Thursday 03/04/2014 Issue 15162 الخميس 03 جمادى الآخرة 1435 العدد

وداعاً قلب أمي

رحم الله والدتي لقد كانت الأم الصابرة المحتسبة رغم ظروف الحياة ورغم المرض الذي عانت منه لأكثر من عشر سنوات.. لقد كانت تعاني من ضعف في عضلة القلب حتى أنهكها المرض وأصبحت جليسة لكرسي لمدة سنتين إلى أن أراد الله أن تدخل المستشفى يوم الجمعه28-4-1435 لإجراء عملية زراعة قلب وهي من أخطر العمليات ولكن لإيمانها بالله كانت تتيمم في العناية قبل العملية وتصلي وتطلب من الله أن يكتب الصالح لها وخرجت من العملية ودخلت غرفة العزل في العناية...

وبعد مرور عشرين يوماً أفقت من نومي وهو قبل وفاتها غفر الله لها بثلاثة أيام وأنا لا أستطيع أن أفسر هول الموقف الذي مر عليّ في منامي..

رأيت والدتي وهي على سرير المستشفى الذي كانت لا تستطيع الحراك منه، وكانت تتألم اشّد الألم فقمت بإمساك يدها بإحكام حتى بدأت حرارة جسمي بالارتفاع وكأن الألم انتقل إلى جسدي فحاولت أن أحرك يدي فلم أستطع وحاولت أن أتكلم.. فإذا بأعصاب جسمي تتصلب والدم في عروقي يتجمد فإذا بي ميت ويدي ممسكة بأغلى ما أملكه في هذا الكون ففزعت من نومي.

أمسكت بهاتفي مخاطباً الدكتور لأطمئن على أحوال والدتي فكانت إجابته (أمورها نفس أمس ما زالت لم تتحسن فقط تفتح عينيها).

ذهبت إلى المستشفى فدخلت على أمي ورأيت عينيها المنهكة من الألم وهي تحاول أن تتبع حركاتي المقصودة داخل غرفة العناية ولا تستطيع..

فخرجت من غرفتها وأنا لا أملك إلا أن أدعو لها بدعوات من قلبي لعل الله أن يعّجل بشفائها أو يلطف بها ويرحمها.

بعد يومين تلقيت اتصالاً من الدكتور ويقول: (والدتك تعبانة تعال).

كان يوم السبت 21-5-1435 الساعة 9:00 صباحاً وصلت إلى المستشفى وذهبت مباشرة إلى غرفتها وهي على الأجهزة، الدكتور يحدثني: والدتك حالتها المرضية تزداد صعوبة..

أيقنت أن الله سيأخذ أمانته، فاتصلت على والدي وإخواني.. طلبت منهم أن يدخل كل واحد منهم ويقرأ عليها ويدعو لها ما تيسر.

وبعدها دخلت وعيناي تتابع الأجهزة فقرأت عليها سورة ياسين وبعدها الرحمن وأنا ممسك بيدها فإذا بالنبض ينخفض من 90-70-50 والأجهزة ترسل إشارات التحذير وأنا كنت أتشهد وممسك بيد أمي وأرفع سبابتها مع كل تشهد حتى تصلبت يدها وسبابتها مرفوعة وتوقف قلبها وأنا أكثر من التضرع والدعاء أن الله يرحمها برحمته.

قام الفريق الطبي بمحاولة إنعاش القلب لكن أمر الله أن يستوفي أجلها خرجت لوالدي وإخواني وأنا أقول:

إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ .

توفيت والدتي الساعة 2,00 ظهراً وقمنا بالصلاة عليها بعد صلاة العشاء في جامع الملك خالد. رحم الله والدتي وغفر لها وأكرم نزلها ووسع مدخلها واجمعني بها في جنة عرضها السموات والأرض..

سعود الحمود - الرياض