Wednesday 09/04/2014 Issue 15168 الاربعاء 09 جمادى الآخرة 1435 العدد
09-04-2014

السلاح الكيماوي يُستعمل من جديد

معتمداً على الدعم غير المحدود من طهران وموسكو وبغداد، ومن حليفه في حزب الشيطان حسن نصر الله، توعَّد بشار الأسد بأنه سيسحق ثوار سوريا خلال هذا العام. ولتحقيق هذا الوعد لم يتوانَ بشار الأسد عن اللجوء إلى أبشع الوسائل والطرق لكسر إرادة الشعب السوري، التي تأكد له ولحلفائه من أنظمة شر الإرهاب ومليشياته عدم كسرها إلا بقتل أكبر عدد من السوريين. وهكذا لجأ إلى أساليب لم يسبق لأنظمة القهر والاستبداد اللجوء إليها، ومنها رمي البراميل المتفجرة التي تُحمل بالطائرات المروحية بعد أن تُحشَى بالمتفجرات، وتُلقى على الأحياء السكنية. وبما أن قائد الطائرة المروحية لا يملك جهاز توجيه؛ كون البرميل المتفجر أسطوانة محشوة بالمتفجرات، فإن الشحنة عادة ما تقع على منزل أو مسجد أو مدرسة، وهي أهداف تكون قد اختيرت قبل ذلك ممن يوجهون طائرات القتل تلك. وبهذا تكون الحصيلة عشرات القتلى، وتدمير المنزل أو المستشفى أو الجامع أو المدرسة.

هذا السلاح البدائي يُعد من أسلحة الدمار حتى وإن كان ضحاياه محدودين قياساً بضحايا أسلحة الدمار الشامل؛ ولهذا فقد طالبت منظمات إنسانية وحقوقية بإصدار قرار دولي بمنع استعمال هذا السلاح، خاصة ضد المدنيين وتجمعاتهم السكانية.

وقد عمد نظام بشار الأسد إلى استعمال هذا الأسلوب للتدمير واستهداف الأحياء والمناطق التي تخرج على طوع النظام، فيبدأ بإلقاء البراميل المتفجرة أياماً عدة، ثم يعقب ذلك بهجوم على المدينة المقاومة أو الحي الثائر. وقد تكرر هذا الأسلوب على أحياء حلب والريف الدمشقي وحمص.. إلا أن الثوار السوريين رغم فداحة الخسائر وارتفاع عدد الضحايا من جراء استعمال هذا السلاح الهمجي صامدون مفضلون تقديم الضحايا على عدم التسليم وترك مدنهم. وهنا صعّد نظام بشار الأسد من أسلوب استهداف الشعب السوري بالقتل، فعاد إلى استعمال الأسلحة الكيماوية رغم تهديد القوى الدولية بمعاقبته إن عاد لاستعمال هذه الأسلحة المحرمة دولياً. وبما أن بشار الأسد قد أفلت من عقوبة استعماله السلاح ذاته في الغوطة الشرقية، وتبخر تهديد الرئيس الأمريكي، وتحوَّل (خطه الأحمر) إلى خط برتقالي، وحتى أخضر، بعد تعهدات لم تُنفَّذ بتدمير الأسلحة الكيماوية، ولأن الأسد وحلفاءه يعتقدون أن أمريكا والغرب منشغلون في الأزمة الأوكرانية، فقد عادوا مرة أخرى لاستعمال السلاح الكيماوي ضد الشعب السوري؛ إذ رصدت مراكز الرصد في الدول المجاورة، ومنها الكيان الإسرائيلي، قيام قوات بشار الأسد باستخدام أسلحة كيماوية في هجومين قرب دمشق نهاية الشهر الماضي. ويأتي هذا القول ليعزز أقوال نشرتها المعارضة السورية، أكدت فيها استهداف مدينة جوبر ومناطق أخرى من الريف الدمشقي.

تأخُّر نظام بشار الأسد في تسليم مخزون الأسلحة الكيماوية لتدميره، وتأكُّد استعمالها ضد الشعب السوري، يُفترض أن يُحرِّكا المجتمع الدولي، خاصة القوى التي وضعت خطوطاً حمراء، تجاوزها بشار الأسد كثيراً دون أن يعاقَب على جرائمه المتعددة.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب