Monday 14/04/2014 Issue 15173 الأثنين 14 جمادى الآخرة 1435 العدد
14-04-2014

شادن .. الذهبية

كأول إنجاز تفاخر فيه وزارة التربية والتعليم بقيادة سمو الوزير الأمير خالد الفيصل، وللمرة الثالثة على التوالي تحقق المملكة العربية السعودية المراكز الأولى في أولمبياد الخليج للرياضيات، فقد هنأ سمو الوزير القيادة والأمة على هذا الإنجاز العلمي المدهش لإضمامة من الأبناء الطلاب الذين أخذوا على عاتقهم مهام التحدي والمنافسة والتميز الذي نفاخر به جميعاً ونمد أعناقنا.. مسؤولين ومواطنين وأسراً وأفراداً.

فالمراكز الأولى التي تبوأها أبناؤنا في هذه المسابقة تعد حالة نوعية يجدر بالجميع التفاعل معها والأخذ بأيديهم نحو مجالات أوسع.. تماماً كما نفعل مع الناجحين والموهوبين في كل مجال.. فهب أن هناك من الشباب من حاز جائزة ذهبية أو ميدالية استحقاق في الرياضة أو العمل الخيري أو التطوعي فإن إنجاز هؤلاء الذين رفعوا رؤوس أهلهم ومجتمعهم يتطلب منا استقبالهم كأبطال منتصرين في هذه المشاركة التي تؤكد على أننا بخير، ولا نزال في أوج العطاء والتميز.

ما لفت الانتباه في هذه المسابقة أو الأولمبياد التي أقيمت فعالياتها في العاصمة العمانية مسقط قبل أيام هو وجود فتاة من بين هؤلاء الشباب السعوديين الذين حازوا قصب السبق وحصدوا جوائز الذهب والفضة، فهي الفتاة «شادن نايف الهمزاني الشمري» من المتوسطة التاسعة عشرة بمدينة حائل التي حازت المركز الأول ممثلة لإدارة نشاط الطالبات.

فشادن التي أعادت الفضل في تميزها لأهلها ومعلماتها وإدارة النشاط بتعليم حائل لابد أن تكون هي التي أنجزت وأبدعت وتميزت، فكانت سعادتنا غامرة بها وبوالديها -حفظهما الله- حينما رعيا هذه النبتة الغضة والفتاة الرائعة والمتميزة في جهدها.. و»شادن» التي أثبتت بأن التميز والإبداع ليس محصوراً على فئة الشباب.. فهاهي تبدع وتحوز قصب السبق «ذهبية» الرياضيات.. فهي بحق الفتاة «الذهبية» التي رفعت أسم الوطن عالياً وينتظرها بإذن الله مستقبل واعد.

«شادن» تضيف وببراءة النشء المصاغ على حب العطاء والتميز والرقي إلى درجات أفضل ومكانة أرحب، فهي التي أكدت للجزيرة هنا قبل أيام بأنها تطمح للأفضل خلال السنوات القادمة.. أقر الله بها أعين والديها، وبلغهم فيها مراتب السمو والفخر والاعتزاز نظير ما قامت به هذه الفتاة الموهوبة من جهد علمي وحضور ذهني في مجال الرياضيات حتى وصلت بحمد الله إلى هذه المكانة التي وصلت إليها.

وما فوز «شادن» في هذا المركز المتميز إلا دحض لمن كان يقول بأن الفتاة السعودية لا تستطيع المنافسة في المجال العلمي ولا سيما الموهوبين، لكنها بحمدالله كسبت الرهان، وكسرت القاعدة، وتميزت بين زملائها الذين شاركوا معها في هذه المناسبة، ولم تنتقص -رعاها الله وحفظها من كل سوء- من دور زملائها الذين سجلوا بجهدهم وعطائهم أجمل الصور، وأفضل المواقف، إلا أنها كانت هي الفتاة التي ترفع شعار التحدي والمنافسة الشريفة مع زملائها حتى حازت هذا الإنجاز الذي نعده نجاحاً وتميزاً لنا نحن أبنا الوطن والذي أكده سمو وزير التربية والتعليم حينما رفع لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رئيس مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» أسمى آيات الشكر والتقدير على رعايته لهذه المؤسسة التي تعنى بالمتميزين والمبدعين.. ولله دُرّ «شادن» حينما تسنمت مع زملائها قمة المجد والعطاء في هذه المسابقة التي تسجل باسم الوطن.

hrbda2000@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب