Saturday 03/05/2014 Issue 15192 السبت 04 رجب 1435 العدد
03-05-2014

مرور الرياض .. التقنية هي الأمل

يَكْمُن الحل لمعظم المشكلات التي تعاني منها المدن المزدحمة، مثل مدينة الرياض، في التوسع في استخدام التقنية الحديثة التي تتواصل وتتصاعد معجزاتها يوماً بعد يوم. ومن أبرز المشكلات التي تواجهها مدينة الرياض مشكلة الزحام الشديد في الشوارع وعدم قدرة «المرور» على القضاء على الفوضى التي يتسبب يها مخالفو أنظمة السير.

وفي حديث هاتفي سابق مع مدير الإدارة العامة للمرور اللواء عبدالرحمن المقبل والعميد علي الدبيخي مدير مرور منطقة الرياض عقب مقال كتبته قبل أشهر عدة في هذه الجريدة سمعت منهما كلاماً طيباً عن التقنية القادمة التي سيتم توظيفها لحل المشكلات المرورية في مدن المملكة وخصوصاً في مدينة الرياض. ولم أكتب، وقتها، عما سمعته منهما بانتظار ما سوف تسفر عنه الخطط التي أشارا إليها خلال الحديث.

وقد قرأت في صحف الخميس الماضي أن سمو وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف قد أطلق مشروع «الإدارة المرورية وأنظمة النقل الذكي»، وذلك في مقر إدارة مرور الرياض، وهو المشروع الذي يتكامل مع مشروع الضبط المروري «ساهر». وسوف يتيح هذا المشروع لرجال المرور إمكانية التواصل مع الميدان بشكل سريع ومباشر وملاحقة المخالفين وفك الاختناقات التي تحدث في الشوارع.

هذه التقنية التي يجري توظيفها تتضمن ما يُسمى بـ «الإشارات الذكية»، وقد تم تطبيقها على ثمانية تقاطعات رئيسة في مدينة الرياض ويجري استكمال إنشاء 200 إشارة من أصل 1000 إشارة تقاطع في الرياض خلال السنة الحالية.

وجاء في المعلومات المقدمة لوزير الداخلية أن هذه «الإشارات الذكية» سوف تسجل وتصور جميع ما يجري في المناطق المجاورة لها بحيث لا يمكن للمخالف التهرب، إذ إن جميع المعلومات بكل تفاصيلها مرصودة وموثقة.

وبالمختصر، فإن التقنيات الجديدة تبدو واعدة جداً لأنها تنطوي على إمكانات هائلة. لكن السؤال الذي سيظل قائماً هو هل سيستطيع الطاقم البشري في جهاز المرور تعظيم الفائدة من هذه التقنيات وتحقيق العائد الأمثل لصالح فك الاختناقات المرورية والقضاء على الفوضى المرورية التي تعصف بشوارعنا لدرجة أنها تكاد تكون هي القاعدة بينما الانضباط هو الاستثناء. فالتقنية يمكن شراؤها بالمال وهي نعمة عظيمة عند حُسْنِ استخدامها، لكن حُسْن الاستخدام يعتمد على كفاءة العنصر البشري وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا بالتدريب والصقل ورفع الوعي والشعور بالمسؤولية وغير ذلك من الأمور التي تدركها القيادات المرورية وتعمل على توفيرها وتكثيفها بين طواقمها.

لقد كان حديث اللواء المقبل والعميد الدبيخي عبر الهاتف واعداً ومليئاً بالتفاصيل المتفائلة، ولمست منهما حماساً شديداً. وأتمنى أن تأتي نتائج الخطوات الجديدة في توظيف التقنية على النحو الذي يأمله الرجلان. ومن ملاحظاتي، كمواطن من سكان هذه المدينة، أجد أن تقنية «ساهر» قد أدَّبتْ الكثير من العابثين رغم كل ما يُقال عن عيوبها، وأرى أن جوانب القصور في «ساهر» يمكن إصلاحها وهي لا شيء بالمقارنة مع الإيجابيات الكبيرة لـ»ساهر». ولعل التوظيف الجديد للتقنية في المشروع الجديد يتكامل مع مشروع «ساهر» لكي تتحقق الآمال في القضاء على فوضى المرور وعبث المخالفين. ويبدو، فعلاً، أن التقنية والتطبيق الصارم للنظام هما الحل بعد أن جربنا كل شيء في حين ظلت مشكلات المرور قائمة ومتفاقمة.

alhumaidak@gmail.com

ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض **** alawajh@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب