Wednesday 30/04/2014 Issue 15189 الاربعاء 01 رجب 1435 العدد

في يوم الوفاء البكيرية تزهو بتكريم الشيخ محمد بن عبدالمحسن بن محمد بن فريح

ولد، رحمه الله، في البكيرية، سنة 1331هـ ونشأ، وترعرع في أوقاف أجداده محمد وفريح، الواقعة وسط البكيرية، بجوار الجامع الكبير، حيث تحمل أمانتها فيما بعد لعقود من الزمن، تربى برعاية والديه، رحمهما الله، والده الشيخ المُحدّث عبدالمحسن الذي نذر جُلّ حياته في طلب العلم الشرعي، وتعليمه. والدته سارة العلي العواد عُرف عنها قوة الشخصية، والسداد في الرأي.

وكان، رحمه الله، طويل القامة حثيث المشية، مُحباً للمشي، لا يركب إذا كان في مقدوره المشي، كثيراً ما كان يتمثل بقول عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، «من ترك المشي، تركه المشي».

مُعتداً بنفسه لا يستعين بأحد لقضاء ما يحتاج إليه، ما كان في مقدوره إنجازه، مقتصد في أكله، يُسمع منه كثيراً قول الرسول صل الله عليه وسلم «نحن أمة لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع».

عاش، رحمه الله، عصامياً منذ صغره، معتمداً بعد الله على نفسه، تميز بذكاء حاد، وفطنة، وبُعد نظر، مما يسّر له الإحاطة بكافة فنون العلم الشرعي منها والاجتماعي، استفاد كثيراً من نشأته في بيت علم، ومجالسة رفاق والده من المشايخ والفقهاء. أحب القراءة كثيراً، وكان شغوفاً بها، فكان له مجالس قراءة يُحافظ عليها بعد صلاة العصر مع طلبة العلم في الجامع، وبعد صلاة المغرب في منزله مع أبنائه، وبعد صلاة العشاء مع زملائه في مركز هيئة الأمر بالمعروف.

كان، رحمه الله، عفَّ اللسان، قوي المنطق، ملازماً الحجة بالدليل، حباه الله فراسة ثاقبة، ومعرفة بالناس، وأنسابهم حاضرة وبادية، لا يُملّ له مجلس، يأسر مُجالسيه بمعرفته عنهم وعن أسرهم أكثر مما يعرفون عن أنفسهم.

كان، رحمه الله، مضيافاً، كريماً، يقصد منزله الأعيان والوجهاء، من داخل البلد وخارجها، وكان يتحسس أحوال اليتامى والضعفاء، وعابري السبيل ممن يدركهم الليل ويضطرون للمبيت في الجامع.

مآثره:-

منذ صغره، رحمه الله، وهو يُعرف «بالمصلِح»، كان عالي الهمة، شديد الثقة بنفسه، أتاح له عمله في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرصة نادرة لكسب خير عظيم، وذلك بالستر على الناس من أصحاب الزلل، وكذلك الإصلاح بين الناس في خلافاتهم.

توفي، رحمه الله، سنة 1422 هـ عن عمر ناهز 92 عاماً، صلى عليه وشيعه أمة من الناس، تقبل أبناؤه العزاء به من الخاصة والعامة، من أمراء ووزراء، ومشايخ، وقادة عسكريين. في تعزيتهم لأبنائه أثنى عليه الشيخين إبراهيم الراشد الحديثي، ومحمد العبدالله السبيل ثناءً جماً، كما أبديا عاطفة حميمة له، رحمهم الله جميعاً.

لقد كان أهلنا في البكيرية أوفياء بررة مع والدنا في حياته، وبعد مماته بذكره الحسن، وهم اليوم يجددون ذلك بلفتة رمزية للوفاء، ولقد كان صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر سخياً كريماً حين زار والدنا وابنه إبراهيم، رحمهما الله، في منزلهم عند تعيينه أميراً لمنطقة القصيم، وهو اليوم أسخى وأكرم. جزا الله الجميع عظيم الأجر والمثوبة.

إضاءة ..

رحمك الله يا أبي.. فقد أحسنت إلينا صغاراً، وكباراً وقبل أن نولد..

رحمك الله يا أمي، سارة الرشود العويد، فقد بلغ بك الإحسان إلينا قبل أن نولد،

وبعد أن وُلِدنا، وبعد وفاتك ببركم.

- اللواء متقاعد علي الفريح