Tuesday 06/05/2014 Issue 15195 الثلاثاء 07 رجب 1435 العدد
06-05-2014

مطلوب فتوى إسلامية لتحريم كل فصائل الإرهاب

مع أن لهم دوراً في تأسيس ونشر التطرف الديني لدى جماعات من المتحزبين الإسلاميين، إلا أن القادة الغربيين يحصرون الإرهاب والتطرف في دائرة المسلمين السنة، فهؤلاء القادة من أوباما إلى بلير وكاميرون مروراً بهولند، يحاولون أن يخفوا دورهم في تأسيس وإنشاء التنظيمات وفصائل المجاهدين العرب في أفغانستان ودورهم في تكوين (القاعدة) التنظيم الذي جمع شتات هؤلاء المجاهدين وتفرعت منه كل ما نتابعه من حركات إرهابية، وفصائل للمتطرفين، ورغم قيام تنظيمات إرهابية موازية من مذاهب أخرى وقوميات أخرى إلا أن العرب وحدهم والمسلمين السنة هم المتهمون، وهم المستهدفون، ورغم أن للقاعدة تفرعات وتعاملات مع التنظيمات الإرهابية الأخرى إلا أن قائمة الإرهاب التي يضعها الغربيون يتقدمها ويتصدرها (أهل السنة) من المتطرفين والإرهابيين، وهؤلاء رغم جرمهم ومسؤوليتهم عن توسيع دائرة العنف والقتل في المنطقة العربية بالذات، إلا أنهم ليسوا وحدهم؛ فنظراؤهم من المذاهب الأخرى لا يقلون إجراماً وارتكاباً للإرهاب.

فتنظيم القاعدة لهو نظير يفوقه في الخطورة والتنفيذ، إذ إن شبكة ما يسمى بـ(حزب الله) الذي وإن ظهر على السطح نشاط فرعه اللبناني بقيادة حسن نصر الله الذي تمدد نشاطه إلى سوريا حيث يخوض معارك قتالية لا تضطلع بها إلا الجيوش، فإن لهذه المنظمة الإرهابية فروعاً وصلت واستوطنت حتى في الأراضي الأمريكية فضلاً عن وجود فروعها في جميع الدول العربية وأمريكا اللاتينية وأوروبا، وإلى جانب هذه المنظمة الإرهابية هناك فصائل وجماعات إرهابية متعددة الجنسيات، ومن العراق تكوّن أكثر من فصيل إرهابي ولليمن والبحرين نصيب ومع هذا لا يوجد لهم ذكر ولم تدرج في قوائم الإرهاب التي تصدرها الدول الغربية.

ومن الهجين الشيطاني الذي جمع بين المقاتلين المتطرفين من أهل السنة والمخططين والممولين من أهل الشيعة ظهر تنظيم (داعش) الإرهابي الذي وإن خدع العديد ممن يندفعون من عمي البصيرة والبصر للانخراط في هذا التنظيم، إلا أن المعلومات تؤكد أن فيلق القدس والحرس الثوري الإيراني هو الذي يمول ويوجه هذا التنظيم الذي ظهرت الأسلحة الإيرانية بين مقاتليه.

الآن أمام العلماء المشايخ المسلمين والمرجعيات الإسلامية الشيعية امتحان عسير يتمثل في الكشف عن كفر وإرهاب هؤلاء المتوحشين، وأن يصدروا فتوى جماعية من علماء السنة ومرجعيات الشيعة بتحريم القتال مع داعش والنصرة والقاعدة والمليشيات الشيعية الإرهابية الأخرى مهما تعددت أسماؤها وفصائلها، فذلك يبرئ العلماء والمرجعيات من جميع هؤلاء الإرهابيين الذين لا علاقة للدين الإسلامي والمسلمين بهم، وإذ كان الغرب يريد تشويه صورة الإسلام باستهداف الجماعات المارقة من الأغلبية الإسلامية، فعلى المسلمين جميعاً أن يتبرؤوا من كل إرهابي مهما كانت هويته المذهبية ومهما كانت أهدافه المعلنة والمستترة.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب