Saturday 05/04/2014 Issue 15164 السبت 05 جمادى الآخرة 1435 العدد
05-04-2014

كيف حرك الربيعة قضايا المليارات؟

* أكثر من 400 مساهمة متعثرة قد تتجاوز قيمتها الـ 20 مليار ريال هي الإرث الذي ورثة الدكتور توفيق الربيعة حين تسلم مسؤوليات وزارة التجارة. وهو رقم كبير، يؤكد أن الوزارة في سابق عهدها كانت تكتفي بحفظ ملفاتها فقط، ولم تفكر في حلها. وأعتقد أن ما حققته الوزارة العامين الماضيين من تصفية نحو مائة من تلك المساهمات أفرح كثيراً من الناس بعد أن يئسوا من استعادة أموالهم. فما حققته الوزارة يُعدّ إنجازاً، أعاد الأمل للناس بأن تكتمل مسيرة معالجات كل الملفات العالقة في المساهمات العقارية.

* كانت قضايا المساهمات العقارية إحدى أبرز القضايا التي جمدت بشكل غريب في دهاليز الوزارة، وبعضها تجاوز خمسة عشر عاماً. وكنا نتصور أن ذلك التجميد بسبب صعوبة تلك القضايا الشائكة، ولاسيما أنها تتعلق بعدد كبير من الناس، لكن الآن عرفنا أنه ليس هناك قضية صعبة، بل هناك مسؤولون قادرون على تحقيق الهدف بعقليات قادرة على تجاوز كل العقبات من خلال القدرة القيادية والإدارية على التغيير والإنجاز، وهذا ما عمل به وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة؛ الأمر الذي أعاد الحقوق لأصحابها، ورفع عن الناس مظلمة طالت أموالهم.

* نخطئ عندما نختصر كل المعوقات في الأنظمة وقِدَمها، ونرمي عليها كل تهم البيروقراطية، مع أنها ليست بريئة، إلا أن السبب الرئيسي هو العقليات البيروقراطية التي تكلست على نمط إداري يعتمد على التأجيل والتعويق، ولا تحاول أن تغير وتطور. وللأسف، إن هذا النوع من العقليات لا يزال حتى اليوم في بعض المرافق الخدمية، ولأنها عاجزة عن مواكبة التطور التقني والفكر الإداري المتجدد أصبحت معيقة بالفعل لكل تطوير، ومنفرة للعقول والكفاءات الجديدة، التي نحن اليوم بأمسّ الحاجة إليها؛ لنستثمر الطفرة بما يحقق لنا تقدماً حقيقياً، ننطلق منه إلى أفق المستقبل الرحبة والمتجددة.

* في تجربة التغيير والتطوير التي انتهجتها وزارة التجارة والصناعة في جميع مفاصلها الإدارية والميدانية رسالة واضحة لكل الأجهزة الأخرى بأن التغيير والتطوير إلى الأفضل لا يحتاج إلا لعقل قيادي قادر على العمل، ثم العمل، ولا غير العمل المخلص الذي يلمسه الناس على أرض الواقع، وينتفع به العباد والبلاد.

@alonezihameed تويتر

مقالات أخرى للكاتب