Wednesday 02/04/2014 Issue 15161 الاربعاء 02 جمادى الآخرة 1435 العدد
02-04-2014

حمى النصر: ليس هناك أسرار تحكى

يعلن هذا الأسبوع تتويج نادي النصر ببطولة الدوري وهي البطولة الثانية له هذا الموسم، بعد سنين عجاف ابتعد فيها عن البطولات. نبارك لنادي النصر إنجازاته الكروية لهذا العام، فقد أحدثت تلك الانتصارات ما يشبه الحمى حين تتفشى في الوسط الرياضي، حيث ظهرت أعراض حب وتشجيع النصر لدى فئات كانت صامتة على المستوى الرياضي.

نشوة الفوز أنطقت جماهير النصر التي كانت صامتة على مدى سنوات، وكان ذلك جميلاً في إعادة الإثارة والتشويق في الشارع الرياضي السعودي. هذا الكلام ليس عاطفيا وليس مجاملة للأصدقاء محبي النصر، بل تثبته الأرقام الجماهيرية والشعبية وتثبته التغطيات والسجالات الإعلامية وتثبته الأرقام داخل الملعب. «متصدر لا تكلمني» أصبحت ثيمة شعبية لم يحدث أن وجدت ثيمة رياضية شعبية مماثلة لها. ببساطتها انتشرت حتى أن رئيس النصر بات يخشى رسوخها كشعار لناديه فأخذ يكرر مطالبته التي لم تلتفت إليها الجماهير بالتخلي عنها والبحث عن ثيمة يذكر فيها البطل.

المؤكد أن الشعب السعودي محب لكرة القدم، لكن الإخفاقات المتوالية لكرتهم - أندية ومنتخبا - ومرور المجتمع - ببعض الظروف التي لا مجال لنقاشها هنا - قادهم للابتعاد قليلا عن حماسهم الكروي المحلي. لكن حينما عاد النصر وتهيأت الظروف أعدنا اكتشاف الشغف الكروي المحلي.

ليس هناك أسرار تحكى لنجاح فريق دون آخر. هناك عمل داخل المنظومة الكروية لأي فريق وهناك ظروف مواتية للفوز. فضمن منظومة النادي تحقق للنصر عمل جيد امتاز باستقرار إدارته وجهازه الفني وبتوافر الدعم الممتاز لتحقيق ما تطلبه الإدارة والمدرب.

وخارجه كانت الظروف مواتية للفوز بعدم قدرة المنافسين - وليس منافسا واحدا - على مجاراة النصر فنيا وإداريا ومادياً. النصر فاز بالصفقات المربحة، فاز بالزخم الإعلامي، فاز في الملعب، وفاز في الظفر بالبطولات.

ليس وارداً هنا التحليل الدقيق لفوز النصر وإنما هذا تشريح مبسط لتميزه، وقد استطاع التفوق في ميدان التنافس تفوقا كاسحا سيسجل كثيراً في التاريخ الرياضي.

ولكي تبقى حمى النصر لابد من إيجاد منظومة إدارية بفكر متطور جديد، وإلا سيتكرر ما حدث له سابقا وما حدث للمنافسين الذين ظهروا فخبوا بسرعة كبيرة.

الاعتماد على رجل واحد في الإدارة والدعم يقود إلى الترهل، ثم الدكتاتورية، وفقدان الهوية. كما أن الاعتماد على هبات الأشخاص الفردية المزاجية أفسد غالبية الأندية وقادها للصراعات.

فهل يستفيد رئيس النصر فيصل بن تركي وإدارته من قراءة التاريخ ويؤسس لمنظومة رياضية إدارية، مستفيدا من زخم النصر أم يكتفى بالأمجاد الشخصية لمدة عام أو أعوام قليلة، يعود بعدها نادي النصر للدخول في نفق الأزمات التي عاناها سابقاً وعانت وتعاني منها جميع الأندية السعودية.

أبارك للنصر لاعبين وجماهير وادارة.

كانت حمى جميلة تلك التي تفشت بفعل (النصر) في الشارع الرياضي السعودي، وأسهمت في إعادة بعض الإثارة للكرة المحلية.

ونرجو أن تنتقل حمى النصر للبقية لتزداد حدة التنافس وتنتعش الرياضة وتعم المتعة والإثارة في مفاصل كرة القدم السعودية.

malkhazim@hotmail.com

لمتابعة الكاتب على تويتر @alkhazimm

مقالات أخرى للكاتب