Sunday 04/05/2014 Issue 15193 الأحد 05 رجب 1435 العدد
04-05-2014

الجوهرة .. إدارة وإرادة عبدالله بن عبدالعزيز!

إنجاز مدينة الملك عبدالله الرياضية، تجاوز الحدث الرياضي، وتجاوز مجرد مشروع وتصميم عملاق أو مواصفات بناء.

الحقيقة أننا أمام حدث يجسد مرحلة مهمة أحيطت بالفرح والبهجة العامة والإشادة المحلية والإقليمية، ليس بسبب الإضاءة المبهرة أو التصميم الفذ، أو المرافق المتنوعة أو المساحة الكبيرة، لسنا نتحدث أو نتفق بسبب إبهار الإخراج والأنوار الراقصة بأشكالها المتنوعة، وليس أيضاً بسبب صورة الألعاب النارية الخلابة.

الفرحة الشعبية الحقيقية توجها حضور الملك عبدالله بن عبدالعزيز ليشارك شعبه المناسبة، تعود في اعتقادي لجانب مهم، ألا وهو تطلع الناس للإنجاز، الاحتفاء بمنجز وطني استغرق تنفيذه وقتاً قياسياً جداً وبمواصفات مبهرة.

إلى وقت قريب كان الحديث المتعلق بالمشاريع الإنمائية الضخمة يدور حول التعثر أو التأخير المزعج لبعض المشاريع المعلن عنها أو التي طال انتظارها.. حتى وإن كانت في طور الإنشاء. وهو أمر مقلق حتى لدى الإدارة التنفيذية العليا في مؤسسات الدولة.

الفرحة الشعبية بالمنجز الرياضي جاءت في وقت ظلت الناس فيه تتطلع للحظة إنجاز وتحويل الوعود والأفكار والأمنيات لواقع، وهذا سر الفرحة بإنجاز الجوهرة.. والحقيقة أن من بين أكثر ما أسعدنا بحفل الافتتاح، أن المتابعين من الخليج تعاملوا مع الحدث وكأنه حدثهم، تقريباً كل القنوات الخليجية نقلت المناسبة.. وأشادت بالمنتج.

لا شك أن شركة بحجم أرامكو تبقى بالنسبة لنا كسعوديين سراً غير مفهوم بالضرورة، لكن ثقتنا فيهم من التاريخ، ومن ثقة ملك وجه واختار الجهة «الصح» للإنجاز والعمل على تحقيق وعد بهذا الحجم اللائق في أقل وقت ممكن.

أرامكو السعودية بخبراتها الإدارية والتنفيذية تكشف عيوبنا الإدارية والتنفيذية في المشاريع الحكومية تحديداً، وهو ما يتطلب إعادة تأهيل العاملين والمشرفين والمسئولين عن المشاريع الحكومية بما فيهم وكلاء الوزارات، إعادة تأهيلهم وتدريبهم عبر برنامج وطني طويل تضعه أرامكو، بهدف تجاوز الخلل الناتج في التنفيذ والإشراف على المشاريع الحكومية.

وهو ما سيحقق التنفيذ الفعلي لرؤية الملك عبدالله لرفع مستوى وسرعة الإنجاز.

صحيح أن خلف أرامكو تاريخ وخبرات طويلة محلية وعالمية، وصحيح أن الدخل المالي المقنع والمقنع جداً لموظفيها ومسئوليها، كما البناء الإداري والمالي تجعل من الفساد فكرة بعيدة.. أو في أقل حدودها مقارنة بخارجها، إلا أن أسلوبها وأداءها يجعل مساهمتها الوطنية في تقديم برامج تأهيلية لكبار المسئولين عن المشاريع التنموية المليارية ضرورة من أجل أن يصبح الإنجاز هدفاً إدارياً أول في كل مشاريع تنمية الوطن.

شكراً للملك عبدالله بن عبدالعزيز على هذه المدينة الرياضية الراقية.. شكرا للملك المتفرد وضع الوطن أولوية.

تغريدة:

«الجيل القادم سيُولد في مستشفيات، ويتعلم في مدارس وجامعات، ويسافر من مطارات، ويحضر ملاعب مختوم عليها صُنع في عهد عبدالله..».

@AlsaramiNasser

مقالات أخرى للكاتب