Monday 07/04/2014 Issue 15166 الأثنين 07 جمادى الآخرة 1435 العدد
07-04-2014

لصوص الأسواق !

هم مجموعة تتحرك بشكل فردي غالباً، أو ثنائي إذا لزم الأمر، تراهم يسيرون بخطوات سريعة (ملاصقين) لأحد جانبي الممر، ينظرون للأسفل أكثر الأوقات، ويهزون رؤؤسهم وهم يسيرون بسبب استماعهم (للقرآن أو الموسيقى) من خلال هواتفهم المحمولة (غير مبالين بمن حولهم)، أكثر ما يميزهم هي (الأحذية الرياضية) التي يلبسونها، وقارورة الماء التي يحملونها؟!.

يعتبرون مرجعاً مهماً لمن حولهم للدلالة على أحدث الموديلات أو التخفيضات؟! دائماً يفضلون الأسواق ذات الممرات الطويلة، يشكلون في بعض التقديرات نحو 15% من مجمل المتواجدين في الأسواق، رغم أنهم لا يتسوقون ولا يبيعون، ولا حتى يسألون عن الأسعار، لا يفضلون الأيام التي تعقب (استلام الرواتب) بسبب كثرة المتسوقين والزحام فيها!.

إنهم هواة المشي في الأسواق و المولات، لربما كان هؤلاء أذكياء باختيارهم المشي في مكان مكيف (يا لله من فضلك)، وتحت حراسة أمنية وكاميرات مراقبة، ووسط الناس مما يساعدهم على قطع مسافات طويلة دون تعب أو ملل،خصوصاً أن المشي في الأسواق هو (الحل) لدى عدد ممن يريدون ممارسة هذه الرياضة بعيداً عن (أعين المارة) ومراقبتهم، وأحياناً صرخات وتعليقات الفضوليين من بعض المراهقين الذي يسيرون بسياراتهم حول (مضمار المشي)، كما أن أحدث الدراسات تؤكد أن المشي في الأسواق، والاندماج مع الناس، له فوائد صحية ونفسية كبيرة لتخفيف الضغوط!.

أنا هنا لا أنتقد هؤلاء، وأشجع على ممارسة المشي بكل تأكيد، ولكن لا أعرف هل ما يقومون به أمر مقبول؟ وهل هو جائز لأنهم سببوا مزيداً من الزحام في السوق دون قصد الشراء؟ وماذا عن استفادتهم من التكييف والإضاءة والحراسة ودورات المياه والخدمات المخصصة للمتسوقين؟ وهل يلزمهم الاستئذان من إدارة السوق؟!.

لا أحبذ (تعقيد الشوش)، ولا أريد تصعيب الأمور، أو تحجير واسع، ولكن أجد نفسي أبحث عن (إجابات) مع كثرة هؤلاء؟!

الأمر وصل (ما يشبه الظاهرة)، حتى أنني رأيت أحد أصحاب (الكروش) ممن يظهر عليهم الثراء وهو يقلب (سبحته بيده) ويقول بتكلف (ما كنه براد شوي)؟! ليظهر خلفه فجأة شخص يقوم بدور (الخوي)، مؤكداً ما يقول: وأنت (صادز يا طويل العمر) مكيفاتهم باردة!.

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب