Wednesday 16/04/2014 Issue 15175 الاربعاء 16 جمادى الآخرة 1435 العدد
16-04-2014

صناعة (رسمية) وإخراج اتحادي!

أمسك الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل (ملف) نادي الاتحاد من (طرف)، واتخذ قرار حل مجلس إدارة النادي وإعفاء الأعضاء المنتخبين.

القرار جاء - كما يبدو - من نتائج لجنة التقصي الأخيرة، وهي التي مررته وأوصت به، بعد أن سربته قبل صدوره. وحجتها أن ليس من الإنصاف المساواة في القرار بين أعضاء مجلس الإدارة الذين قضوا قرابة عامين في مقاعدهم والرئيس الذي له ثلاثة أشهر. وتلك (نظرة) منطقية، ويمكن الذهاب معها، لكن ما لا يمكن التسليم به أن الأمور بالفعل ستتغير للأحسن، وأن بقاء إبراهيم البلوي رئيساً سيحل كل أوضاع ومشاكل النادي، ويأتي له بالاستقرار، ويعيده إلى وضعه الطبيعي. لا شيء يوحي بذلك، وليس لذلك (ضمانات)، وليس له أيضاً (تباشير) خلال الأشهر الثلاثة الماضية التي اقتعد فيها الكرسي الساخن. حتى الجمعية العمومية التي ربما تعوّل عليها الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وتتوقع أن يأتي منها أعضاء من اختيار الرئيس وزمرته، مسألة قد لا تتحقق ما لم يغير من وضعه وعمله وصرفه خلال الشهرين القادمين. فالناخبون الذين جاؤوا به، والذين أعطوه أصواتهم، فعلوا ذلك بناء على (وعود) قدمها، ولم يربط الإيفاء بها بالمجلس السابق وبقائه من عدمه، إنما جاء ملوحاً بشيك الثلاثين مليون ريال، وعلى (صهوة) ميزانية مفتوحة، توسعت إلى أكثر من مفتوحة. لكن أحداً لم يرَ (ريحة) شيء منها حتى الآن، وطوال قرابة ثلاثة أشهر، مع أن بعض الوعود كان زمنها أربعاً وعشرين ساعة بعد الجمعية العمومية وتسلُّم المنصب. وأرى أنه إذا لم يبدأ بتنفيذ وعوده، بل لم يأتِ بالعاجل منها كاملاً خلال الشهرين القادمين فالأكيد أن أعضاء الجمعية (المستقلين) سيغيرون نظرتهم، وسيقلبون (الجبة) عليه، ولن تذهب أصواتهم لزمرته وأعضاء مجلسه الذي كان جاهزاً قبل انتخابه رئيساً. فكيف سيكون الحال عند ذلك؟ كيف سيكون الحال إذا جاءت الانتخابات بأعضاء مجلس إدارة من نوعية وتوجهات الأعضاء السابقين؟!

لقد وضعت الرئاسة - ولا شك - الكرة في ملعب إبراهيم البلوي بعد (تزكيتها) له، وتثبيته بالمقعد دون أن يقدم دلائل على قدرة إدارية أو قيادية، وقلت في مقالي هنا الأسبوع الماضي إنه (فشل) في (احتواء) الوضع والسيطرة على الأمور وملء المقعد بروح العمل والقيادة والتعاون مع كل الأطراف، بل إنه مال إلى إشعال الوضع أكثر وأكثر، وحتى الكفاءة المالية لم يُظهر منها (ملاءة) جيدة أو قدرة كافية، وكان التعذر بحجج واهية حاضراً. وقد يكون التثبيت هدفه إجباره على تقديم نفسه بالشكل والصورة والجدارة المطلوبة، خاصة مع الترديد المستمر من الرئيس العام لرعاية الشباب وأكثر من مرة أن (الاتحاد معه في أيد أمينة)، مع أن ما يقوله بعض الاتحاديين المطلعين من وقت مضى عكس ذلك، وإن كان بصوت منخفض فهو ارتفع بعد القرار بنغمة أن ما يحصل في العميد من (سقوط) مستمر، ويزداد ويتواصل منذ سنوات، بصناعة (رسمية) وإخراج اتحادي!

كلام مشفر

· جاء إبراهيم البلوي رئيساً لنادي الاتحاد شاهراً شيك الثلاثين مليون المعتمد، وعلى صهوة (الميزانية المفتوحة)، لكنه لم يظهر خلال ما مضى من ولايته القدرة المالية (المنتظرة)، بل لم يظهر له (ملاءة) جيدة أو كفاءة كافية مالياً خلال الأشهر الثلاثة التي انقضت حتى الآن.

· كان التعذر بحجج واهية حاضراً أمام تنفيذ الوعود، بدءاً بعقبات جمجوم وعدم اعتماد التوقيع والأسماء الوهمية وسفر أمين الصندوق. بعد الإعفاء وصدور القرار هل بقي من ذلك شيء؟

· حتى الآن لم تُحل أي من قضايا النادي المعلقة في الفيفا، التي ازدادت - مع الأسف - مع قرارات الإقصاء الجديدة، ولم تفعّل خطوات العمل لاسترداد أموال النادي لدى الغير التي رصدتها لجنة التقصي، وأقرت الرئاسة آلية البدء في المطالبة بها، وهو ما لم تفعله الإدارة حتى الآن.. فإلى متى؟

· الداعم الجديد هو أمل الاتحاديين في المستقبل القريب، وحتى يتحسن الحال وحصول النادي على عقد رعاية يليق بالنادي، أو (تتلحلح) الميزانية المفتوحة، لن يكفي دعم الداعم المحدود، ولا يعفي الرئيس من تنفيذ وعوده.

· انتهى صنع وخلق المبررات واختلاق الأعذار والمبررات والتغطية وكيل الاتهامات ودغدغة المشاعر والعزف على وتر العاطفة. حانت أيام وساعات الجد وكشف الأقنعة وانجلاء الحقائق. إما صعود للأعلى أو سقوط للأسفل.

· تضمن قرار الرئاسة منع اللجنة أو الإدارة المكلفة من إبرام عقود خلال شهري تسييرها لأعمال النادي، وهذه الجزئية بحاجة إلى توضيح وتفصيل؛ حتى لا تكون مبرراً، أو يجعل منها عقبة أو شماعة على الطريقة الجديدة في النادي والأسطوانة التي أصبحت مشروخة.

مقالات أخرى للكاتب