Friday 18/04/2014 Issue 15177 الجمعة 18 جمادى الآخرة 1435 العدد
18-04-2014

الجيش المصري الحر

بالرغم من الصعوبات الأمنية في مصر بسبب مناكفة الإخوان المسلمين وأنصارهم من تحالف ما يسمونه بدعم الشريعة والشرعية، إلا أن خطوات خارطة المستقبل تنفذ بسلاسة وبإجراءات متتابعة رغم بعض الصعوبات وخصوصاً في معالجة مسائل البطالة والمنغصات المعيشية وبعض الخروقات الأمنية.

المصريون الآن منشغلون للإعداد للانتخابات الرئاسية التي سيكون المشير عبدالفتاح السيسي وحمدين صباحي قطبيها، بعد أن استطاعا استقطاب وتأييد ملايين المصريين.

ورغم أن زخم التأييد للسيسي واضح، إلا أنه لا يمكن الاستهانة بصباحي الذي يحظى بتأييد نسبة لا يُستهان بها من الشباب ومن اليساريين، ومن الذين لا يحبذون حكم العسكر، رغم أن المشير عبدالفتاح السيسي خلع البدلة العسكرية وأصبح مواطناً مدنياً إلا أن خلفتيه العسكرية تذكر الناخب بعبدالناصر والسادات ومبارك، وسوف يستفيد صباحي من معارضي السيسي من جماعة الإخوان وحلفائهم إذا ما شاركوا في الانتخابات، ليس حباً بالصباحي ولكن كرهاً للسيسي.

إذن لا خوف على مصر، فخطوات تنفيذ خارطة المستقبل يجري تطبيقها بسلاسة، وإذا كان البعض يتخوف من الخروقات الأمنية التي تقوم بها جهات وجماعات ذات علاقة بتحالف الشريعة والشرعية ومنهم جماعة الإخوان المسلمين الذين أطلقوا إشاعة إنشاء جيش مصر الحر، فإن هذا التخوف لا معنى له، خصوصاً أن الأجهزة الأمنية المصرية لها خبرة في التعامل مع إرهاب الجماعات المسلحة، أما مسألة إنشاء الجيش المصري الحر تماهياً مع تجربة الجيش السوري الحر، فإن الأمر يختلف كلياً، فالذي يجري في سورية لا يمكن أن يقارن بما يجري في مصر، أولاً لأن الحكم في مصر يحظى بتأييد أغلب أبناء الشعب المصري إلا قلة مرفوضة من المجتمع.

ثانياً أن الجيش المصري هو جيش الشعب ولا يخلو بيت مصري عن مجند أو ضابط يعمل في المؤسسة العسكرية التي لا تخضع لسيطرة وهيمنة طائفة مذهبية أو عرقية كما هو في سوريا والعراق، إذ لا توجد طوائف ومذاهب متنافرة في مصر، عكس ما حصل في سوريا حينما عمل حافظ الأسد وقبله صلاح حافظ وغيرهما من الضباط العلويين على هيمنة الطائفة العلوية على الجيش السوري وتصفية الضباط المسلمين السنة، وهو ما جعل المؤسسة العسكرية والأمنية السورية طائفية خالصة تحت سيطرة كبار الضباط العلويين وتهميش الضباط السنة، وهذا يفسر تزايد نسب عمليات الانشقاق في الجيش السوري، حيث انشق عشرات الآلاف من العسكريين بينهم المئات من كبار الضباط، وهو ما لا يمكن أن يحصل في الجيش المصري الذي يعد مؤسسة متماسكة منذ أكثر من مئتي عام.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب