Friday 25/04/2014 Issue 15184 الجمعة 25 جمادى الآخرة 1435 العدد
25-04-2014

من حاشية ورقي اليومي...!!

الجمعة يوم له خاصية، وطعم آخر.. كنَّا مذ ينشأ ناشئ الأبناء منا يتعرّف عليه من صوت أمه يردد الأذكار، والصلوات على النبي، وعلى آله وصحبه، وسلم، وقراءة القرآن..

مذ أول سلوك يتدرب عليه في صبحه الاغتسال، وإعداد ملابس الصلاة، وإيفاء الأب للابن بأخذه معه للمسجد لأداء الجمعة، والفتاة بجلوسها إلى أمها، تجاورها في الصلاة، وتتبعها في قراءة ما تتلوه معها من الآيات.. فيستويان في الدور ذاته حين يكبران..، وحين تصبح لهما المسؤولية ذاتها..

يوم الجمعة بعد الصلاة مع الوالدين يكون الانطلاق في فسحته بنفوس رضية تمتلئ سكينة، وبهجة بعد صلاة الجمعة في ظهره، يكون انتظار عصره..، فهو يوم تستجاب فيه الدعوات..، غير أن غيبية موعد الاستجابة قد تشكّل حرصاً في النفوس، وشغفاً للأماني، فيكون يوم الجمعة يوم العزائم تشمر عن تراخيها في العبادة والطاعات، وتنهض في اهتبال ساعاته، ودقائقه للتقرّب والقبول..

كنا نقول ونحن صغار: يوم الجمعة موعدنا مع الله ليعطينا ما نسأله..

حتى ذهب بعضنا يسجّل ما يريد في حواشي دفاتر الدرس، وهوامش أوراقه اليومية..

تكالبت الدنيا على الناس، وغدا كثير من الآباء يغفلون عن «الجمعة»، ومنهم من يتغافل عن تدريب صغاره على الصلاة في المسجد، وكثيرات من الأمهات تغط عيونهن في نوم مرفَّه، وفراش وثير..

والناشئة خالية صدورهم من الإحساس بمعنى هذا اليوم، وقيمته..

لا عجب، فقد تغيَّر الناس.. وخفتت فيهم أصوات كثيرة.. وعمَّ على كثير منهم ما وقر في صدورهذه الفئة من الغفلة والجهل..

اليوم، هذا اليوم الجمعة..،

فيه أسأل الله أن يتم علينا إيماننا، وإيمان كل مؤمن، ويزيدنا يقيناً، ويعيننا على رسالتنا في نفوسنا، وأهلنا..

وويثبتنا جميعنا، ولا يجعل الدنيا في نفوسنا تطغى..

اللهم آمين..

وصل يا رب وسلم وبارك على خير خلقك أجمعين، وعلى آل بيته، وخلفائه، وصحابته الأكرمين رضي الله عنهم، وألحقنا بهم راضياً عنا، مرضيين منه تعالى إن شاء الله رب العالمين.

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب