Wednesday 16/04/2014 Issue 15175 الاربعاء 16 جمادى الآخرة 1435 العدد
16-04-2014

قرارات (السيب)!

هي قرارات يتم تداولها عادة في (الأسياب) والممرات المقابلة لمكاتب المسئولين، ويهتم بها وينقلها في الغالب ( الموظف العاطل)!.

نسبة كبيرة مما يتم تداوله في (السيب) مجرد تخرصات، وإشاعات، وأمنيات، وتوقعات، وبعضها تسريبات (شبه حقيقة)، أو مشاريع (لقرارات) يتم إعدادها أو دراستها من صاحب الصلاحية، ويتم تسريبها وتداولها دون إدراك ( لخطورة الأمر) من قبل ناسخ، أو مراسل، ومنه تنتشر إلى بقية (أسياب) و (ممرات) الوزارة أو المصلحة؟!.

يبدو أن (تويتر) ووسائط التواصل الاجتماعي الأخرى، تلعب دور (السيب) اليوم، ولكن بشكل أكثر تنظيماً، لقدرتها على دعم الإشاعات أو التخرصات أو التوقعات، بحزمة من الصور والأوراق التي تؤكدها؟!.

لن تستطيع أي جهة، ولن يستطيع أي مدير، منع تسريبات (السيب) الأزلية والتي عرفت منذ بدأ العمل الإداري، أو إخراس الألسن فيه عن التشويش بنقل وتداول بعض (الهموم الوظيفية) أو (اليومية) أو حتى (الإشاعات الخاطئة) دون تثقيف أو تبصير لمن هم شركاء في هذه (القرارات) من صغار الموظفين، من المراسلين أو النساخ أو من في حكمهم، ممن تقع تحت أيديهم قرارات أو مشاريع قرارات أو مسودة قرارات، بأنهم (شركاء) في هذه المنظومة، مع التذكير بأن من يقوم بمثل هذا العمل بأنه (خائن للأمانة) وهذه أول الشروط!.

نحن مجتمع نعشق التفرد والحصول على المعلومة الأولى ونقلها وتسريبها (قبل الآخرين)، هذا عيب في ثقافتنا يجب الاعتراف به، فهناك ميزة خفية وتقديرية بيننا (لمن يجيب العلم أولاً)، فيقال عنه (بخيس بالأمور)، و(عروقه بالماء)!.

(برشفة شاي) وعلى طريقة (أبو الملايين)، يهل لك الموظف (السبحة) بعفوية، وقد يعرض لك صورة في جواله لقرار، أو تعميم، أو ورقة سرية دخلت مكتبه (لثوان) كإجراء متبع، وعليها (سحبة) بعد!.

كما أن تغير خطوات، ومراحل مرور بعض (المعاملات الهامة) عن طريق موظفين مؤهلين ومدربين للتعامل مع هكذا معاملات تتطلب (السرية والخصوصية) أمر مهم!.

بكل تأكيد لا أحد يستطيع القضاء على كل ما يدور في (السيب)، ولكن التخفيف من ذلك مطلب!.

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب