Saturday 12/04/2014 Issue 15171 السبت 12 جمادى الآخرة 1435 العدد
12-04-2014

بطالة النشبة في الحلق

لأن قضية التوظيف هي الهاجس الأكبر للجميع، فسوف لن أتردد في الكتابة عنها ولو حتى يومياً. فوجود خريج أو خريجة خارج معادلة التنمية، عبر بقائهم عاطلين عن العمل في بلد تتكرر فيه فوائض الميزانية، يضع أكثر من علامة استفهام على خريطة المنجزات الإدارية لمسؤولي قطاعاتنا الحكومية.

اليوم، وفي أكبر مؤسساتنا الطبية وغير الطبية، تُحال أوراق توظيف خريجاتنا وخريجينا، إلى رؤساء أقسام أجانب، ويكون القرار طبعاً:

- مؤهلات المرشحة أو المرشح لا تتناسب مع الوظيفة.

ماذا تتوقع الجهة التي أحالت الأوراق إلى هذا الأجنبي أو هذه الأجنبية؟! هل تتوقع أن تفتح أو يفتح أبواب القسم للخريجة المواطنة أو الخريج للمواطن لكي يأخذا مكانهما الطبيعي في وطنهما، ثم يقولان لها أو له: مع السلامة؟؟ مستحيل طبعاً!! فلماذا إذاً نحيل الأوراق إلى من سيقف حجر عثرة في سبيل توظيف خريجاتنا وخريجينا؟! لماذا تكون قضية توظيف بنات وأبناء الوطن مجرد روتين إداري لمسؤولي القطاعات الحكومية والأهلية؟! لماذا ليست هناك حرقة على مستقبلهم ومستقبل وطنهم؟!

اليوم، هناك آلاف الشركات التي تعمل مع وزارة الصحة ووزارة النقل ووزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة التربية والتعليم ووزارة الداخلية ووزارة الشؤون الإسلامية، ومعظم هذه الشركات تعج بالأجانب، دون أن يسائلها أحد، إلى أين هي ذاهبة، وإلى أين سيصل بها وبنا هذا الطريق؟! ثمة صمت جماعي مشترك في قطاعاتنا الحكومية والأهلية حيال البطالة في أوساط شبابنا وشاباتنا، وكأن الجميع يعلن بالسر أنه لا يرغب في توظيفهم لأنهم «نشبة في الحلق»، ولا يفعلون ما يؤمرون! طيب، أعلنوا هذا السر، وأريحوا قلوبنا. دعونا نعرف أن ملف التوظيف مغلق بأمركم، وليس بسبب الأنظمة وعدم توفر وظائف.

مقالات أخرى للكاتب