Monday 21/04/2014 Issue 15180 الأثنين 21 جمادى الآخرة 1435 العدد
21-04-2014

رؤية في اقتصاد المعرفة

إن مفهوم اقتصاد المعرفة ليس جديداً فالدول المتقدمة سعت إليه منذ سنوات طويلة عندما ركزت في فلسفاتها التعليمية أن تكون المعرفة حاضرة في كل شيء مقصية للنمط التقليدي الذي يقوم به العامل اليدوي والذي حل مكانه العامل الذي يعتمد على المعرفة تقنياً ويوظفها لخدمة الأمة فاقتصاد المعرفة هو الاقتصاد الذي تقوده المعرفة فالتعليم إذاً هو العامل المهم في اقتصاد المعرفة، فكلما تطورت مخرجاته وغطت المنظومة المعرفية صبت في الاقتصاد المعرفي وهذا الذي جعل الدول المتقدمة ولا سيما الدول الغربية تخطو خطوات ثابتة في ترسيخ اقتصاد المعرفة مما جعلها مصدرة للمعرفة التي عززت اقتصادها وجعل المعرفة حاضرة في تطوير اقتصادها، أيضاً يجب ألا أنسى التجربة اليابانية التي فيها العبر لهذا الجيل والأجيال القادمة عندما قال حكيم ياباني (إن أمم الأرض تقوم على ثروات تحت أرجلها أما نحن فنقوم على ثروات فوق أرجلنا) ثروات ما تحت الارجل تنفد بالاستخدام أما فوقها فيصقله التعامل وينميه التحدي بالفعل دولة تسحق بعض مدنها في الحرب العالمية الثانية (ناكازاكي وهيروشيما) بقنابل نووية ومع ذلك خرجت أقوى مما كانت عليه، إنها المعرفة التي تتحكم وتطور الاقتصاد، أما بالنسبة لدول العالم الثالث ولاسيما الدول التي تمتلك ثروة تحت قدميها فهي لازالت معتمدة عليها في وقتنا الحاضر (البترول ومشتقاته) وسوف تبقى سنين كذلك إن لم تتدارك نفسها وتتفاعل مع اقتصاد قوي تديره المعرفة، فمخرجات التعليم مازالت رديئة جداً غير مواكبة لمتطلبات اقتصاد المعرفة وحجم الانفاق لازال عالياً والذي يستنزف ميزانياته أيضاً اقتصاد المعرفة في دول العالم الثالث يحتاج إلى إعادة نظر في الاستراتيجيات المطبقة في الوقت الحاضر لأن التعليم العام والعالي تأخذ المعارف النظرية نصيب الأسد منه وقد تكون البيئة التعليمية في التعليم العام السبب في ذلك لأن المدرسة اليوم في بعض مدارس التعليم العام ليست جاذبة بل طاردة، فالمدير والمعلم والطالب يحس بذلك والمؤسسة الحكومية المشرفة عليه تلاحظ رداءة مخرجاته وهي تتفرج بالرغم من امكانيات بعض الدول الهائلة مالياً والتي تفتقد للخطط المستقبلية البعيدة المدى.

والله من وراء القصد...

- أمين مكتبة مكتب التربية العربي لدول الخليج سابقاً

مقالات أخرى للكاتب