحدة تخسر مصالحها وأصدقاءها وتبحث عن أعدائها وتقترب منهم، وكأنها ترسل رسالة مزعجة مفادها، القوة لدينا هي الدموية والتطرف واستخدام الدين!! وكأن الولايات المتحدة لم تكن يوماً من الأيام الشريك القوي في الحرب على الإرهاب، ها هي تتقبّل الإخوان المسلمين كشركاء وتدافع عنهم وتدعمهم، وتتسامح مع نظام طهران وتتقرَّب له.

لأننا نحترم الولايات المتحدة وشعبها الكريم، ولأننا نحترم التاريخ الطويل بين البلدين، ولأننا حريصون على علاقات طيبة سمتها التعاون، وميزتها التجدد، سنعاتب يا سيادة الرئيس، فالعتب يغسل ما في القلوب.

وأطلب من الرئيس أوباما أن يستجيب لطلب الصحافيين السعوديين، بالحديث لهم، وفتح المجال أمامهم لطرح التساؤلات عليه، ولا أظنه سيرفض إتاحة هذه الفرصة أمامنا.

أهلاً وسهلاً سيادة الرئيس...

Towa55@hotmail.com

@altowayan

مقالات أخرى للكاتب