Saturday 12/04/2014 Issue 15171 السبت 12 جمادى الآخرة 1435 العدد

أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف يرعى حفل التخرج الرابع والأربعين بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن

الظهران - سلمان الشثري:

رعى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، مساء أمس الأول الخميس حفل التخرج الرابع والأربعين بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، الذي أقيم في الاستاد الرياضي بالمدينة الجامعية في الظهران، وضم خريجي الجامعة في الفصل الدراسي الأول والمرشحين للتخرج في الفصل الدراسي الثاني والفصل الصيفي والبالغ عددهم (1849) طالباً، منهم (1523) طالباً بدرجة البكالوريوس و(296) طالباً بدرجة الماجستير و(30) طالباً بدرجة الدكتوراه.

وقال الأمير سعود بن نايف في كلمته في حفل التخرج: يسعدني مشاركتكم في هذه الأمسية المباركة بتخريج نخبة جديدة من طلاب هذه الجامعه المتميزين، الذين حققوا حلم التخرج في هذه المؤسسة التعليمية الرائدة، واستعدوا للانتقال إلى مواقع العطاء، وتوظيف ما تلقوه من علم نافع وما اكتسبوه من معارف مفيدة للمشاركة في بناء مجتمع المعرفة، وتعزيز قدرته على الابتكار والبحث والتطوير، وتحقيق كل ما يسعى إليه من رفعة وتقدم ونهضة تنموية وحضارية شاملة.

وقال: لقد تخرجتم في جامعة قدمت للوطن الغالي خريجين متميزين شغلوا مواقع قيادية في مختلف مواقع العمل على امتداد وطننا الحبيب، وأكدوا - بأدائهم الراقي وعطاءاتهم المتميزة - ارتفاع مستوى برامج الجامعة، وقدموا عطاءات علمية ومعرفية كان لها أثرها البالغ في النهوض بالمجتمع، وكان كل ذلك محصلة طبيعية للدعم المادي والمعنوي الكبير الذي تقدمه للتعليم العالي حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي ولي العهد النائب الثاني الأمير مقرن بن عبدالعزيز - حفظهم الله. لقد كان لوعي الجامعة بأهمية الربط بين تخصصاتها واحتياجات سوق العمل، وتطويرها وعلاقاتها المتميزة مع قطاعات الإنتاج والخدمات، وارتباطها بمسارات تعاون قوي مع جامعات ومراكز علمية عالمية، وحرصها على تقويم برامجها من هيئات اعتماد عالمية، واستقطابها أعضاء هيئة تدريس متميزين، وكذلك اهتمامها بالبحث العلمي والتقني، وإنجازها برامج طموحة لزيادة البحث والابتكار، وتشجيعها أعضاء هيئة التدريس والطلاب على القيام بالبحوث والدراسات.

وأضاف: تتخرجون بعد شهور قليلة من اختتام الجامعة احتفالاتها بمرور خمسين عاماً على تأسيسها، ويمثل ذلك مصدر اعتزاز لكم ويدعوكم - في الوقت نفسه - لبذل المزيد من الجهد، لتضيفوا لسجل هذا الصرح العلمي صفحات جديدة من الالتزام بالتميز والإنجازات الكبيرة.

كما أنكم تتخرجون، وبلدنا الكريم يشهد نهضة تعليمية كبيرة، كما يشهد في كل المجالات إنجازات تسابق الزمن، وتعم أرجاء الوطن، وتسير به نحو آفاق جديدة من التقدم الحضاري، وتوفر هذه النهضة، وما تتطلبه من مشاريع تنموية كبرى، فرصاً كبيرة لإثبات تميزكم، وتلقي عليكم، في الوقت ذاته، مسؤولية كبيرة.

مرة أخرى، أكرر تهنئتي لكم، وأتمنى أن تواصلوا في ميادين العطاء ما حققتموه في مرحلة الدراسة من نجاح، وأن تحرصوا على الاستزادة من العلوم والمعارف، وتعززوا قدرتكم على الابتكار والإبداع، وتحققوا ما تسعون إليه من آمال وطموحات تتناسب مع قدراتكم وتأهيلكم المتميز. كما أهنئ آباءكم وأمهاتكم وأساتذتكم الذين شاركوا في صنع تفوقكم وتميزكم، في الختام أشكر معالي مدير الجامعة د. خالد بن صالح السلطان ومنسوبي الجامعة على جهودهم في الارتقاء بأداء الجامعة الأكاديمي والبحثي والمجتمعي وأتمنى للجميع التوفيق داعياً الله عز وجل أن يوفقنا لما فيه الخير للوطن الغالي والشعب السعودي الأدبي المخلص.

ومن ناحية أخرى، أعرب معالي مدير الجامعة د. خالد بن صالح السلطان عن اعتزازه - وكل منسوبي الجامعة - بهذه الرعاية الكريمة. وقال معاليه في كلمته في حفل التخرج أنه يزيدنا سعادةً تشريفُكم - يا صاحب السمو- هذه المناسبة السنوية الغالية، إعلاء لقيمة العلم وطلابه، وتعبيراً عن اهتمام الدولة بمؤسساته، وشاهداً على تقدير سموكم الكريم لدور الجامعة ورسالتها.

وأضاف إن جامعة الملك فهد للبترول والمعادن جامعةٌ تفردت في مواصفاتها وأدائها وعطائها. فاستشعرت أهميةَ دورِها في مسيرة التنمية الوطنية، كجزءٍ من النهضة التعليمية الشاملة التي حققتها منظومةُ التعليم العالي في المملكة، وحملت على عاتقها عهداً شعاره الريادة والتميز وأن تكون دائماً في المقدمة محققين ما تتطلبه رسالتنا ومهمتنا، وما تتطلع إليه وما تتوقعه منا حكومتنا الرشيدة.

لقد حققت هذه الجامعة نجاحات متميزة عبر مسيرتها واطردت هذه النجاحات في السنوات الأخيرة من خلال منهجية إستراتيجية ورؤية مستقبلية، ومبادرات رصينة كالمجلس الاستشاري الدولي الذي يضمُ شخصيات محلية ودولية بارزة في القطاعين الأكاديمي والصناعي، وتطوير شراكات مثمرة مع جامعات عالمية مثل MIT، وستانفورد، وكالتيك، وجورجيا تك، وكامبريدج، وغيرها، وعلاقات صناعية فريدة مع شركات كبرى مثل أرامكوالسعودية وسابك والكهرباء والاتصالات، كما أنشأت الجامعة وادي الظهران للتقنية والذي يضم اليوم ما يقرب من 20 مركزاً للأبحاث والتطوير لشركات عالمية في البترول والغاز والبتروكيماويات والذي يعد اليوم التجمع الأكبر من نوعه في العالم. كما أسست شركة وادي الظهران للتقنية لتكون الذراع الاستثماري في مجالات التقنية للجامعة.

وقال تَمكنَّا -ولله الحمد- من الإسهام الفاعل في البحوث الأساسية والتطبيقية استجابة لمتطلبات التنمية المستدامة ومواكبة الاحتياجات الوطنية، ووضعنا منظومة متفردة لتطوير الابتكار وريادة الأعمال، واستمرت الجهود في بناء أوقاف الجامعة لتصل إلى المليار ريال هذا العام -إن شاء الله.

وكأحد مؤشرات نجاح هذه المنظومة، ارتقاء الجامعة إلى المركز التاسع عشر على مستوى جامعات العالم في عدد براءات الاختراع المسجلة في مكتب البراءات بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث سجلت الجامعة أكثر من 220 (مائتين وعشرين) براءة اختراع، وهو ما يمثل أكثر (خمسة وسبعين) 75% من البراءات في الجامعات السعودية مجتمعة، و(خمس وستين) 65% من براءات الاختراع فيجامعات الدول العربية قاطبة، كما بلغت نسبة مشاركة طلابنا في هذه البراءات (ثمانية عشر) 18%.

وأكد أن الجامعة عززت توجه المملكة للتحول إلى مجتمعٍ معرفي، فأصبحت الهدفَ الأول لأفضلِ الطلاب في المملكة، واهتمت الجامعة بطلابها، وذلك عبر بناء شخصية متزنة، محبة لدينها، مخلصة لوطنها، تتحلى بالاعتدال، وتحرص على بناء المجتمع الإنساني. وتعاملت معهم على أنهم محورُ العملية التعليمية، وغرست فيهم ثقافة «الالتزام بالتميز والإبداع والتفوق»، وذلك عبر تطبيق نموذج الجامعة الفريد في «الخبرة الجامعية» الذي لا يعتمد فقط على «التحصيل المعرفي»، بل يتعداه إلى «المهارات» و»القيم» و»السلوك»، ويتيح لهم التنافسَ المتكافئ، والتعايش الإيجابي مع المجتمع الإنساني.

وأضاف فنحن، بفضل الله، فخورون بهذا المنهج الذي نستزرعه في طلابنا وخريجينا مما يجعل تمييزهم عن غيرهم واضحاً وجلياً في طريقة تفكيرهم وعطائهم وتعاملهم مع التحديات. وقد وصلت مخرجات الجامعة اليوم إلى أكثر من ثلاثين ألف خريج من ذوي الكفاءة والتأهيل الرصين، يشغلون مواقع قيادية مهمة في شتى القطاعات الحكومية والأهلية والشركات العالمية أوروّاد أعمال يُوفّرون الوظائف لغيرهم بدلاً من أن يبحثوا عنها لأنفسهم. وأهم من ذلك كله، أننا سنستمر في خدمة هذا الوطن ونمائه بتميز وعطاء.

وفي الوقت الذي نهنئكم - أعزائي الخريجين - فيه بهذا الإنجاز، فإننا نذكركم بتقوى الله في السر والعلن والإخلاص في القول والعمل، وحسن الخلق، وأن تكونوا بالعزيمة نفسها والإرادة التي تبنتها جامعتكم، وأن توظفوا ما تلقيتموه في جامعتكم للارتقاء بأداء القطاعات التي ستعملون بها ولتحقيق الأهداف التنموية لوطننا الغالي.

أما أنتم أيها الآباء والأمهات فلكم منا أطيبُ التهاني وأنتم تجنون اليوم نتائج تضحيتكم وانتظارِكم لتعيشوا هذه اللحظة الغالية، فلتقر أعينُكم ولتهنئوا ومن تحبونَ بنجاح أبنائكم وتفوقهم.

وأما أنتم أيها الأساتذة الأفاضل فقد قدمتم بكل إخلاصٍ وهمَّة خُلاصة علمكم وخبّرتكم، فلكم منا جميعاً التهنئةُ على نتاجكم الكبير الذي تحصدونه اليوم، ولكم الشكرُ على جهودكم المخلصة.

وأضاف أن في كل يوم تتواصل العطاءات التنموية في بلدنا الكريم، فلقد تلقينا بالأمس القريب الأمر السامي الكريم بإنشاء ثلاث جامعات جديدة في كل من جدة وبيشة وكذلك في حفر الباطِن التي كان للجامعة شرف البدء بها ككليات جامعية خلال السنوات الماضية.

وبهذه المناسبة، أود أن أؤكد أن ما يحققه التعليم العالي في المملكة بصورة عامة وما حققته الجامعة بصورة خاصة من إنجازات تم بفضل الله، ثم بفضل الدعم المادي والمعنوي الكبير الذي تلقاه الجامعة من حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز - حفظهم الله، كما أود أن أذكر بالعرفان والامتنان الرعاية التي يحيط بها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، مناشط الجامعة ومناسباتها، وكذلك المتابعة الدائمة والتوجيهات السديدة للجامعة من معالي وزير التعليم العالي د. خالد العنقري.

وفي الختام، أكررُ شكري لسموكم الكريم على تشريفكم حفلنا هذا، وحرصكم على تكريم أبنائكم الطلاب، مقدمين التهنئة لهم ولأولياء أمورهم، ولضيوفنا الأفاضل ولكل من شاركنا فرحتنا هذه، سائلاً الله المولَى الكريم أن يحفظ لبلدنا الكر يم عزّه وأمنَه وأمانَه في ظل القيادة الحكيمة لحكومتنا الرشيدة، إنه على كل شيء قدير.