Tuesday 06/05/2014 Issue 15195 الثلاثاء 07 رجب 1435 العدد
06-05-2014

(هلال آسيا)

يكرر الهلال غداً في الرابعة مساء محاولاته المستمرة في إخضاع تلك البطولة المستعصية التي خرجت من تحت عباءته إما تمرداً أو تدللاً. هذه البطولة التي غابت عن السعوديين كثيراً، وعن الهلاليين بشكل خاص لا بد لها أن تخضع يوماً وتعود لمكانها الطبيعي في خزانة زعيمها. والسؤال الذي يتم طرحه دائماً: هل أعطى الهلاليون هذه البطولة حجماً أكبر مما تستحقه أم هي فعلاً أضحت صعبة حد الاستحالة؟ في الواقع، من يكابر ويقول إن السبب الوحيد هو الهلال وحده فقد ظلم المستويات المرتفعة لفرق شرق القارة. ومن يبالغ بأنها مستحيلة، فليتذكر أنه في السنوات القليلة الماضية حققها السد القطري ولعب على نهائيها الأهلي السعودي. فقليل من هذا وقليل من ذاك. الهلال كفريق قادر على تحقيق اللقب متى ما استعد لها بالشكل الذي يليق بها فنياً وعناصرياً ونفسياً. لا أدري لماذا، ولكني أرى هذه النسخة من البطولة أقرب للزعيم من أي وقت مضى. فعلى الرغم من انتقادات الجماهير أو النقاد، إلا أن المخزون العناصري من اللاعبين السعوديين في الفريق مقنع إلى حدٍ كبير. ومنحنى التطور الفني تحت قيادة سامي الجابر آخذٌ بالصعود. يتبقى بعد ذلك، اختيار العنصر الأجنبي الفعَّال القادر على منح الأفضلية للفريق متى ما تعسرت دهاليز اللقاء وتشابكت مجرياتها. فالهلال (من وجهة نظر خاصة قد يختلف معي فيها البعض) لم يعد بحاجة لاعب أجنبي في خانة المحور بوجود كريري والغنام والفرج والموهبتين الجديدتين عطيف والفضل. وليس بحاجة لأجنبيين اثنين في خانة قلب الدفاع، فمع الإبقاء على كواك القائد الفعلي لخطوط الهلال الخلفية يمكن الاكتفاء بوجود الدعيع والحافظ والنجم القادم بإذن الله لصفوف الهلال والمنتخب (أحمد شراحيلي). المعضلة التي عانى منها الفريق طويلاً هي صناعة اللعب التي تجعل للفريق نهجاً ثابتاً للتسجيل يتم التعود عليه وإتقانه بعيداً عن اللعب كيفما اتفق. والمهم في هذه الخانة أن يكون صاحبها قادراً على الابتكار وتنويع اللعب وتوجيهه حسب مجريات اللقاء كما كان كماتشو سابقاً، ويجب عليه أيضاً أن يكون قادراً على إمداد المهاجمين بكرات (أهداف) وليس مجرد التمرير لوضع الكرة بين أقدامهم كما كان يفعل التايب آنفاً. ولا يخفى على الجميع أيضاً الحاجة الماسة لوجود مهاجم هداف من طراز رفيع قادر على صنع الخطورة بنفسه ومزاحمة ناصر على الشباك في ظل تذبذب مستويات ياسر وعدم نجاح يوسف السالم.

للبطولة مهر، يجب أن يدفعه الهلاليون بدقة متناهية بلا تفريط بمكانتهم وقدراتهم، ولا إفراط في تفاؤل يعيدهم إلى نقطة الصفر مرة أخرى.

(جوهرة الرؤساء)

فعلها الشباب، وحصل على لقب كأس خادم الحرمين الشريفين في حضرة ملك القلوب وعلى أرض جوهرة الملاعب. التحدي لم يكن عادياً، والأحداث التي سبقت النهائي كانت قادرة على تقويض عمل الشبابيين في هذه البطولة في لمح البصر. ولكن السر الذي عبر بالليث إلى منصة الفرح كان وما زال خالد البلطان. ذلك الرئيس الذي يعي تماماً أن الإدارة ليست مجرد منصب أو لقباً تشريفياً. فالإدارة هي إدارة الأزمات، وإدارة النفسيات، وإدارة الحدث، وإدارة الإعلام و أصدائه. وقف البلطان وحده ضد قرارات لا تطول غيره (وما زال لهذه القرارات بقية)، وقف أبو الوليد ضد تكتل جماهيري لأكثر من فريق يهدف لإسقاطه وإبعاده، فهو وحده فريق بداخل فريق. التضجر من البلطان منبعه كان وما زال بسبب أنه يحلّق خارج سرب العادة، ورتابة المعتاد. يدافع عن فريقه بشراسة، يتحدث بلا وجل، يصنع الحدث ويتصدره. قد نختلف معه في بعض العبارات التي تصدر منه. ولكنه دوماً أقرب للمنطق من غيره، حباً في فريقه وخوفاً على مكتسباته ومكانته.

بقايا...

- من يرى مستوى لاعبي الأهلي في النهائي يتعجب من كيفية وصولهم له. فهل الاختبارات التي خاضوها كانت مضللة للحكم عليهم، أم أن الضجر من المدرب قد بلغ مداه؟

- غياب نيفيز والشهراني واحتمالية غياب الفرج والعابد عن لقاء الغد الآسيوي سيترك أثراً على الفريق ولكنه لن يعيقه عن تحقيق مبتغاه بإذن الله.

- الفريدي موهبة كروية حملها من لا يستحقها، فسبحان الله كيف من الممكن أن يستهتر الإنسان بهذه الهبة بهذا الشكل.

- الاتحاد والشباب آسيوياً، عبارة كافية لإشعال فتيل الحماس لدى الجميع.

- غرّد القناص فأطرب العشاق، وبانتظار طرب الملعب.

- إذا صدقت الأخبار أن مسلسل عقوبات البلطان ما زال مستمراً، فهي بلا شك وصمة عار في جبين رئيس اتحاد الكرة لدينا. فشخصنة القرارات هو انتحار عملي.

خاتمة...

إذا اعتاد الفتى خوض المنايا

فأهون ما يمر به الوحول

(المتنبي)

@guss911

@ghassan_alwan

مقالات أخرى للكاتب