Wednesday 02/04/2014 Issue 15161 الاربعاء 02 جمادى الآخرة 1435 العدد
02-04-2014

بيت الحكم السعودي .. واستقرار الدولة على امتداد القرون

أعلن الديوان الملكي السعودي عن تعيين أول وليٍّ لولي العهد في تاريخ المملكة العربية السعودية، وهو الأمير مقرن بن عبد العزيز أصغر أبناء الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل - طيب الله ثراه - وبويع مقرن في قصر الحكم في العاصمة الرياض.

بيت الحكم السعودي عبر تاريخ الدولة منذ تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود باتفاق الدرعية الشهير 1157هـ - 1744م، مر بمراحل وتغييرات وتحولات استطاع أن يتخطاها بقوة التفاف أبناء الأسرة الحاكمة حول بعضهم البعض، وهذا أحد أهم قوته وصلابته مما يؤدي إلى استمرارية الحكم، وبالتالي الالتفاف الشعبي حول هذه الأسرة الكريمة.

استقرار الحكم أحد أهم وأبرز قوة الدولة والمملكة العربية السعودية الحديثة منذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبد العزيز، حيث استطاعت أن تبين للعالم مدى قوتها وصلابتها من خلال استقرار المؤسسة الحاكمة الذي انعكس ايجاباً على الشعب السعودي، في ظل منطقة تعيش دولها أزمات حقيقية في عروشها.

ففي عام 1382هـ عين الملك فيصل آنذاك أخاه الأمير فهد بن عبد العزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، ليصبح الأمير فهد أول نائب ثان في تاريخ المملكة العربية السعودية الحديث، ومنذ ذلك الوقت ومنصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء متعارف عليه في الحكم السعودي، وتوالى الأمراء من بعده لدعم استقرار الحكم في ذلك الوقت بحنكته السياسية.

وأزعم أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وعضيده أمير المؤرخين - حفظهما الله - الأمير سلمان بن عبد العزيز ممن آتاهما الله الحكمة، حين طلبا أخاهم مقرن بن عبد العزيز لولاية ولاية العهد وبأغلبية من أعضاء هيئة البيعة كما جاء في نص الأمر الملكي:

(وبعد الاطلاع على محضر هيئة البيعة رقم 1/ هـ ب وتاريخ 26 - 5 - 1435هـ المبني على الوثيقة رقم 19155 وتاريخ 19 - 5 - 1435هـ التي نصت على رغبة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد بأن يبدي أعضاء هيئة البيعة رأيهم حيال اختيار صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود ولياً لولي العهد، وتأييد ذلك بأغلبية كبيرة من أعضاء هيئة البيعة تجاوزت الثلاثة أرباع).

هذا القرار يبرهن على مدى الوعي بعبر ودروس التاريخ حين اختزلها المصلح عبد الله بن عبد العزيز، وأن مسيرة الحكم التراكمية أثرت أحفاد آل سعود ليمسكوا بزمام الحكم برباطة جأش قابلة للتجدد بشكل عصري، مع الاحتفاظ بالقيم الدينية والاجتماعية لهذا الكيان العظيم الذي توحد على يد رجل تلك المرحلة، واليوم ما يحدث من أبنائه هو امتداد لذلك الرجل، فهم رجال هذه المرحلة لأن كل مرحلة لها رجالها ورموزها.

حفظ الله الوطن وأدام عليه نعمة الأمن والأمان.

turki.mouh@gmail.com

@turkialmouh

مقالات أخرى للكاتب