Friday 25/04/2014 Issue 15184 الجمعة 25 جمادى الآخرة 1435 العدد

آه من زمن راحل

كنت أراها يافعة كالفراشة تنتقل من زهرة إلى أخرى بين المروج

نور جمالها كضياء صباح مشرق تحيطه أنسام الربيع

يتلألأ كشعاع الشمس حين يلامس صفحة بحر هادئ رقراق

وجهها دائري مفعم بألوان الصحة تتقاذفه الحمرة وأوراد الخدود يتوسطه فم كسلال الكرز تتأوه بداخلها لآلئ من البلّور النقي.

عينان تشعان حياة ونظارة تدثّرهما أهداب سوداء تتلاكم حين تتلاقى في استحياء تحجبان في هجوعهما ونفورهما تلك العيون الخجلى من كل ألوان الزرقة والخضرة والتعشب

أنفها يكاد من إبداعه أن يخطف الحسن من وجهها.

شعر يتهادى كموج البحر المرسل يلتحف جسد أبنوسي تحركه أقدام في خفتها تطير سكبها الخالق في قالب من الحسن وبديع النسق.

كانت تعرف سلطان حسنها ومن ذا يفوز منها بنظرة أو همسه

اختلف المكان كانت له أسبابه كرّت السنون صورتها تتراقص في مخيلتي النسيان لا وجود له ذلك الوجه المشحون بألوان الأنوثة والمفعم بالشباب والنظارة.

بعد سنوات

بلا موعد

بلا ترتيب

دون سعي من كلينا

في مكان عام

ماهو..؟ لا يهم... أنه مكان وحسب

التقت عيني بعيني امرأة انها هي... تلك النظرة النائمة المستيقظة

نظرة لا تمحوها خربشات الزمن ولكن.. الوجه؟.. غير الوجه؟

القوام... لم يكن هو؟

وجه شاحب... ترك الزمن آثاره عليه بلا رحمة !

بلا استئذان...؟

الكثير من التجاعيد... العديد من النُّدَبْ؟

شعر ينشد الاختباء؟

وجه خريفي يعتلي جسد مترهل مشحوم؟

يا ألله... انها هـي؟!

أكاد أوهمني أني في يقظة؟؟؟

أحببت الأماني أن أحلم؟؟؟

هل هذا الشيء الذي اختفت تضاريسه

يمشي في تعرّج وميل خفيف قسري؟

هو تلك الحسناء الشاربة للعقول

صانعة الفتون؟

استهواني الكذب

حقدت على الحقيقة

ياللزمن؟؟!!

كل ذاك الحسن طوته الأيام !

لم يبق منه سوى إشعاع العينين !

البريق الدائم يتحدى الزمن !

أما ماعداه

سحقته السنون

جعلته الأحداث شظايا

اخترقه سندان الزمن ومطرقته

اغتصبه

بعثر الوانه

قصف ريشته

آاااه من الزمن

تحركت ببطـء مسرعا

تغافلت كياني

سرقتني من نفسي

استهواني الرحيل

رحلت

تناسيت

تباكيت

أحببت النسيان

ضممته بجوانح عقلي

آاااه من الزمن

شددت عزمي

ركضت

بحثت

وجدت المرآة

دنوت منها...

سمعت دبيب النمل في بناني

تحسست بأناملي أخاديد كياني

هل هذا أنا؟

وهل إذا كبرت هي أكبر أنا؟

عاودت التحسس بيدي على وجهي

قررت وضحكت واطمئننت

وهتف قلبي:

أنا أصغر منها

لم أكبر

لم أعد طفلا... لكني كبرت

نعم

المرأة تشيخ قبل الرجل

نعم .. يالسذاجتي يالمكابرتي

نحن نعدو سويا عبر بوابة الزمن

ولكني عاندت أنا أصغر منها

استقر رأيي على هذا

ليتيني لم أرها؟؟؟

جعلتني أنظر إلى أجندة عمري

وكنت قد نسيتها آاااه من الزمن

ظللت طوال يومي.. أردد أعيد... أكرر.. لازلت صغيرا

هي وحدها كبرت... هي شاخت آاااه من الزمن

إشارة:

الضعيف في الحب من كان حبه أقوى (س)

سعود القويعي - الرياض

m_wahed@hotmail.com