Saturday 05/04/2014 Issue 15164 السبت 05 جمادى الآخرة 1435 العدد
05-04-2014

ميناء الجبيل.. التحول من الواردات إلى الصادرات

كتبت غير مرة عن دخول المنطقة الشرقية مرحلة مهمة من التطوير النوعي الهادف إلى تعزيز مشروعات التنمية المستدامة التي تسهم في دعم المنطقة.. وأشرت إلى تركيز الأمير سعود بن نايف، أمير المنطقة الشرقية، على التنمية بشكل عام، والتنمية الاقتصادية بشكل خاص، وإصراره على الوقوف أمام المنجزات التنموية، ودعمها وتحفيز القطاعات المنتجة والمساهمة في عمليات التطوير، وتذليل العقبات. أعتقد أن تقدير العمل ومكافأة المتميزين، ومشاركتهم فرحة النجاح بمشروعاتهم الحيوية يقود دائماً إلى مزيد من التحفيز في القطاعات المنتجة، ويسهم في إشاعة روح التنافس.

الاستثمار في مشروعات البنى التحتية ذات البعد الاقتصادي يمكن أن يحقق عوائد استثمارية مجزية، وانعكاسات مباشرة على جميع القطاعات، ويسهم في توطين الاستثمارات، وخلق الفرص الوظيفية والاستثمارية، ولعله بات أكثر وضوحاً في المشروعات الحيوية المنتجة، والمحفزة لقطاعات الإنتاج.

أجزم بأن الاستثمار في تطوير الموانئ السعودية، ورفع كفاءتها، قادر على تنشيط الحركة التجارية ورفع الدخل الحكومي، ودعم الاقتصاد، وتوفير الخدمات المساندة للقطاعين الصناعي والتجاري اللذين لا يمكن التوسع فيهما بمعزل عن تطوير الموانئ ورفع قدراتها التنافسية، وهو ما عملت على تحقيقه الحكومة من خلال مشروعات طموحة ستسهم، بإذن الله، في رفع كفاءة الموانئ السعودية، وحجم استيعابها، وقدرتها على التعامل مع أنواع السفن العالمية.

استثمار ما يقرب من 1.6 مليار ريال في مشروعات ميناء الجبيل التجاري يعكس الاهتمام الحكومي في تطوير الموانئ السعودية ورفع كفاءتها، ويرسم بوضوح ملامح المستقبل التشغيلي لها، والذي يُنبئ بحركة تجارية صناعية غير مسبوقة قادرة - بإذن الله -، على إضافة قيمة نوعية للاقتصاد، وتوفير الدعم الأمثل للقطاعين الصناعي والتجاري في محافظة الجبيل والمنطقة بشكل عام.

يشهد ميناء الجبيل التجاري نقلة نوعية متميزة انعكست إيجاباً على الأداء وحجم العمل الذي نما بنسبة 34% في جانبي المناولة وعدد الحاويات، ومن المتوقع أن يشهد الميناء حركة غير مسبوقة خلال الأعوام القادمة.

الدكتور جبارة الصريصري، وزير النقل رئيس مجلس إدارة الموسسة العامة للموانئ، أشار إلى أن الموانئ السعودية باتت «مراكز اقتصادية منتجه بما تحتوية من مصانع ومعامل وصوامع ومستودعات للتخزين وغيرها من النشاطات التي تدعم الاقتصاد وتلبي احتياجات التنمية»، وهو أمر لا جدال فيه، وإن كنا نطمح إلى أن تلعب الموانئ دوراً أكبر في المنطقة، وبما يسهم في زيادة دخلها ومساهمتها في الناتج الإجمالي، فالميزة التنافسية للموانئ السعودية تعطيها الأحقية في التربع على مراكز متقدمة في ترتيب الموانئ الأكثر تشغيلاً وربحية في المنطقة.

الدكتور جبارة الصريصري وصف ميناء الجبيل بـ «الميناء التاريخي» وهو كذلك، حيث كان البوابة الرئيسة للواردات التموينية القادمة من الهند وإيران ودول الخليج، خلال القرن الماضي، والتي كانت تمد نجد والقصيم والأحساء والمنطقة الشرقية باحتياجاتها التموينية، إلى جانب ميناء العقير التاريخي.. كما أنه حظي باستقبال المستكشفين الأوائل الباحثين عن النفط، الذين سكنوا (قصر برزان)، ومنه انطلقت رحلاتهم الاستكشافية الأولى التي أثمرت بفضل الله عن اكتشاف النفط في السعودية.. وبعد أن كان (مرفأ الجبيل)، بوابة الواردات السعودية، أصبح اليوم، بفضل الله، ثم السياسات الحكومية التنموية، من أهم الموانئ السعودية في تصدير المنتجات البتروكيماوية، والصناعية المتنوعة، وهو أمر يبعث على الفخر والاعتزاز.

مشروعات تطوير الميناء كشفت عن شراكة حقيقية بين المؤسسة العامة للموانئ، والهيئة الملكية بالجبيل، لتعزيز التنمية وتوفير احتياجات القطاع الصناعي وبما يخدم المنطقة والاقتصاد الوطني، إضافة إلى الشراكة مع القطاع الخاص وفي مقدمه شركة «سابك».

نحن في أمسّ الحاجة إلى التكامل بين المؤسسات والوزارات وبما يحقق هدف التنمية، فالمستفيد الأول هو المواطن، محور التنمية وهدفها.. العمل المشترك يحقق الأهداف ويزيد من فاعلية الأداء وجودته، بعكس العمل الانعزالي الذي يتسبب دائماً بالهدر المالي، وتأخر التنمية، وتفكك مخرجاتها، وعدم مواءمتها الاحتياج.

ما لاحظته مؤخراً في غالبية المناشط الاقتصادية، وافتتاح المشروعات الحكومية الإستراتيجية ذات البعد الاستثماري، تواجد المهندس عبد الطيف العثمان، محافظ الهيئة العامة للاستثمار، وهو حضور قد يعده البعض تشريفياً، وأحسبه عملاً احترافياً، داعماً للاستثمارات النوعية في المملكة، ومحققاً لهدف التطوير الذي يتزعمه بكفاءة في قطاع الاستثمارات، ومكملاً لدوره المحوري في إعادة تشكيل إستراتيجية الاستثمار في المملكة التي تحتاج منه الإلمام التام بواقع الحال الاقتصادي، ومخرجات التنمية واحتياجاتها، والجوانب الاستثمارية بشكل عام.. شكراً للجميع، فالجبيل سعدت وأشرقت بتواجدكم، ونَعِمت بمشروعات الخير والنماء.

f.albuainain@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب