Thursday 17/04/2014 Issue 15176 الخميس 17 جمادى الآخرة 1435 العدد

دشن مع الأمير سلطان بن سلمان يوم التراث العالمي بجامعة حائل

الأمير سعود بن عبدالمحسن شخصية العام في المملكة في مجال الاهتمام بالتراث

حائل - عبدالعزيز العيادة:

اختير صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبد العزيز أمير منطقة حائل شخصيَّة العام في المملكة في الاهتمام بالتراث بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز الرئيس العام للهيئة العامَّة للسياحة والآثار وأهدى سموه ذلك لأهالي حائل وللعاملين في هذا المجال في المنطقة، مؤكِّدًا سموه إن ما هو إلا ممثل لهم والتكريم ليس لشخصه وإنما للجميع. جاء ذلك بعد أن دشّن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز أمير منطقة حائل بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامَّة للسياحة والآثار وصاحب السمو الأمير عبد الله بن خالد بن عبد الله مساعد رئيس الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل معرض يوم التراث العالمي بجامعة حائل بالتعاون مع الهيئة العامَّة للسياحة والآثار بمقر قاعة المؤتمرات والمعارض بالمدينة الجامعية بجامعة حائل تحت شعار «التراث وعاء الحضارة وبعد الهوية» الذي يستمر على مدى يومين 16 - 17 جمادى الآخرة 1435هـ الموافق 16 - 17 أبريل 2014م. وتعد هذه الاحتفالية الثانية على مستوى الجامعات. وقص سمو أمير حائل شريط افتتاح المعرض المصاحب لليوم العالمي لتراث إيذانًا بافتتاحه وانطلاق فعالياته المصاحبة الذي اشتمل على العديد من الصنعات اليدوية والتقليدية والحرفية التي توارثها الآباء والأجداد ولازالت ماثلة تذكرنا بأصالة وعراقة الماضي من خلال المعروض وهي عبارة عن عينات حرفية وتقليدية الذي شاركت به العديد من المؤسسات المهتمة والمعنية بالتراث بالمعروضات الحرفية وجناح للتعريف بجهود جامعة حائل في الحفاظ على التراث وجناح لهيئة السياحة والآثار وجناح مؤسسة التراث وجناح جائزة الأمير سلطان بن سلمان لتراث وأمانة منطقة حائل وجامعة دار العلوم والجمعية السعوديَّة للمحافظة على التراث وكرسي الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني ومن ثمَّ قام سموه بجولة على مرافق ومحتويات المعرض واستمع لشرح مفصل عمَّا يحتويه المعرض. وقد بدئ الحفل المعدُّ بهذه الاحتفالية بآيات من القرآن الكريم. بعد ذلك اطلع سموه والحضور على فيلم وثائقي عن يوم التراث العالمي، ثمَّ كلمة مدير جامعة حائل معالي الدكتور خليل إبراهيم البراهيم قال فيها: إن اهتمام حكومة المملكة العربيَّة السعوديَّة بالتراث الوطني يتجسد في حرص القيادة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد اللهبن عبد العزيز -حفظه الله- للمحافظة على التراث الوطني والعناية به ولعل مشروع الملك عبد الله للعناية بالتراث الحضاري الذي يهدف إلى التوعية بالتراث الوطني وحمايته وتأهيله الذي يعد مرحلة انطلاق جديدة تتبناها حكومة المملكة العربيَّة السعوديَّة تضاف للقرارات والأنظمة والمشروعات التي تتبناها الدَّوْلة للوصول إلى فهم مجتمعي لماهية التراث، والمحافظة عليه لإحداث تنمية ثقافية واقتصاديَّة وهي حق لأجيالنا القادمة. وبيَّن معاليه أن منطقة حائل تُعدُّ من المناطق التي تزخر بتراث حضاري يعود إلى مراحل مبكرة من استقرار الإنسان في الجزيرة العربيَّة وتشهد على ذلك مواقع الشويمس وجبه ومواقع درب زبيدة وعدد كبير من المواقع الأثرية المختلفة في كلِّ أرجاء المنطقة تنتظر الاستكشاف والدراسة ولا شكَّ أن الاهتمام بهذا التراث الحضاري دراسته وتهيئته للزوار سوف يضيف بعدًا ثقافيًّا عميقًا للنشاط السياحي الذي تتميز به منطقة حائل. وقال: إن جامعة حائل استشعرت دورها في العناية والمحافظة على التراث الحضاري عندما أسست عام 1430هـ قسمًا للآثار والسياحة، وتقدّر الجامعة الشراكة العلميَّة مع الهيئة العامَّة للسياحة والآثار وقد تَمّ توقيع اتفاقية بين الجامعة والهيئة أعطى الجامعة حق التنقيب والدراسة في موقعي فيد والعشاش وقد بدأ العمل في التنقيب في موقع فيد خلال هذا الفصل الدراسي وسوف تبدأ الأعمال الأولية في موقع العشاش في العام القادم، مشيرًا إلى أن تكريم سمو أمير منطقة حائل في هذا الملتقى كشخصيَّة العام نظير جهودكم المتواصلة في العناية بالتراث الحضاري في المنطقة الذي تبناه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان من خلال هذا الملتقى لهو شرف لجميع العاملين والمهتمين بالتراث الحضاري في المملكة لما قدمتموه من جهود كبيرة في هذا المجال فباسم جميع منسوبي الجامعة أقدم التهنئة لسموكم الكريم، متمنيًّا لكم طول العمر. مقدمًا شكره لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان على ما يقدم لقطاع السياحة والآثار وأن يجعل ذلك في موازين حسناته. تلا ذلك كلمة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامَّة للسياحة والآثار بيّن فيها دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع وسمو ولي ولي العهداحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء والمستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين للحفاظ على مكتسبات المملكة عمومًا والعناية بالتراث والآثار والكنوز التراثية المُتعدِّدة في مناطق المملكة ومنها منطقة حائل ونقل سموه تحيات سمو ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز لأهالي منطقة حائل، مشيرًا سموه إلى أنّه كان قد تشرف بالسلام على سموه قبل مجيئه إلى حائل وأثنى سمو الأمير سلطان بن سلمان على تميز مدرسة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن الإدارية وقال سموه: استفاد الوطن واستفدنا منه الشيء الكثير واسترجع سموه الذكريات لمبادرة سمو أمير منطقة حائل بإطلاق الرالي وتحدث عن جولة سموه مع سمو الأمير سعود بن عبدالمحسن على مواقع الفعاليات بالرالي وكيف أن مدة الرالي ثلاثة أيام كادت أن تكون ثلاث سنوات من فيض كرم أهالي منطقة حائل الذي كانوا يصرون على تقديم الضيافة في كلِّ موقع نأتي وكذلك للمشاركين في الرالي ولو وافقناهم لامتدت فترة إقامة الرالي لسنوات. وأكَّد سمو الأمير سلطان بن سلمان على استحقاق سمو الأمير سعود بن عبدالمحسن على شخصيَّة العام وقال: جهود ومقام سموه أكبر وهو موجِّه وإداري ذو حنكة وخبرة متميزة.

وأكَّد سمو الأمير سلطان بن سلمان أن مستقبل المشروعات والبرامج السياحيَّة واعد وحائل مقبلة على تطوّر سياحي أشمل بدعم القيادة واهتمام سمو أمير حائل.

عقب ذلك عرض مرئي عن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبد العزيز أمير منطقة حائل. (شخصيَّة العام) في المملكة العربيَّة السعوديَّة. ثم استلم سمو الأمير سعود بن عبدالمحسن مجسمًا تذكاريًّا لمبنى القشلة بمدينة حائل من يد سمو رئيس الهيئة لحصوله على شخصيَّة العام في الاهتمام بالتراث.

ثم كلمة راعي الحفل أمير منطقة حائل الذي قال: لقد خلَّف لنا أسلافنا تراثًا كبيرًا سجل لنا المدن القديمة، والقلاع والحصون والمساجد وطرق الحج ووصل إلينا ما وصل واندثر ما اندثر وقد حرصت الدَّوْلة حفظها الله على العناية بهذا التراث، وسنت الأنظمة التي تكفل الحفاظ عليه، وأنشأت الهيئات التي تعنى به وقال سموه: ولعل إطلاق مشروع الملك عبد الله للعناية بالتراث يجسِّد حرص القيادة على العناية بالتراث والمحافظة عليه، وأن منطقة حائل تزخر بالعديد من المواقع الآثارية ومواقع التراث وفي مقدمتها درب الحج والعمرة المشهور ودرب زبيدة ومواقع الرسوم الصخرية المعروفة المميزة على مستوى العالم منها آثار الشويمس وجبه، وقال سموه: لقد أولينا في إمارة المنطقة وهيئة تطويرها وكافة الجهات الحكوميَّة المعنية اهتمامنا بالعناية بهذا التراث والحفاظ عليه والعمل على إبرازها وذلك بالتنسيق مع الهيئة العامَّة للسياحة والآثار التي لها جهود ملموسة ومشكورة وخبرة بهذا المجال. وقال الأمير سعود بن عبد المحسن: إن تكريمي باليوم العالمي للتراث ما هو إلا تكريم لجميع الجهات ذات العلاقة بالمنطقة وأبناء المنطقة الذين أعطوا جلّ اهتمامهم بالتراث. وأضاف سموه قائلاً: إننا نحتفل اليوم سويًا مع سمو الأمير سلطان بن سلمان والتكريم بإعطائي جائزة اليوم العالمي، وأجير هذه الجائزة إلى أهالي المنطقة ولكل من عمل منهم وللمواطنين الكرام وقال: إن المواطنين أقدموا اليوم بدعوة رئيس الهيئة إلى منزله وهذا يدل على الوعي بين المواطنين، متمنيًّا أن يزيد هذا بين أفراد المنطقة. وشكر أمير منطقة حائل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامَّة للسياحة والآثار على الجهود الكبيرة الذي يبذلها وسيبذلها لخدمة التراث في المملكة العربيَّة السعوديَّة وكذلك شكر جامعة حائل والهيئة العامَّة للسياحة والآثار والقائمين على هذه الفعالية. وفي نهاية الحفل كرّم أمير منطقة حائل وراعي الحفل الرعاة والمشاركين وكرَّم الزميل ناصر السعدون المحيفر مدير مكتب الجزيرة بحائل لدور الصحيفة الفاعل في مناسبات المنطقة وجامعة حائل والعناية بالتراث. ورافق المعرض مؤتمر يتحدث فيه عدد من المختصين والخبراء في جانب التراث والسياحة. وتهدف فعاليات الاحتفال بيوم التراث العالمي إلى التعريف بالتراث الأثري المادي وغير المادي للمملكة والتوعية بأهميته وإبراز أبعاده المختلفة: الثافية والاجتماعيَّة والاقتصاديَّة والسياحيَّة. بالإضافة لإبراز التراث الأثري العمراني والمعماري والفني في المملكة. وإلقاء الضوء على علاقة المجتمع بالتراث ومظاهر رعاية الدَّوْلة والمؤسسات للتراث العمراني وصيانته والمحافظة عليه وترميمه. لا سيما عرض القوانين والقرارات المحليَّة والدوليَّة المنظمة والراعية للتراث العمراني وحمايته والمحافظة عليه. وتتَضمَّن احتفالية هذا العام محورين أساسيين:

الأول: جهود الدَّوْلة والمؤسسات في رعاية التراث، والثاني: دور المؤسسات العلميَّة والإعلاميَّة في التوعية بالتراث. بالإضافة للمعرض الذي سوف يُقام بالتّوازي مع الاحتفالية بعنوان: «التراث العمراني والمعماري والفني في المملكة.. التراث وعاء الحضارة وبعد الهوية: مسيرة فَخر واعتزاز من خلال مجموعات متحفيّة وأرشيف مصوّر». حيث يهدف هذا المعرض لاطِّلاع الجمهور، وضيوف المملكة في المناسبة بشكل عام. وفئة الباحثين والمسؤولين بشكل خاص على أهمية التراث وصيانته محليًّا، وإقليميًّا من خلال الرّصيد التي تمتلكه المملكة مادة وصورًا وتسجيلات، وإبرازه أيْضًا على شكل رسوم ومخططات حول ما تزخر به المملكة من كنوز تراثية متنوعة غير مادية ومادية عمرانية ومعمارية وفنيَّة، لم يسبق نشر معظمها من قبل. حيث سيُقام ولمدة خمسة عشر يومًا في قاعة المؤتمرات الكبرى في جامعة حائل. وسوف يتَضمَّن المعرض وثائق من الصُّور والمخططات، والخرائط، من الرّصيد المصوّر المحفوظ في الهيئة العامَّة للسياحة والآثار ومراكز البحث والمتاحف والأرشيفات المحليَّة؛ إضافة إلى الصّور، والمخططات، والخرائط النّادرة الواردة في مؤلّفات الرحالة الوطنيين والأجانب ومنتجات المسح الأثري والحفريات وبرامج ومشروعات الصيانة والترميم التي اضطلعت بها المؤسسات العلميَّة ومراكز البحث في الدَّوْلة منذ القرن التاسع عشر الميلادي، إلى اليوم، التي قد تعتبر اليوم بمثابة مصادر أساسيَّة في هذا المجال. فضلاً عن إبراز أهم الاكتشافات الأثرية التّي أسفرت عنها أعمال المسح والحفر، وكذا المعالم التّاريخية التّي مسّتها أشغال الصّيانة والتّرميم.

وختامًا وفي كلِّ عام تكرم شخصيَّة من الشخصيات البارزة التي لها بصمة عميقة في الحفاظ على التراث وإبراز دوره، حيث تكرم احتفالية هذا العام صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز أمير منطقة حائل. فمنذ تولي سموه إمارة المنطقة بذل ما يصعب حصره هنا من جهد لإبراز تراث هذه الأمة والعمل على صونه واستدعائه. حيث أبدي سموه اهتمامًا خاصًا بالآثار والتراث ودعم فكرة إنشاء قسم السياحة والآثار لإبراز ذلك التراث إيمانًا منه بما يلعبه التراث في تشكيل هوية الأمة وربط نسيجها الاجتماعي وتلاحم بنياتها. وعمل سموه على إنشاء عدد من اللجان في مجال التراث على المستوى الاجتماعي لتتكفل بدورها من صون وحفظ تراث المنطقة المادي والمعنوي والاطِّلاع بدور التوعية والتَّوجيه حيال ذلك. كما دعم سموه مسيرة الكشف والتنقيب والصيانة والترميم في مدينة فيد الأثرية، أحد أهم المعالم الأثرية في المنطقة، والعمل على تأهيل المنطقة سياحيًا. كذلك شجع سموه قيام المهرجانات التراثية، والحرف ولصناعات التقليدية، وأوجد لها اللجان ضمن الهيئة العليا لتطوير المنطقة.