Friday 11/04/2014 Issue 15170 الجمعة 11 جمادى الآخرة 1435 العدد
11-04-2014

فلسفة السفر والمتعة المفقودة !!

يبدو أن هناك فلسفة جديدة للسفر لم تصل حتى الآن إلى المسؤولين عن إدارة المطارات، وأنا أجزم أنهم لو عرفوا بها لقاموا على تنفيذها على الفور فهم سباقون كما يحكي لنا واقع مطاراتنا على راحة المسافر! تلك الفلسفة تقوم على فكرة أن يكون المطار جزءاً مهما من الرحلة السياحية

فهي تبدأ من المطار وتنتهي به، فالمسافر بحسب هذه الفلسفة التي لم تصلنا حتى الآن يستمتع بوجوده بالمطار منذ أن يدخل إليه مستمتعا بجمال المبنى ومن خلال وضوح وسهولة الإجراءات وطريقة معاملة الموظفين في الحجز والاستقبال والجوازات وسهولة الحركة.

مطار ( شانقي) في سنغافورة حصل مرتين متتاليتين على أفضل المطارات من بين (395) مطارا في العالم، طبقا للاستبيان الذي شارك فيه مايقارب من 13 مليون شخص من 110 جنسية مختلفة، مدير الشركة (ادوارد بليستد) الرئيس التنفيذي لشركة «سكايتراكس،» والتي أعدت الاستبيان قال إن مطار شانقي يقدم تجربة سفر قائمة بحد ذاتها ليكون المطار تجربة ممتعة في سياق الرحلة في عالم سريع الحركة، وهذا المطار استخدمه في عام 2012م، أكثر من (52 ) مليون مسافر وهو يشتمل على الكثير من الوسائل المريحة من ضمنها دار عرض للأفلام السينمائية وحمام سباحة ومساحات خضراء، طبعا لايوجد أي مطار دخل المنافسة من الشرق الأوسط، لهذا فمن العبث طرح سؤال من قبيل هل تستمتع بمكوثك في أحد مطاراتنا؟ هل شعرت بالراحة وأنت تتجول في المطار؟ هل تتذكر كيف كانت مشاعرك منذ أن تدلف إلى المطار ويقابلك العمال المستغلون أحيانا وخوفك الأزلي من تأخير الرحلة! ثم كيف كانت مشاعرك وأنت تنزل من الطائرة منهيا رحلتك السياحية فتنهي إجراءات سفرك ثم تخرج إلى المجهول! فالبحث عن تاكسي هي معاناة بحد ذاتها وكان الحصول على تاكسي بأيسر الطرق لايعتبر من حقوقك الأساسية كمسافر عاد إلى وطنه، رغم أن ذلك التاكسي هو وسيلة النقل الوحيدة فلا حافلات ولا قطارات فلا يلاحظ أي خطوات جادة لتطوير خدمات التاكسي الذي مايزال لايعمل بالعداد بل بـ(القطعة) و بحسب ضمير السائق! تبحث عن تاكسي نظيف فتكون كمن يبحث عن أحد المستحيلات الثلاثة ! أتذكر أنني ركبت قبل خمسة أشهر بعد خروجي من مطار الملك عبد العزيز في جدة مع صاحب تاكسي وعندما فتح لي (شنطة) السيارة لم أجد إلا مكان صغير لحقيبتي حيث حشرتها بين حطب ومستلزمات (كشتات)!! وغالبا ماتجد نفسك وجها لوجه مع أشخاص تكسو سياراتهم آثار مطر العام الماضي يلوحون بسباحهم الملونة وهم يقولون لك تاكسي ياولد!! وهذا ما يجعل نهاية رحلتك لا تشبه أبدا رحلة شخص يستمتع هناك في مطار شانقي!

alhoshanei@hotmail.com

@alhoshanei تويتر

مقالات أخرى للكاتب