Saturday 29/03/2014 Issue 15157 السبت 28 جمادى الأول 1435 العدد

في اثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة الخميس 26 ربيع الأول 1429هـ

الجزيرة تستعرض أحد اللقاءات الحوارية المفتوحة لسمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز

جدة - مكتب الجزيرة - متابعة يوسف العتيق:

كرَّم الأستاذ عبدالمقصود خوجة في اثنينيته( بتاريخ 26/ربيع الأول 1429 هـ ) أي قبل ست سنوات : الأمير مقرن ولي ولي العهد حين كان رئيساً للاستخبارات. وعلى هامش هذا التكريم جرى حوار مفتوح مع الأمير مقرن، كُشف فيه كثيرٌ من الجوانب في شخصية الأمير مقرن. وفي الحوار آراء مهمة للأمير مقرن عن الوطن والمواطنة وغير ذلك من الجوانب.. وفيما يأتي نص الحوار في كلمة لسمو الأمير في هذي المناسبة.

لم يترك لي كل من سبق وتحدث أن أتحدث سوى عن بعض النقاط عن السيرة الذاتية، مرحلة الدراسة، العمل في القوات الجوية، العمل في إمارة حائل، العمل في المدينة المنورة، والعمل في رئاسة الاستخبارات العامة، وهؤلاء الإخوان بكرم منهم، أعطوني ما بين 45 إلى 60 دقيقة لأتحدث فيها، وألامس محطات قليلة في كل مرحلة. المرحلة الأولى، مرحلة القوات الجوية، لا شك أنها مرحلة كانت من أجمل سنيّ حياتي وخصوصاً أنّ لي زميلاً وصديقاً ورفيق سلاح هو الأمير منصور بن بدر، وكان لنا الشرف أن نعمل في السرب نفسه، وكان لنا شرف الخدمة التي لن ننساها في حياتنا، وبصراحة إذا خيرت، لو عاد الشباب قليلاً فلن أبدل القوات الجوية بأي عمل آخر، لأنها بالفعل الطائرة أو الآلة وخصوصاً الطائرة.

من يريد أن يعرف هل عمل عملاً صالحاً أم لا، فأفضل من يخبرك أخي منصور فهو يعرف ذلك، إنه بالفعل إذا أحسنت تقول لك أحسنت، ولا تعرف الحسب أو النسب، هل أجدت العمل أم لا؟ هذا مختصر القوات الجوية، وعن الطيران الذي كان بالفعل من أجمل الأشياء يأتيك شعور غريب عندما تعمل عملاً تتقنه.

أما عن حائل فهي صارت رفقة عمر وبالفعل ليست بين حاكم ومحكومين، وأستطيع أن أقول وبكل أمانة إن أهل حائل، مهما كنت فهم يجبرونك أن تكون ممتازاً، لأنهم بالفعل فيهم من الخلق والكرم، وإذا أتيتهم وكنت صادقاً معهم، وهذا أهم شيء، لا تفعل شيئاً إلاّ إذا كان في استطاعتك ذلك، أنا في اعتقادي أن أي شخص تحترم ذكاءه وتقول له الحقيقة حتى وإن لم تكن ترضيه، إذا صدقت معه واحترمت عقله وفكره، وهنا أحكي قصة حدثت معي في حائل، كثير من الإخوة يأتون إليّ ويقولون أنا مشغول وابني رجل عمره 16 سنة وأريده أن يأخذ أمه إلى المستشفى ويشتري أغراضاً، فكان هذا منطق إذا كان عاقلاً، للأسف الشديد كان قراري خطأ، سمحت لهم بالحصول على رخص مؤقتة، وبعد كم يوم صرنا نجمع كل من أعطيناهم رخصاً فوجدناهم في التقاطعات إما تسببوا في حوادث أو وقعت عليهم حوادث سير، وبالفعل إن هذا القرار كان خاطئاً فإن الأنظمة لم تعمل لإيذاء الناس، لأن الطفل طفل، فجاءني أناس كثيرون يقولون لي أنت فعلت كذا فقلت لهم بعد أن خرجوا من عندي زعلانين، معليش أنا أحترم رأيك، ولا أريد أن أعزيك فيه أو أعزي أناساً آخرين، وهذا ما حدث بالفعل، ولا أستطيع أن أجد من الكلمات ما أثني به على أهل حائل، بالفعل إن من عشت معهم وعاصرتهم رجال بالفعل يستحقون كل ثناء وتقدير، يساعدونك ويشجعونك بحيث إنك مهما فعلت معهم تحس بأنك مقصّر، وبالفعل كان هنالك رابط غريب تعدّى مرحلة الإمارة، هذا يحكم عليه، وهنالك مسائل شرعية لا أنا ولا غيري أستطيع أن أتدخل فيها إلاّ من باب الإصلاح بين الناس، وكان خير من تصلح بينهم آل حائل بكل أمانة وهذه شهادة لله.

أما المدينة المنورة فلها طابع آخر، لأن المدينة المنورة شرّفها الله ولها المسألة الروحانية وحصل لي الشرف أن أعمل مع رجال من كل أنحاء المملكة، والحمد لله إنني أرى بعض الوجوه الطيبة من الذين عملنا معهم، بالفعل الإخوة ساعدوني وكان هناك عصف ذهني تثقفت فيه ثقافة ما أستطيع أن أتثقفها في أي مدرسة أو أي جامعة أو أي كلية، وهو الخروج بما سميناه في ذلك الوقت برؤية المدينة المنوَّرة، لأنه كانت هنالك قناعة مني ومن الإخوان حولي أنه بدون رؤية فئة تعمل، لا تستطيع أن تتقدم وتصل إلى أهداف محددة، الرؤية من وجهة نظري ونظر إخواني الذين يشاركونني في هذه الرؤية، هي معرفة أين أنا، ثانياً أين أريد أن أكون، ثالثاً متى أريد أن أصل إلى هذه الرؤية، إذا حددت هذه الأشياء الثلاثة تعطيك الكيف، إذا حددتها في سنة لها إجراء في خمس سنوات لها إجراء، ولله الحمد طلبت من الإخوان أن كل من له رؤية للمدينة المنورة أن يقدمها لي، بعضهم قال في السيارة، ولكني أقول أنا معي هنا، كان العهد الذي بيننا أن نتركها هنا، (مخاطباً الحاضرين) هل معكم شيء منها؟؟ بالفعل المدينة المنورة أعتبرها كمدرسة العصف الذهني لسماع الآخرين لوجهات النظر، وبالفعل كان هنالك رجال -ولله الحمد- فقد تخرج من هذه المدرسة وزيران، ربنا يوفقهما، وهذا يوضح لنا أنهم كانوا بالفعل من جميع مناطق المملكة، وأغلبهم كانوا من المدينة وكان من ضمنهم أعضاء في مجلس منطقة المدينة.

نأتي إلى بيت القصيد وهو الاستخبارات العامة، وأعطيكم قصة من واجبي أن أقولها، وهي عن مؤتمر الاستخبارات العامة والقصة التي دارت حوله، كان مؤتمر الاستخبارات العامة منتدى وأنتم تعرفون الفرق بين مؤتمر دولي ومنتدى، هنالك 17 جهاز استخبارات صديق، قلت دعونا نجتمع، لدينا هدف كبير وهو أن جهازاً واحداً لن يستطيع مكافحة الإرهاب، وثبت أن أكبر جهازيَ استخبارات في العالم هما السي آي ايه والأف بي آي، لم يكن بينهما تنسيق ولذلك حصلت حوادث 11 سبتمبر، هذا هو الواقع رضينا أم لم نرض، وكي تطور وتعرف الاستخبارات، لأن الاستخبارات ما هي إلا جمع معلومات وبتوخي الحذر وجمع المعلومات الدقيقة، كنا انتقائيين، ننتقي وزراء، وننتقي صانعي قرار، وننتقي أناساً لهم اهتمام معين بأمن المعلومة وتقنيتها، ولا زالت مفتوحة للجميع، فلا شك بأن عمل أي شيء بدون أن يعرف سيدي خادم الحرمين الشريفين أول من يعرف عنه، فأخذت له الفكرة وقلت له لدينا النية في دعوة 17 جهاز استخبارات بالإضافة إلى بعض الوزراء ورجال الأعمال وأعضاء مجلس الشورى ومجلس الغرف التجارية لثقيفهم ما هي المعلومة، كيف يكون هنالك أمن معلومة وكيفية تقنيتها، سكت ثم قال، هنا سؤال وأنت أعرف الناس بالإجابة عنه، إذا كانت ثلاث دول تجتمع فيصير مؤتمراً دولياً وأنتم الآن 17 دولة أين؟ وأنتم لماذا أنشأتم الاستخبارات؟ وهو سؤال يعرف الإجابة عنه، قلت له أنت أعلم بدور الاستخبارت العامة، فقال لي «علمني» قلت له الاستخبارات العامة من أجل أمن الأرض ومن عليها، من المواطنين والمقيمين، سكت قليلاً ثم قال لي بالحرف الواحد، إن كانت أنشئت من أجل المواطن وأمنه، حوّله إلى مؤتمر وبأمر مني وادع الناس ولا تكون هنالك دعوة خاصة، وأخبرهم بأن الاستخبارت السعودية-وأنا لا أستطيع أن أتحدث عن أي استخبارات أخرى- سواء كانت عربية شقيقة أو صديقة هذا شأنهم لكن الاستخبارات السعودية هي بالفعل منكم ولكم وإليكم، أمنكم أمن المواطن، بنتي وبنتك عندما تذهب إلى المدرسة بأمان هذه مسؤوليتكم.

صحيح أن هنالك وزارة الداخلية ويشكرون شكراً كبيراً فالآن واضح للعيان أن الإرهاب لم يتم استئصاله بعد ولكن صار هنالك -ولله الحمد- أمن وأمان، لكن -ولله الحمد- كما يرى الإخوة والأخوات أن هنالك أمناً ومتابعة، أن نعمل خارجياً ونساعد إخواننا ومكملين لإخواننا في وزارة الداخلية ويتحقق الأمن في هذا الوطن -إن شاء الله- بعض الإخوان يقول باستلطاف هذا يريد أن يجندني؟ أقول له نعم، كل مواطن في هذه الأرض يهمه الأمن، يجب أن تصدر المعلومة الصحيحة في الوقت المناسب من جهاز الاستخبارات وتصل هذه المعلومة إلى الجهات المعنية وهذه المعلومة تبطل عملاً إرهابياً أو تخريباً في هذا البلد، نعم، كلنا نكون في الاستخبارات، أبشرك في أنه في أول ليلة للافتتاح كانت لدينا ثلاث صالات، الصالة الرئيسة تتسع لـ 1500 شخص امتلأت على آخرها والصالة الثانية 1500 أيضاً امتلأت، والصالة الثالثة تتسع لحوالي 400 أو 500 أيضاً امتلأت، طلبنا أوراقاً علمية تختص بأمن المعلومة وتقنيتها، كان تحديدنا 30 ورقة علمية- ولكي نكون صادقين، ولسنا نحن من يقيِّم هذه الأوراق كجهاز استخبارات استعنّا بإخواننا من أساتذة الجامعات وإذا سمحتم أنتم أفضل من يقيِّم هذه الأوراق، طلبنا 30، فجاءتنا بالتحديد 183 ورقة، وبالطبع لا يمكن أن تناقش كل هذه الأوراق، ثم حصروها في 83 ورقة، فطلبنا منهم تقليصها، فجاؤونا بـ 38 ورقة، فقالو إن هذه لا نستطيع أن نقلل منها لأنها تمثل كل الشركات الموجودة في المملكة، في تقنية المعلومات وفي معرفة أمن المعلومة، هنا أستطيع أن أقول لكم، إن هنالك قضيتين حصلتا بعد المؤتمر بيوم أو يومين، لدينا موقع على الإنترنت تواصل معنا مواطنون، والذين شاركوا بالأسئلة والاستفسار، ويمكن إخواني الذين شاركوني هنا يقولون إنه كان اسم الاستخبارات يخيف، إذا كان يخيف في بلد آخر فهذا شيء آخر، لكن أنا أقول لكم من موقع المسؤولية، الاستخبارات السعودية منكم وإليكم، وهذه الجملة استعرتها من خادم الحرمين الشريفين، قال أنت لا تتجسس على أحد، ولكن من يخالف يأخذ جزاءه، وهنالك من يخالفون شرعياً ويأخذون جزاءهم شرعياً وهنالك من يخالفون الأنظمة والقوانين ينالون جزاءهم نظاماً وقانوناً وهذا لا يعني أنهم ليسوا مواطنين، أما إذا كان يخل بأمن هذا البلد وبأمن مواطنيه أو مقيميه، فهو يتحمل جزاءه، وبالفعل هذه هي الاستخبارات السعودية وهي لكم ومنكم وإليكم، وأتمنى في يوم من الأام وأذكر هاتين القصتين، إنه من خلال موقع الإنترنت جاءنا مواطنون وأعطونا معلومات قيمة تهم كل مواطن في أمنه واستقراره واستفدنا منها وكانت معلومات مهمة وصحيحة، القضية الثانية كان أحد زملائنا ضابطاً برتبة عميد يسكن في حي لمدة عشر سنين، يقسم بالله إنه إذا دخل المسجد الكل يسكت، حتى من يقرأ القرآن يقرؤه في سره، بعدها بيوم أو يومين، كان إذا دخل المسجد ينادون عليه: أبو عبد الله تعال الله يحييك، نشكي لك همومنا، فكان هذا هو الهدف الأساسي من وراء الاستخبارات السعودية -ولله الحمد- يفترض أن كل مواطنة ومواطن أن يفتخرا بها، والافتخار يأتي بالكوادر الموجودة فيها من رجال ومن نساء، وقد تكون شهادتي مجروحة ولكني أشعر بالفخر عندما أرى عملهم، وليسامحني زملائي الموجودين أنني عندما تقدم إلىَّ تقاريرهم أجد أنها متكاملة وكما يقولون «ما تخر الموية» وبالفعل هنالك تفوق في التقارير وفي البحوث التي تعد في مركز الأبحاث وما في ذلك شك أن الاستخبارات العامة برجالها ونسائها والحمد لله أن رزقها الله عز وجل برجال مخلصين بالفعل، وليس كما قال معالي الدكتور، جواسيس، نعم جواسيس ولكن نتجسس على أمن واستقرار هذا البلد، جاءنا رجال أعمال يسألون عن شركات معينة في بلدان أخرى ليست لديهم أي معلومات عنها، وقد قمنا بخدمتهم وهذا واجب ومن واجباتنا، أمنكم الغذائي واجب أيضاً من واجباتنا، ومن يعود منكم إلى جريدة أم القرى سيرى نظام الاستخبارات منشوراً فيها، ليس لدينا شيء سري ونظام الاستخبارات ليس موجهاً ضد المواطن، بل هو موجّه لأمن هذا المواطن ونتعاون مع دول صديقة وشقيقة، لأنه إذا جاءتني معلومة ضد أي دولة عربية أو شقيقة قد تعرض بأمنه أو تضر باستقراره، فنحن على الأقل نعطيهم المعلومة المتوفرة لدينا ونأمل أن تكون المعلومة صحيحة، لكن معلوماتنا مهما كانت نسبتها وصحتها حتى ولو كانت واحد بالمائة فلا بد أن نتعامل معها حتى يثبت العكس، استخباراتكم -إن شاء الله- منكم ولكم. وأنا مستعد لأن أجيب على كل الأسئلة ما عدا سؤال واحد هو: ما هي خطتكم المستقبلية؟ كيف تجمعون معلوماتكم؟ وبيني وبينكم هنالك أسئلة لا تقبل الرد. سألني صحفي مجتهد مرة ما هي خططكم المستقبلية وكيف تتحصلون على معلوماتكم؟ قلت له إن رئيس الاستخبارات لا يرد عليك وإن رد عليك فهو يكذب عليك، وبصراحة مثل هذه الأسئلة أقول لكم: سامحوني لن أرد عليها.

نازك الإمام: باسم ضيفات الاثنينية أرحب بصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز فارساً لأمسية اليوم، ونفتخر بعطاء سموه الكريم الحافل بالعطاءات المميزة في هذا الوطن المعطاء، التي بدأها أميراً لمنطقتَيْ حائل والمدينة المنورة، وصولاً إلى رئاسة الاستخبارات العامة، حتى نحظى بتجاربه العلمية والشخصية، التي - دون شك - هي مليئة بالمواقف المميزة.. فأهلاً بفارسنا، وأهلاً بصحبه الكرام. والسؤال من الدكتورة أفنان الريس:

* سمو الأمير، مع منصبكم الحساس والمهم لأمن الدولة، كيف يمكن أن نحافظ على أمن المعلومات وعدم تسربها مع الإدارة الإلكترونية الحديثة؟ شاكرين لكم.

- الأمير مقرن: شكراً على هذا السؤال. المحافظة على سرية المعلومة - بدون شك - إنما تحدث الآن في العالم من تواصل إلكتروني. لكن ما نحرص عليه هو مصدر المعلومة، وما نحرص عليه هو تضييق الدائرة التي تُتداول فيها المعلومة. وعلى هذا الأساس يمكن أن يكون هناك بعض المعلومات فقط تجدها عند شخص واحد لا يزيد، وإذا تسربت المعلومة يكون هو المسؤول.

* عبدالمقصود خوجة: سؤال من الدكتور عرفة حلمي عباس من جامعة الملك عبد العزيز بجدة: كيف يرى سموكم من منطلق مسؤوليتكم الاستخباراتية ما تعلن عنه إسرائيل بين حين وآخر أنها أطلقت قمراً اصطناعياً للتجسس على منطقة الشرق الأوسط؟ فما آثار ذلك؟ وما السبل لمواجهتها؟

- الأمير مقرن: هذا تصريح ليس بالجديد، وإذا لم تكن لديهم فهناك من يمدهم بالمعلومة، والباقي عندكم.

* نازك الإمام: سؤال من الأستاذة أميمة بنت عبدالعزيز زاهد مديرة وحدة الإعلام بالإدارة العامة لتعليم البنات بجدة والكاتبة الاجتماعية: أُنشئت في العام 1400 إدارة متخصصة باسم مركز الأبحاث الوطني بوصفها إحدى الإدارات الرئيسية التي تهدف إلى استثمار وقدرات المرأة السعودية في مجال التحقيق وإجراء الدراسات الاستخباراتية المتخصصة. وبحكم عملكم، ما مدى استفادة الاستخبارات من عمل المرأة؟ وهل هناك مجال للتوسع في توظيفها؟

- الأمير مقرن: أخت أميمة، هذا بالفعل ما كنت أقصده، عندما تحدثت عن مدى دقة أخواتكم في الاستخبارات العامة في مركز الأبحاث، ويتشرف بالإشراف عليه مساعد شؤون الاستخبارات صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن بندر، لكن هناك أخوات فعلاً يستحققن كل التقدير على ما يقمن به، وإن العمل الذي يقمن به بصراحة فيه تميز، وهذه شهادة لهن، ولكن عندما نكلف هذا المركز بعمل بحث معين يأتي البحث بمنهجية علمية ومكتملاً، ويأتي البحث ليعطي صانع القرار بالفعل المشاكل والحلول المقترحة، وليس حلاً واحداً؛ لأن صانع القرار تكون لديه من الأسئلة أو من المشاكل ما يكفيه؛ لذلك نعطيه الموضوع، ونعطيه تحليلنا، ونعطيه الاقتراحات للحلول. ولكن هذا المركز من المراكز التي يجب على كل سعودي أن يفاخر به، وأخواتكن هناك مبدعات، ولدينا أقسام أخرى فيها نشاط نسائي.

* عبد المقصود خوجة: سؤال من جريدة «الوطن» من الأستاذ خالد المحاميد: كيف تقيِّم الاستخبارات العامة حركة المجتمع المدني؟ وما مدى تدخل الاستخبارات في عمله؟

- الأمير مقرن: ما كان يهم المواطن في معيشته وفي أمنه أنا لا أتدخل فيه، ولكن ننسق ونتابع ونرصد ونقترح. ويمكن أن أعطيك فكرة مبسطة عن عمل الاستخبارات: جمع المعلومة، تحليل المعلومة، وضع اقتراح، ورفعها لاتخاذ القرار. وهنا يقف دور الاستخبارات السعودية؛ لأن هناك في بعض الدول الاستخبارات تنفذ، لكن نحن لا نتدخل في اتخاذ القرار بل هو من شأن صانع القرار، فقط نعطيه الحقيقة كما ينبغي.

* نازك الإمام: سؤال من الأستاذة خزيمة العطاس من جريدة «عكاظ»: لا شك أن الدور الذي تقوم به هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مكملة للدور الذي تقوم به الأجهزة الأخرى المعنية بالأمن، لكن نظراً لما يقوم به بعض أفراد الهيئة من تجاوزات خاطئة وغير مسؤولة فقد أعطت انطباعاً ملتبساً عن الهيئة وأفرادها. فما رأي سموكم حول هذه الأخطاء؟ وكيف نحافظ على هيبة أفرادها حسبما يجب أن يكون؟

- الأمير مقرن: شكراً للأخت خزيمة. ولكن هذا السؤال ليست له علاقة بالاستخبارات؛ فهناك جهات أخرى تتعامل معها. إذا وجدنا أي تجاوزات فإننا نرفعها، ولكن يجيء دورنا في تقديم المعلومة لصانع القرار، وليس تقييم هذا أو ذاك.

* عبدالمقصود خوجة: معالي الأستاذ الدكتور ناصر بن عبدالله الصالح مدير جامعة أم القرى السابق: عرف عنكم احترام الوقت والحضور في الوقت المحدد في أي مناسبة، وذلك دلالة على احترام الآخرين، كما أنه نهج نأمل أن يُقتدَى به. أرجو إفادتنا إذا كانت لكم مواقف في هذا الشأن.

- الأمير مقرن: لا أدري عن هذه المواقف شيئاً. في يوم من الأيام، وكنت في حائل، وعندما دخلت الحفل أخرج شخصان ساعتَيهما، وكل واحد يطّلع في ساعته، فقلت لهما ساعتي هي الصحيحة، قالا لي وما أدراك بذلك؟ قلت لهما أحدكم ساعته مقدمة والآخر متأخرة، وساعتي هي الصحيحة.

* نازك الإمام: سؤال من الأستاذة أمال نقشبندي: ما رأيك في فيلم الفتنة الذي يعطي صورة سيئة عن القرآن الكريم؟ وما دور الاستخبارات في هذا الصدد؟

- الأمير مقرن: الاستخبارات ليس لها أي دور، لكنها ترصد وتدوّن. وأود أن أوضح أن الإساءة للإسلام والمسلمين ليست جديدة؛ من عصور سابقة حصل ذلك، وتعلمون أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أوذي. وإذا كان الكتاب يوزع بشكل سري أو غيره فالاستخبارات ترصد ذلك، وتفرغ مضمونه، وتختصر المضمون الكلي، ويرفع لجهات الاختصاص. لكن كاستخبارات سعودية ليس لديها دور في هذا الموضوع.

* عبدالمقصود خوجة: سؤال من الأستاذ أحمد شوقي آشي: هل تقومون بتدريب العاملين معكم؟ وإلى أي مستوى؟

- الأمير مقرن: نعم، الاستخبارات السعودية تفتخر بأنها تدرب منسوبيها، لكننا بكل فخر ندرب بعض الأجهزة الشقيقة، ولا نخجل من أن نتدرَّب عند الآخرين.

* نازك الإمام: سؤال من الدكتورة رقية كشغري من كلية التربية - الأقسام العلمية: كثيرات من الباحثات السعوديات يوددن تحقيق الأمن الثقافي من خلال الأبحاث العلمية بتوجه الشباب بالتفكير وعدم الانحراف والفكر المنحرف، فهل هناك دعم لهذه الأبحاث؟

- الأمير مقرن: نعم، من خلال مركز الأبحاث، ومن خلال موقعنا على الإنترنت، فإن أي مواطن أو مواطنة لديه أو لديها اهتمام أو بحث فهناك مختصون في هذا العلم، وهذه تنطبق على ما يسمى بالتنسيق؛ لأن عملنا في الاستخبارات السعودية محدد، إذا كنا نشعِّب ونعمل كل الأبحاث فسوف نخل بعملنا الأساسي؛ لأنني سُئلت عن أبحاث عن التعليم وغيره. فقط دورنا ينحصر في جمع المعلومة، ونرصد ونتعاون مع إخواننا في وزارة الداخلية، ونقدم مقترحاتنا فقط، لكن لا نستطيع أن نقوم بعمل أي وزارة أخرى، ليس هذا عملنا، كما أنه ليس هدفنا القيام بأعمال الآخرين.

* عبدالمقصود خوجة: الأستاذ محمد الذهباني مساعد القنصل العام في الجمهورية اليمنية لشؤون الإعلام: بعد 12 عاماً من توقيع الاتفاقية الأمنية بين اليمن والسعودية، التي وُقّعت عام 1996، ما أهمية هذه الاتفاقية؟ وما تقييمكم لمستوى التنسيق بين البلدين؟

- الأمير مقرن: لا شك أن أي اتفاق أمني بين أي دولتين جارتين يجب أن يعود بالفائدة على الطرفين؛ لأن في الاتفاقيات الأمنية المواطن الصالح يستطيع أن يدخل أو أن يخرج في أي وقت. أما ما نحاول أن نتعاون فيه فهو أن من قام بعمل إجرامي يعاد إلى بلده، وينال جزاءه، فإذا ارتكب مواطن يمني جريمة كبيرة في اليمن، سواء كانت أخلاقية أو جنائية، وهرب إلى السعودية، إذا كانت هنالك اتفاقية تطبق هذه الاتفاقية، ويسلم إلى الدولة التي بيننا وبينها اتفاق.

* نازك الإمام: سؤال من الدكتورة هدى الصبان من جامعة أم القرى: هل هناك تعارض بين عمل الاستخبارات مع القانون الدولي؟

- الأمير مقرن: أعتقد أننا جزء من القانون إلا من خالف القانون. أما من كان مع القانون فالقانون الدولي لم يحرِّم على أي دولة أن تحافظ على أمنها ومواطنيها ومكتسباتهم. أما من خالف القانون الدولي فنحن نتعامل معه بالتعاون مع أجهزة صديقة، ولا نعمل منفردين، فنحن جزء من النظام وجزء من القانون.

* عبدالمقصود خوجة: الأستاذ ياسر الأبنوي من جريدة «الحياة»: هل الممارسات الخاطئة من الأفراد أو من بعض الجهات الرسمية تمس سيادة الدولة وأمنها الوطني؟ وما دور الاستخبارات في ذلك؟

- الأمير مقرن: إذا رُصد وإذا عُرف لا شك أننا نتابع ونرى كيف تحصل الممارسات، وهل حصلت بالفعل، وربما هناك وراء بعض المسائل أجهزة أخرى، وبالفعل يجب أن نتأكد من هذه الأمور، لكنا نتحرى الدقة في أي شيء قد يقدم.

* نازك الإمام: سؤال من الأستاذ عبدالله بوقس من كلية التربية: المبدأ الذي ذكرته «احترم المواطن واحترم ذكاءه ولا تعده بما لا تستطيع»، هل يمكن تعميم هذا المبدأ على جميع المسؤولين والمسؤولات حتى نضمن شفافية التواصل البنّاء بين المواطن والمسؤول، ونقضي على كل ما يهدد أمن الوطن والمواطن؟

- الأمير مقرن: شكراً. أنا أحكم على اسم واحد هو مقرن بن عبدالعزيز، ولا أستطيع أن أتكلم عن الآخرين. وشكراً.

* عبدالمقصود خوجة: معالي الدكتور سهيل قاضي مدير جامعة أم القرى الأسبق عضو مجلس الشورى السابق يقول: ربما لا يعرف البعض أنكم من المهتمين بعلم الفلك الحديث، وأن لكم مرصداً كبيراً كان معكم في حائل والمدينة المنورة، وقد تفضل سموكم الكريم بكتابة مقدمة كتاب (الأهلّة نظرة شمولية ودراسات فلكية)، وأظهر المؤلف أن نسبة عدم التوافق بالطريقة التقليدية المتبعة في دخول الأهلَّة مع الطرق الفلكية بلغت 87 % لدخول رمضان، و83 % لدخول عيد الفطر على مدى خمسين عاماً، فهل يتفضل سموكم بإلقاء الضوء على هذه المسألة؟

- الأمير مقرن: أيام هواية الفلك، وأنا لم أصل إلى مرتبة هاوٍ، لكن بالفعل كانت لي قراءات، وكان لي مرصد، وأخيراً أهديته إلى جامعة طَيْبة منذ وقت غير قصير، حتى المجلات وغيرها لم يعد لي وقت لقراءتها. أما عن هذا الموضوع فأعتقد أنه موضوع فقهي، والمفروض في العالم الإسلامي أن يتوجه إلى علماء المسلمين وفقهاء المسلمين للتأكد من ولادة الهلال، وهل يمكن رؤيته؛ لأنه قد يولد وتكون هناك استحالة في رؤيته. وهي أشياء فقهية إن شاء الله الاستخبارات لا تُسأل عنها.

* نازك: سؤال من الأخت الأستاذة آمال عبدالمقصود خوجة: ما هي أكثر المشاكل الشائعة التي تواجه عملكم في الاستخبارات؟

- الأمير مقرن: والله يا أختي لو كانت لدي مشاكل فلن أقول لك، ولكن أقول لك بكل أمانة وبكل شفافية إننا في مرحلة تجديد وتغيير، فمقاومة التغيير من طبائع البشر، تضايقني قليلاً، فإذا كان هناك شيء أعمله في خمس دقائق فلا داعي لعمله في يومين. هناك لدى بعض الإخوان دعني أسميها مقاومة للتغيير، إعادة هندسة إجراءاتنا، قبولهم بالحاسب الآلي، لكن الحمد لله بدأت الأمور تتغير، وأحب أن أقول إن الاستخبارات تتقدم لمنسوبيها ومنسوباتها يوم اكتشفت من أخواتكم وإخوانكم أنهم هم الذين صاروا يدفعون أجور التدريس لنيل هذه الشهادة، وسيدي خادم الحرمين الشريفين لم يقصَّر معنا في كل ما نطلبه، فقلت من دفع من ماله المفروض أن الاستخبارات تعوضه إذا كان المعهد بالفعل معترفاً به، فنحن نتحمل تكاليف الدراسة، والآن ولله الحمد هدفنا أن نصل إلى أكثر من 95 % من منسوبي الاستخبارات من نساء ورجال أن يحصلوا على هذه الشهادة. ومنظوري لها في جزئية بسيطة أنه حتى لو تقاعد فتعليمنا فيها لن يكون خسارة. هذه الثوابت من الوطن وإليه، وهذه يمكن أن تكون من الأشياء التي تساعدها وتساعده على إيجاد عمل سريع لمعرفتها ومعرفته بأكثر من المتوسط عن الحاسب الآلي وما يستطيع أن يُعمل.

* عبدالمقصود خوجة: الأستاذ عبد الهادي الحكمي إمام وخطيب جامع آل ياسر: لِمَ لا يكون هناك أكاديمية استخباراتية بأسلوب علمي أكاديمي؟

- الأمير مقرن: الجواب بكل بساطة أنني لا أريد أن أستبق الأحداث.

* نازك الإمام: سؤال من الأستاذة منى مراد من جريدة «البلاد» ومجلة «اقرأ»: هل هنالك ضمانات لمن يبلِّغ عن أي معلومة قد يكون لها أهمية أمنية؟

- الأمير مقرن: بدون شك، ولكن بشرط ألا تكون فيها تصفية حسابات على حسابنا.

* عبدالمقصود خوجة: سؤال من الأستاذ عبدالحميد الدرهلي كاتب صحفي: هل تدرس الاستخبارات العامة برئاستكم مع الجهات الرسمية أمر استفحال خطر العمالة الوافدة على الوضع الأمني في البلاد بسبب التستر التجاري؟

- الأمير مقرن: نحن نرصد ونحلل ونرفع، ولكننا لسنا جهة تنفيذية. وبلغتنا «ملاقيف».

* معالي الدكتور محمود محمد سفر يسأل: ما هو تقييم سموكم لوهج والتزام المواطن السعودي بالانتماء الوطني ومحبة الوطن، إذ الملاحظ أن الكثيرين يلتفون حول المنتخب الوطني ويشجعونه، وعندما يكون هناك عطاء أو أداء واجب نجده يتحاشى ويتكاسل؟

- الأمير مقرن: أنا آسف، لا أستطيع أن أوافق على هذا الرأي ما دام - ولله الحمد - هناك رخاء. وعند الشدة تجد الشعب السعودي يتكاتف بشكل ممتاز، ولكن ما في شك أننا نحتاج إلى التربية الوطنية أكثر فأكثر. وأقدر أن ألاحظ أن السعودي عندما يسافر خارج بلده يكون أول واحد ملتزماً، ولكن عندما يكون في بلده ربما يكون احترامه لإشارات المرور متوسطاً، وهذه تحتاج إلى وقت طويل. وأنا دائماً لدي مخرج بسيط هو أنني دائماً أحمل التعليم كل ما نخطئ فيه، سواء في الشارع أو المعاملات التجارية أو غيرها؛ لأن التعليم هو أساس كل شيء، إذا كان التعليم بشكل صحيح فلن تحدث مثل هذه الأشياء. ربما «يزعل عليّ» إخواني في وزارة التربية والتعليم، ولكن وأنتم ما شاء الله مديرو جامعات، ولكم باع في التعليم، فيجب أن يتعلم طلبتنا في بداية التأسيس المدرسي أن يكون متخرجاً حديثاً، بينما في البلدان المتقدمة لا يوجد ممن يدرس المرحلة الابتدائية وهو يحمل أقل من درجة الماجستير.

* نازك الإمام: سؤال من سيدة الأعمال السيدة آمال بدر ومن الأستاذة رجاء بخش طالبة الدراسات العليا: ما المؤهل العلمي المطلوب للسيدة لكي تلتحق بالعمل في الاستخبارات؟ وكيف يمكن الالتحاق بالعمل فيها؟

- الأمير مقرن: أعتقد أن المبدعات كثيرات، فقد جُندت الكثيرات الليلة (يضحك الجميع). وبصراحة، فإن الاستخبارات العامة مفتوحة لكل مواطن ومواطنة، ولدينا مستويات تختلف. أحياناً نوظف من لديه الثانوية العامة، ولكن هناك بعض التخصصات لا نوظف فيها إلا حملة الماجستير فما فوق. وهناك بعض الاختصاصات تتطلب البكالوريوس على أقل تقدير في علوم مختلفة على، وسبيل المثال الاستخبارات تحتاج إلى قانونيين، تحتاج إلى محاسبين، وتخصصات كثيرة، وكل تخصص له مستوى معين، وعندما نوظف مواطناً أو مواطنة من الجامعة أو غيرها فهناك دورات، منها تأسيسية ومتقدمة ودورات لاحقة، وترتقي إلى المستويات المطلوبة. فليس هناك تحديد بل نرحب بمستويَي البكالوريوس والماجستير وغيرهما.

* عبدالمقصود خوجة: الدكتور سامي مهنا نائب رئيس تحرير جريدة «الندوة»: هل يرصد مركز دراسات الرأي العام التحولات الاجتماعية في المجتمع والتعاملات الإلكترونية بما يسمى ثقافة العنف والإرهاب؟

- الأمير مقرن: ولله الحمد لدينا متابعة وتقنيات تتابع معظم كل ما يكتب، وأيضاً لدينا جمع المعلومة وتحليلها وتقديم الاقتراحات ووضعها لصاحب القرار.

* نازك الإمام: الأخت سميرة سمرقندي تقول: تكلمتم عن الأمن الوطني، وهو كمسؤولية جماعية تخص المجتمع، وفيهم النساء. ما دوري كامرأة وأمّ؟ وكيف أساهم في هذا الوطن الغالي؟

- الأمير مقرن: أنا باعتقادي أي مواطن أو مقيم يرى شيئاً مخلاًّ بالأمن، أو يمكن أن يكون له خلفيات أمنية، أرى من الواجب أن يبلغ عنه، وهذا شرف كبير، أتى على الأسماء الكبيرة التي حضرت في هذه الاثنينية، لكن الهدف الأساسي من ورائها بالفعل أن نقول للمواطن والمواطنة: نحن لك، أمنك يهمنا، وإذا كان هذا بالفعل يهمك وتعتقد أنه يهمك كإنسان، كطالب، كأم كمدرس، ونريد أن نكسر الحاجز الذي بيننا وبين المواطن، وعندما كان مثلما تفضل الإخوان الذين سبقوني بالحديث أن هناك رهبة وخوفاً، وعبارة «ابعد عن الشر وغني له»، «وأنا ليش أورط نفسي»، فنحن بشر، نحب ونكره، ولا أعتقد أننا نكون أداة للآخرين لتصفية حسابات بعضهم مع بعض. نحن لا نأخذ المعلومة كما هي، بل نفحصها، وننظر في خلفيتها وما هو حولها، وهل هناك سابق عداوة بين البعض، كم مرة اختلفتم، وهؤلاء يأتون لتصفية حساباتهم على حسابي، لا، كل مواطن أو مواطنة نرحب به سواء من عندنا أو من عند الإخوة في وزارة الداخلية.

* عبدالمقصود خوجة: الأستاذ عمر جستنية كاتب إعلامي معروف: هل هناك تداخل بين أجهزة المباحث العامة التابعة لوزارة الداخلية والاستخبارات العامة؟ وعلى المستوى الدولي كيف تحافظ الاستخبارات على أمن الوطن؟

- الأمير مقرن: الإجابة المبسَّطة: لا، نحن مكملون لزملائنا في وزارة الداخلية، اللَّهم إننا نعطيهم المعلومات إذا كان هنالك طرف خارجي، ولكن ليس هنالك تعارض بين الاثنين، بل كلنا نعمل لهدف واحد، هو الأمن والطمأنينة والاستقرار لهذا البلد للمقيم والمواطن.

* نازك: سؤال من الأخت منال الحميدان من جريدة الشرق الأوسط: ذكرتم أن دور الاستخبارات هو تقديم المعلومة لصالح صانعي القرار والمواطن، لكن هنالك شائعات كثيرة تهم المجتمع، منها الاقتصادية والاجتماعية، هل تعلنونها للصحافة بعد توافر المعلومة الدقيقة، وتعلنون هوية مروجيها للمجتمع؟ وكيف تتعاملون مع مثل هذا النوع من الشائعات؟

- الأمير مقرن: هناك إجابتان: إجابة مبسّطة والأخرى مطوّلة. المبسّطة: لا نعلنها؛ لأننا مرتبطون بأنظمة وأوامر محددة. إنه إذا جاءتنا معلومة معيّنة عن أي شيء من هذا الخصوص نرفعها إلى من ترفع له، لكن في تعاملنا مع الإعلام وإعلانها بصفة عامة لا نتعامل بذلك.

* الشيخ عبد المقصود خوجة: الأستاذ علي المحرج: صدر قبل فترة نظام الجريمة المعلوماتية، هل هناك دور لجهاز الاستخبارات في صياغة هذا النظام أو المشاركة فيه؟ وهل ترون أن مواد هذا النظام تكفل حرية التعبير، ولاسيما ما تفضلتم به من ذكر أن ذهنية العامة تغيرت بعد الطرح الجيد لفكرة الاستخبارات العامة التي تبنيتموها؟

- الأمير مقرن: أنا صارت لدي شكوك حول حرية التعبير والنزول إلى أقل المستويات عندما تتعرض لأشياء تعدت الحرية. وأنتم تلاحظون ما يكتب في المنتديات، فهناك فرق بين حرية التعبير وغيرها. وفي الإنترنت لا يمكن أن تخاطب كل الناس في العالم. تقرأ أشياء أنا شخصياً أشمئز منها، وأتساءل هل وصلنا إلى هذا المستوى من الانحدار؛ لأن الفرق بين حرية التعبير ومن يقف بين علمائنا وبين شيوخنا بين فئات معينة. أنا أعتقد أن هذه الأشياء تنحسر، ويمكن مع الوقت أن تصبح الأمور موضوعية.

* نازك الإمام: سؤال من المشرفة الاجتماعية الأستاذة نديمة سنبل من جامعة الملك عبد العزيز في جدة: على ضوء ما يحمله سموكم شخصياً من انطباعات شخصية عن مدينتَيْ حائل والمدينة المنورة وأهلهما، هل لدى سموكم تطلع في تسجيل ورصد خلاصة ما تحملونه من انطباعات وتجارب في مذكرات تكون حافلة بالمعاني التي تثري المكتبة السعودية بالذي تحتاج إليه من مؤلفات السيرة والرحلات، وخصوصاً الذي يعنى بالتاريخ الحديث لمملكتنا الحبيبة؟

- الأمير مقرن: شكراً لك، فأنت الرقم 1002 من الذين سألوا السؤال نفسه، لكني بالفعل - وليس هذا تواضعاً ولكنه شعوري - لا أعتقد أن لديّ القدرة أن أكون كاتباً لأي شيء، ونحن كعرب بصفة عامة وكسعوديين بصفة خاصة لا ندوِّن. قليل منا من يدون ما يحدث له يومياً، فلو دونت بالفعل ما حصل في حائل من مواقف طريفة ومن مواقف صعبة من اتخاذ قرار يكون صحيحاً أحياناً، ويكون خاطئاً، وفي المدينة المنورة كذلك. مشكلتنا أننا لا ندون. وبصراحة لما يسير الشاب «شوية زائد عن اللزوم» يبدأ ينسى.

* عبدالمقصود خوجة: الأستاذ الدكتور ياسر ناصر الصالح بقسم المعلومات في جامعة أم القرى يقول: في ظل عصر التقنية وما تفضلتم به حول حصول موظفي الاستخبارات على الرخصة الدولية في قيادة الحاسب الآلي، هل هذا يعني أن هناك نشاطاً للاستخبارات على رصد ما يجري وينشر على الإنترنت من معلومات، أو ما يرسل عن طريق البريد الإلكتروني؟

- الأمير مقرن: الجواب لا. إننا نحاول أن تكون هناك كفاءة في الأداء. الأداء الإداري في معظم الدوائر الحكومية يأخذ الوقت الأكبر، ويصرف الموظف عن عمله الصحيح. إذا قلنا إنّ عملنا 80 %، وعملنا الإداري 20 % فهذا ما تصبو إليه كل إدارة، ولكن إذا قلنا 50 % و50 % إذاً هنالك 30 % مهدورة من عملك الأساسي. والحاسب الآلي لدى معظم من تدربوا عليه، والذين دخلوا في العمل الاستخباراتي درسوا الحاسب الآلي من البداية، وليس جديداً عليهم، لكن الآن نحاول تطوير الأداء الإداري وإعادة هندسة الإجراء. بمعنى إذا كانت هناك معاملة معينة تتطلب نحو 30 خطوة، هات أي قانون أو أي نظام «يقولك ما تخليها 3 خطوات أو 4». لا ننسى أن هنالك فرقاً بين الكفاءة والبيروقراطية والتقيد. أنا لست حكومة داخل حكومة، أنا أسير بموجب أنظمة وقوانين وأوامر لا يجوز لي أن أخالفها، ولكن لا أحد يقول لي أن أبسط هذا الموضوع؛ لأني يمكن أن أجعله بدلاً من أن يراه ثلاثون أو أربعون شخصاً، وتأخذ المعاملة ستة أو سبعة أشهر، أنا أجعلها تنتهي في ساعة. ولله الحمد، الموجودون هنا ومن هم في الاستخبارات العامة عقول في البرمجة، في الشبكات، في أمن المعلومة، في الإدارة في كل ما بالفعل أي علم نطلبه ولله الحمد موجود، وموجود في استخباراتنا. لديّ 9 أشخاص من حملة الدكتوراه في الكمبيوتر، وأنا أفتخر بهم، ولن أخبركم بالأرقام الباقية. أي شركة تقوم على مجموعة بها 9 سعوديين يحملون شهادة الدكتوراه في مجالات مختلفة من الحاسب الآلي، الآن لديّ تحصيل علمي عالٍ في الإدارة، يتعاونون فيما بينهم. لكن لنضرب مثالاً بسيطاً: إذا كانت هنالك معاملة تمر على أربعة أو خمسة، ولكن المنتج النهائي يذهب المرء إلى منطقة أخرى، وجائز الذين يعملون في الدوائر الحكومية أو حتى في الشركات، ألم تلاحظوا متى صدرت هذه المعاملة؟ ومتى وردت إلينا؟ صدرت في المدينة المنورة آنذاك معاملة من مصلحة المياه والصرف الصحي، ووصلتني في الإمارة بعد تسعة أيام. بالتعاملات الإلكترونية كان يمكن أن تصلني بمجرد صدورها، تصلني في ثانيتين، ما يقوم به يكون جاهزاً. ومثال آخر: ليس سراً كحاكم إداري تمديد الزيارة كأمير منطقة. تخيل واحداً يأتيك من قرية تبعد 300 أو 400 كيلو، يأتيك في الإمارة ويطلب طلبه، ويذهب إلى المحافظة، وإلى غيرها، ثم يصل في نهاية الأمر إلى موافقتك، ولكن من ينفذ الجوازات؟ ولكن بالمعاملة الإلكترونية بمجرد أنتضع موافقتك لدى مدير الجوازات والمحافظة التي قدمت الطلب وعند المركز الذي بينك وبينه 400 كيلو تكون المعاملة قد انتهت في ثانيتين. أنا قلت بالأمس إن التعاملات الإلكترونية تتطلب شيئاً واحداً، يجب أن نضعه في ذهننا بالنسبة للمعاملات التي لا تتطلب الحضور الشخصي، بالنسبة لإخواننا رجال الأعمال الذين لهم معاملات مع الجوازات فإن المعاملات بدأت تتحسن؛ لأنهم بالفعل يتعاملون معاملات إلكترونية. وفي المدينة المنورة كان يأتيني مدير الجوازات ويطلعني على قوائم من دخلوا على جوازات المدينة المنورة بين الساعة الثانية بعد منتصف الليل إلى بعد صلاة الفجر في وقت لا يوجد فيه دوام، ينهي كل معاملاته، إذا كان هنالك لديه القدرة يدفع إلكترونياً، ويمكنه أن يحضر جوازاته ويجدها كلها منتهية. كل ما في الأمر أن يتأكد أن رقم الجواز صحيح، وأن كل شيء صحيح، ويختمها في أمان الله. التعاملات هذه هي التي نأمل أن تنجز عملاً في أسرع وقت، وإذا كان سمو الأمير خالد وهو في بيته وعمل عمله في الطائف وجاء طلب من الطائف وأصدرها كم يأخذ من هنا ورقياً؟ وهل هناك أناس مداومون؟ لكن بالطريقة الإلكترونية لا يأتي الصباح إلاّ وكل شيء قد انتهى. هذا ما أريده. أما العمل الاستخباراتي فهو عبارة عن قرارات منفصلة ولا أسردها، لكن أنا أتكلم عن العمل الإداري الصرف. أعطيكم مثالاً، إن شاء الله يمكن أن يطبق على موظفي الدولة. أنا إنسان أريد أن آخذ زوجتي في إجازة في اليوم الفلاني، هكذا خططت، أول ما تدخل على الجهاز، يقول لك أنت لديك أربع معاملات لم تنته منها، إذاً معامتلك واقفة، انهِ معاملاتك، ثم اذهب في إجازة، أو أعطها لموظف آخر وهو يقبلها بموجب رقم معروف، وإن طلبت إجازة لـ20 يوماً يقول لك لن أعطيك أكثر من رصيدك، وهو 15 يوماً، ثم تذهب إلى رئيسك، رئيسي في إجازة، مريض، لم يأتِ، له عدد أيام معينة إذا لم يجاوب بنعم أو لا تطلع إلى رئيسك، وإذا لم يجاوب حتى تصل إلى رئيس الجهاز له وقت، وإذا لم يجاوب فالكمبيوتر يعطيك release؛ لأنه ليس ذنبك أن أحدهم لم يأتِ أو الآخر مريض، إلى غير ذلك. وعلى فكرة فإن وزارة الحج كانت على وشك أو أنها طبقت هذا النظام، وعلى وشك تطبيقه في المدينة، وإن شاء الله يكون من أوائل ما نطبقه في رئاسة الاستخبارات العامة. هذه أشياء إدارية، كم يضيع من الوقت عندما يكون المسؤول غائباً أو في إجازة أو مريضاً؟ الأشياء المالية ما لنا حق فيها، لانضيف أو نحذف، سواء ما يتعلق بالمدنيين أو العسكريين، فكلها مقننة، وإذا كانت مقننة يمكن مكننتها؛ لأن هناك أنظمة لا تستطيع أن تزيد عليها. النظام المالي لا أحد يستطيع عمل شيء فيه. سهّله لكن بموجب النظام وليس باختراعات من عندك. هذا ما أحببت أن أقوله فيما يتعلق بالحاسب الآلي.

* عبدالمقصود خوجة: الأستاذ خالد دراج مدير تحرير جريدة «الرياض»: أين يجد الأمير مقرن بن عبد العزيز ارتياحه، كطيار أو كمزارع أو كأمير منطقة أو كرئيس استخبارات؟

- الأمير مقرن: أنا أطالع على الأمير منصور، وأقف احتراماً لقائد القوات الجوية سابقاً الفريق عبد العزيز محمد هنيدي، ولو يعود الشباب مرة واحدة فالاختيار واحد، وأخي منصور يعرف ذلك، ومعالي الفريق يعرف ذلك. إن الطيران ساعة في السماء يساوي 600 ساعة في الأرض.

* عبدالمقصود خوجة: بيننا فئة من المجتمع يجب أن نعطيها دورها. الأستاذ عدنان عبد الله عريف عضو مجلس إدارة نادي الصم لديه سؤال، وهو ابن أستاذنا الكبير عبد الله عريف، سيلقي سؤاله بالإشارة، وسوف يترجمه الأستاذ محمد القحطاني رئيس نادي الصم. السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أولاً نرحب بالشيخ عبد المقصود خوجة. تكلمتم يا سيدي عن موضوع الإنترنت وموضوع الحاسب بالآلي، فلدينا من فئة الصم من يتفوقون على العاديين في الإنترنت والحاسب الآلي، وأشادوا في إمارة منطقة مكة المكرمة بأن لدينا 25 منهم، وهم من أفضل الموظفين دواماً وانتظاماً، وأكثر معرفة بالدخول إلى المواقع. والسؤال هو: لماذا لا يكونون موظفين في الاستخبارات العامة أسوة بالإخوان العاديين؟

- الأمير مقرن: ومن قال لك إنه ليس عندنا!

* نازك الإمام: سؤال من حرم مساعد القنصل اليمني للشؤون الإعلامية الأخت آسيا الروءين: ألا ترون سموكم الكريم أن اليد الواحدة لا تستطيع التصفيق، وأنه جاء دورنا الآن كأمة عربية وإسلامية، فيجب أن يكون لدينا تعاون إيجابي في هذا المجال كما تعمل الدول الأوروبية وتتحد؟ فهل هناك تعاون استخباراتي عربي إسلامي؟

- الأمير مقرن: نعم أختي، وأبشرك بأنه الآن - ولله الحمد - أستطيع أن أقول وبكل مسؤولية عن الجهاز السعودي إنه لدينا اتصالات مع أجهزة شقيقة، ونتعاون على أمن واستقرار أوطاننا ومواطنينا وكل مصالحنا إن شاء الله، وأقدر أن أقول إن الأجهزة الاستخبارية أفضل علاقاتها من المعلن في بعض الحالات بين الدول. ولله الحمد في كل بلد تلمس منه صدقاً وسرعة في المعلومة وتعاوناً نتعاون معه. وللأسف العدو الأكبر وهو الإرهاب والفكر الضال، الذي بدأ يغزونا، ليست له حدود، ولا يقف عند مكان دون غيره؛ لذلك كان لا بد من حتمية التعاون بين الأجهزة الأمنية؛ لأنها هي المسؤولة عن الاتصالات الخارجية، مع الأجهزة الأمنية الخارجية.

* عبدالمقصود خوجة: سؤال من الأستاذ سمير خوجة: صورة رجل الاستخبارات المخيفة كيف استطعت أن تزيلها من فكر المواطن، رغم تسلمك لجهاز الاستخبارات منذ فترة وجيزة؟

- الأمير مقرن: بصراحة أنا لا أعرف، ولكن لأن لي قائداً عظيماً قال لي إذا كنت للناس أخبرهم. فقط هذا ما جعل الاستخبارات السعودية تنفتح على الناس؛ لأن عبدالله بن عبدالعزيز (حذفت كل الألقاب) خادم الحرمين الشريفين هو الذي أمر بأن تنفتح الاستخبارات السعودية على المواطن؛ لأنها منه وإليه.

***

السيرة الذاتية

* ولد الأمير مقرن بن عبدالعزيز في مدينة الرياض عام 1364هـ - 1945م، ونشأ في رعاية والده الملك عبدالعزيز -رحمه الله- محباً للعلم والشجاعة والفروسية، وتلقى تعليمه الأولى في معهد العاصمة النموذجي، وبعد تخرجه التحق بالقوات الجوية السعودية عام 1384هـ - 1964م، ثم تابع دراساته في بريطانيا، وتخرج منها عام 1388هـ - 1968م برتبة ملازم طيار.

* في عام 1389هـ - 1969م حصل على دورات متقدمة في التدريب على الطائرات المقاتلة في قاعدة الظهران الجوية، وعمل في السرب الثاني للطيران للفترة من عام 1390 - 1970م إلى عام 1393هـ - 1973م.

* في عام 1393هـ - 1973م انتظم في دورة مدربين في بريطانيا ثم التحق عام 1974 - 1394هـ بدورة أركان حرب في الولايات المتحدة الأمريكية وحصل على درجة الدبلوم (المعادلة للماجستير) وفي عام 1397هـ 1977م عيّن مساعداً لمدير العمليات الجوية ورئيس قسم الخطط والعمليات في القوات الجوية الملكية السعودية.

* في 2-5-1400هـ - 1980 صدر الأمر الملكي السامي بتعيينه أميراً لمنطقة حائل حيث أمضى فيها 20 عاماً، شهدت خلالها المنطقة مزيداً من التطور والتقدم في مجالات الحياة العمرانية والثقافية والزراعية، وكان فيها مثالاً للإخلاص والنزاهة، والتجرد من المظاهر، والحرص على لقاء المواطنين ومتابعة أمورهم المعيشية والرسمية، ورأس فيها عدداً من المجالس والجمعيات.

* في 16-8-1420هـ - 2000م صدر الأمر الملكي السامي رقم أ-205، بتعيينه أميراً لمنطقة المدينة المنورة خلفاً لشقيقه الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز -رحمه الله.

* في 19-9-1426هـ - 2005م عيّن رئيساً للاستخبارات العامة خلفاً للأمير نواف بن عبدالعزيز وظل يتولى المنصب حتى 29 شعبان 1433هـ الموافق 19 يوليو 2012م عندما عين مستشاراً للملك ومبعوثاً خاصاً له.

* في 20-3-1434هـ - 2013م صدر أمر ملكي بتعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء.

* في 27 - 5 - 1435هـ صدر أمر ملكي باختياره من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وأخيه ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وتأييد أغلبية أعضاء هيئة البيعة (ولياً لولي العهد) إضافة إلى عمله نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء مستشاراً ومبعوثاً خاصاً لخادم الحرمين الشريفين.