Monday 28/04/2014 Issue 15187 الأثنين 28 جمادى الآخرة 1435 العدد
28-04-2014

التيارات المتأسلمة .. الوصاية والعصمة!

كتبت قبلا عن الأخت الكريمة، والتي بشرتنا بابتعاث ابنها إلى أمريكا، في ذات الوقت الذي كانت تهاجم برنامج الابتعاث، وتبين مساوئه!!، وهي ليست بدعا في هذا، فمن يتابع الحراك الحزبي هنا يجد عجبا، فمن «خيالة» جاهدوا في حدائق تركيا الغناء، على أحصنة (كان لافتا تطابق لون الثياب مع لون الأحصنة)، في الوقت الذي كان ضحاياهم يموتون بأبشع الطرق في سوريا، إلى الذي يبكي حزنا على ما يجري في بلاد الشام، وهو ينتظر نهاية البرنامج التلفزيوني المدفوع الثمن ليكمل «وناسته» في أحد قصوره الفارهة، وهذا لا يقارن مطلقا بمن تظاهر هنا ضد عمل المرأة الشريف، ثم انطلق لا يلوي على شيء إلى دولة أخرى تعمل فيها المرأة، وتقود سيارتها، بل إن تلك الدولة التي لا يطيق عنها صبرا، تبني الكنائس، وتسمح بالحفلات الصاخبة لفنانات الشرق، والغرب!!.

والقصة هي أن هؤلاء الحزبيين يرون أنهم، وذراريهم لا يشملهم التكليف، فالأمة بحاجة لهم، كما أنهم يرون أنهم معصومون من الزلل، ولذا فإنه يحل لهم ما لا يحل لغيرهم، فابن الآخرين يجب أن ينفر إلى الجهاد، حتى ولو كان وحيد والديه، أما أبناؤهم فإنهم على استعداد لبذل الغالي والنفيس في سبيل حمايتهم من التهلكة في بلاد الحروب، بل إنهم يسعون لإبعاد أبنائهم عن هذه الأجواء الصاخبة عن طريق ابتعاثهم للدراسة في دول الغرب، فالابتعاث أمر مشين لأبناء الآخرين، أما أبناؤهم فلديهم الحصانة الكافية من الشرور المتعلقة به!!، وهذه الممارسات، والتناقضات نسجلها يوميا، ألم يبكي كبيرهم على الإساءة لسيد الخلق، عليه السلام، وهذا عمل مشكور. هذا، ولكن عندما ارتكب أحد كوادر حزبهم إساءة أكبر بحق الرسول الأعظم، صمت هذا البكاء صمت القبور، أولا يعني هذا أن المخالفة الشرعية الجسيمة لم تستفزهم، بل هم أرادوا استثمارها في معاركهم الحزبية ضد خصومهم، وحسب؟!!.

حسنا، هل استنكر أي من الحزبيين الذين يحاربون الابتعاث، وعمل المرأة حادثة تهريب فتاتين، بعد اختطافهما مجموعة أطفال إلى اليمن، رغم ما في الحادثة من مخالفات شرعية جسيمة ؟!!، لا، لم ينكر أي منهم ذلك، ولا يراودني شك بأن كثيرا منهم استاء من القبض عليهما، ولا يكمل الحديث دون المرور على بعض الأكاديميات «الصحويات»، فهن يقفن ضد عمل المرأة الشريف، ويسعين بكل وسيلة ممكنة لقطع أرزاق المطلقة، والفقيرة من بناتنا. هذا، مع أنهن يعملن برواتب عالية جدا، وكل واحدة منهن تملك مركزا استشاريا يدر عليها الملايين سنويا، بل إنهن يسافرن لإلقاء المحاضرات المدفوعة الثمن الباهظ، داخل المملكة، وخارجها (أذكركم برحلة إحداهن لأستراليا)، فهل رأيتم تناقضا يضاهي تناقض الحزبيين رجالا، ونساء، ثم ماذا يجب أن يحصل ليقتنع أحبتنا «البسطاء» بأن هؤلاء «تجار» يستغلون مشاعرهم الدينية للكسب المادي ؟!!، تماما كما كان يحصل في أوروبا في العصور الوسطى!!.

ahmad.alfarraj@hotmail.com

تويتر @alfarraj2

مقالات أخرى للكاتب