Monday 07/04/2014 Issue 15166 الأثنين 07 جمادى الآخرة 1435 العدد
07-04-2014

مارتن لوثر كنج .. الحلم الذي تحقق؟!!

تمر هذه الأيام ذكرى اغتيال داعية الحقوق المدنية الأمريكي، مارتن لوثر كنج، في بلكونة فندق لورين العتيد، في مدينة ممفس، بولاية تينيسي، في عمق الجنوب الأمريكي، وذلك في أبريل من عام 1968، وهو الاغتيال الذي ما زالت الشكوك تحوم حوله، رغم مضي قرابة خمسة عقود على تنفيذه، تماماً كما اغتيال الرئيس الشهير جون كينيدي، قبل ذلك بخمسة أعوام، في مدينة دالاس، بولاية تكساس الجنوبية، أيضاً، وكنج هو من الزعامات التي يجود بها الزمان في الوقت والمكان المناسبين، فقد كان مثقفاً، يحمل شهادة الدكتوراه، كما كان متحدثاً فصيحاً يأسر الألباب عندما يخطب، وربما أن خطبته الأشهر: «لدي حلم»، تعتبر واحدة من أعظم الخطب في التاريخ الإنساني كله.

كان نشاط الدكتور كنج مقلقاً للعنصريين البيض في الولايات المتحدة، والذين قبلوا على مضض تحرير السود من الرق، على يد الرئيس التاريخي، ابراهام لينكولن، قبل ولادة كنج بزمن طويل، أي في عام 1865، ولكن ذلك التحرير لم يكن مكتمل الأركان، إذ تم إلغاء بيع، وشراء الرقيق من السود، ولكن تم تطبيق سياسة الفصل العنصري ضدهم، أي أنهم كانوا ممنوعين من الاختلاط مع العرق الأبيض، وكانت لهم كنائسهم، ومدارسهم، وحدائقهم الخاصة بهم، وعندما قرّرت المرأة السمراء، روزا بارك الثورة على سياسة الفصل العنصري هذه، وذلك بعد رفضها القيام عن مقعدها في الحافلة لرجل أبيض، تسلَّم الزمام منها الدكتور مارتن لوثر كنج، فثارت جموع السود في الجنوب الأمريكي، ولم يتوقفوا حتى تم إقرار «قانون الحقوق المدنية» في عام 1968، وهو القانون الذي ساوى بين المواطنين الأمريكيين، بغض النظر عن اللون، أو الجنس، أو الدين، وذلك على يد الرئيس ليندون جانسون، في عام 1968، وهو العام الذي اغتيل فيه كينج!!

كان رئيس المخابرات الداخلية الأمريكي (اف بي آي)، القوي جداً، ادجار هوفر يكره كنج كرهاً عميقاً، ولم يكن يخفي ذلك، مع أن كنج كان داعية سلام، على خطى غاندي، وليس مثل رفيقه الشهير في النضال، مالكوم اكس، والذي كان لا يخفي عداءه للبيض، وهو الذي تم اغتياله، أيضاً، في ظروف غامضة!! ومع ذلك فلا تزال الشكوك تدور حول هوفر، وعصبته من العنصريين البيض في اغتيال كنج!! ومع أن وثائق القضية لا تزال، حتى اليوم، مغلقة، إلا أنني على يقين بأن حقيقة اغتيال كنج، وكذلك مالكوم اكس، والرئيس الشهير كينيدي ستظهر بعد حين، فلننتظر ما تخبئ الأيام!!

ahmad.alfarraj@hotmail.com

تويتر @alfarraj2

مقالات أخرى للكاتب